ما تخفش يا بلبل ...
دخلت الغرفة لاقيت بلبل فى البلكونة سكران .. فتح كل قزايز الخمرة الصغيرة اللى فى تلاجة الغرفة وقاعد على الارض بالسليب بيسكر وحوليه اكياس شبسى وسودانى ولوز كلها فاضية وكمان بينوح : انت فين يا غالى ؟
جبتنى و رمتنى هنا فى الفخفخة دى يا غالى ما كنت سبتنى فى حالى؟ : يا بن الوطية؟ قوم يا روح امك ارجع على الزرايب قوم يا معفن يا ابن المئيحة : انت جيت يا غالى يا أبو قلب والى؟ انا قلت حصلك حاجة ومش عارف اعمل ايه؟ : تعمل ايه؟ تقعد تسكر يا عرس وتضرب التلاجة!
:لا والله انا جعت قلت اشوف فيها ايه لاقيت شيبس وسدانى وقزايز قمت قايم باللى فيها كله انت عارف انى لما ازعل اجوع على طول ولما اجوع اضرب اللى موجود .. انا اتخضيت عليك : ما تخافش يا بلبل عمر الشقى بقى بس انا قلت اسيبك تريح ونزلت اعمل شوية مصالح بسرعة كده الوقت سرقنى : طب مش حتحكى لخوك وتأكله؟ : مش لما الاول تفوق يا جزمة؟ قوم ... يلا قوم استحمى والبس وفوق علشان ننزل ناكل ونفرفش .. يلا قوم.
استحمى ولبس ودخلت انا كمان اخدت دوش ونزلنا اكلنا فى المطعم شويت مشاوى انما عجب .. بصراحة اول مرة ادوق لحمة بالحلاوة دى اتارى ولاد الناس مخهم نضيف علشان بيكلوا الحاجات دى.
اخدت بلبل وخرجنا نتمشى بالعربيه على النيل كانت الساعة اتناشر يمكن والناس رايحة جية على الكورنيش حبيبة وغيرهم وسألت بلبل : ما نفسكتش تتجوز ياد يا بلبل؟ : والله زمان قبل النغنغة دى ... : زمان!! زمان ايه يا بن الصايعة؟ : يعنى من يومين كده يا سيد ما دقش .. لغايت امبارح يا عم كنت عايز بس دلوقتى انا عايز اتمتع بالحياة بالنسوان اللى ملعلطة فى كل حته دى .. اسبهم لمين؟ : سيبهم لصاحب نصيبهم اما انك عيل بايظ صحيح وانا اللى كنت فاكرك حتقول ربنا ادانى وكرمنى لازم اكمل نص دينى واستر واحد بنت حلال تخلف لى عيال يعبدوك يا رب : ايه يا عم سيد هو فيه ايه؟ : فيه ايه ايه؟ : يعنى اللى يسمعك بتتكلم كده يقول دى خطبة الجمعة ولا هو الحشيش والخمرة والبت سامية ولبة و المرة ام بيسه والمرة النتافة بتاعت .... : بس بس يا بن العرس انت حتجيب لى سيرتى على السبحة ولا ايه؟ هو الواحد مش ممكن يتوب ولا يغير طريقة عيشته؟ : نتوب عن ايه يا عم سيد؟ احنا اللى عشناه والمرار اللى شربناه يدخلنا الجنة حدف : هو انا قلت لك اقعد فى الجامع؟ بقولك تتنيل تتجوز علشان تتلم!
: وهو فين يا عم البيت؟ ولا مين حترضى بواحد ذيى لا مال ولا جمال ولا شهادة ولا حتى عيلة؟ : يا بنى انت انوى بس وربك يدبرها من عنده : يعنى انوى على بنت ناس واتجوزها النهارده وادور اشحت بيها بكره؟ : بقول لك ايه يا بلبل .. انا قلت لك ما تخافش! : يعنى ايه يا عم سيد؟ هو مين فينا السكران؟ : انت يا حلوف اللى سكران وقلت ما تحملش هم حاجة بس اللى حعمله ما تسألش منين ولا ليه؟ : انت ايه حكايتك يا عم؟ انا ابتديت اخاف منك وعليك!
: ما تخفش بس ده احسن لك ولمصلحتك علشان لو حصل اى حاجة وانضربت حتى ما يبقاش عندك حاجة تقولها لانك ما تعرفش حاجة اصلاً وحتى لو حلفت تبقى بتحلف صح : والله انا كان نفسى اعرف بس طالما انت شايف كده يبقى خلاص مش عايز اعرف واللى حتقوله حقول لك امين بس حسألك سؤال واحد ومن بعده مش حسأل : اسأل يا بن الرزلة : احنا مش حنرجع الزرايب تانى خالص : لا .. خالص : وحنفضل عايشين فى الزهزهة دى؟ : ان شاء الله : يبقى امين متين يا نصير المساكين.
الكلام خدنا على كورنيش امبابة ولاقينا واحد بتاع حلبسة (حمص الشام) ركنا ونزلنا قعدنا على النيل ضربنا شويت حمص وبعدها شاى وقعدت احكى له عن الشقة اللى اخدتها واننا لازم نعيش فى السليم بقى ونمشى صح والفلوس حتساعدنا على كده وانى بخطط اننا ناخد جنسية تانية علشان لو جد فى الامور امور نطير برة ونلاقى اللى يحمينا.
برضه مش عايز يهدى وسألنى : طب الفلوس اللى معانا .. اقصد اللى معاك تخلينا نعمل ايه؟ : اولا انا بعتبرك شريكى فى الفلوس دى زىيى زيك : ربنا يسترها معاك يا سيكوا : بس انا الاخ الاكبر اللى بيسيطر علشان اخوه الصغير طايش وممكن تعمل لنا كل الخير اللى كنا بنحلم بيه وزيادة وبطل لفلفة ورا الموضوع ده : والله العظيم والنعمة وعزة جلال الله انا ما عايز اعرف حاجة غير انى اتخيل ممكن احلم لغايت فين؟ : احلم ياد يا بلبل احلم وربنا معنا والبركة فى دراعنا : يعنى احنا حنشتغل؟ : امال حنقعد فى البيت؟
الحلم الاول والتانى ...
صحيت الصبح بدرى طلعت البلكونة بصيت على النيل وشربت سجارة ولاقيت الواد بلبل نايم بيشخر .. دخلت استحميت او اخدت دوش زى ولاد الناس ما بيقولوا وطلعت لاقيت البقرة لسه نايم فصحيته اخد دوش واخدته وروحنا لفينا على مكاتب صرافة كل مكتب يدخل نبيل بسبعة الاف وانا بخمسه خمسمية المهم غيرت 150 الف دولار انا وبلبل لان الراجل اللى اعرفه بتاع دولار كان قافل واى مكتب صرافة حنغير منه عشر الاف دولار زى ما قلت قبل كده حيطلب البطاقة ويكتب على الوصل (غسيل اموال) واحنا مش ناقصين .. عدينا على الراجل بتاعنا تانى لاقيته قافل ولاقيت فيه نمر موبايلات فأفتكرت انى رميت الموبايل بتاعى فى الشنطة فى الاوتيل فرُحنا واخدين ارقام التليفون ومشينا.
قعدنا نسأل على العجيل فواحد سألنا : انتو عايزين تشتروا ايه؟ فقلت : phone فقال : ماتروحوا التوكيل دا هنا قريب خالص ووصف لنا وسألت بلبل : تعرف الاى فون والاى باد و .. : بقول لك ايه؟ انا بالنسبة لى لو عايز تهادينى بتليفون عايز تليفون فيه كاميرا واقدر اسمع فيه مزيكة واشوف مقاطع فيديو والمهم بزراير لان اللمس ده ما ليش فيه : مش مهم الماركة؟ : انت بتفهم فى الحاجات دى عنى من شغلك فى شارع عبد العزيز .. انت اتصرف.
صحيح انا اشتغلت فى شارع عبد العزيز اربع شهور لغايت ما ضربت واحد ابن تاجر هناك فقطعت من الشغل لان لو كان مسكنى كنت اتقطعت.
: طب الكمبيوتر ايه الاخبار؟ : لو بتعرف هندى يبقى انا بعرف فى الكمبيوتر : طيز يعنى؟ : اكبر كمان : طيب انا حتصرف.
دخلت على التوكيل قابلت شاب جدع جدا فهمنى كل حاجة وقال لى ان احسن حاجة انى اخد المنظومة كلها ابل علشان النظام مختلف تماما عن الويندوز وقعدت فى المحل يمكن ساعة ونص يشرح لى الفرق ما بين الويندوز والابل وطبعا بعد نص ساعة كان بلبل ورم منى وبعد ما خلص شرح قمت عامل شروة ابل .. اى فون واى باَد ولاب توب اخر حاجة اسمه اى ماك بالاكسسوار بالشُنطة وهم عملوا لى اشتراك فى دورة تعلمنى التعامل بنظام ابل هدية .. ما انا دفعت مبلغ كبير فبيعملوا واجب معى.
رحت مع بلبل اشترينا له تليفون عجبه شكله من نوكيا واشترينا خطين جداد وقالوا اننا ممكن ندخل على النت من صباع كده اسمه يو اس بى بيركب فيه خط وندخل على النت من اى حته فاشتريت اتنين.
وطلعنا على مصر الجديدة رحت على مكتبة سمير وعلى اشتريت خزنه كبيرة وطلعت على الدوبلس والواد بلبل مش فاهم حاجة خالص وخايف يسأل لحسن اطرقع له.
ناديت الامن جابلى اتنين بوابين من عماير جبنا وطلعوا الشنط والخزنة على الدوبلكس وطبعا ظبطهم جامد.
طلبت من بواب منهم اسمه عيسى يجيب لى بناء بكرة الصبح علشان يبنى حوالين الخزنة لانى عايز اسبتها فى الحيط فى مكان انا مختاره فى اوضتى من ساعت ما اخدت الشقة ودخلت انا وبلبل افرجه الدوبلكس.
: ايه ده يا كبير؟ : اجرتها سنة حنعيش فيها : حنعيش هنا؟ : ايوه يا حافى حنعيش هنا 365 توم : يوم ينطح يوم؟ : يوم ينطح يوم
: طب انا عايز الاوضة دى علشان بحب البلكونة ممكن؟: طبعا يا بلبل ممكن وعموما كل الاوض فيهم بلكونة : بس انا حابب دى!
: حلال عليك انا دلوقتى حققت الحلم الاول والتانى : مش فاهم؟ : انى اعمل ثورة التكنولوجيا بالكمبيوتر والتليفون والانتر نت وانى اسكن فى شقة فى مصر الجديدة حلوة كده : ربنا يسعدك يا سيد انت شقيت فى حياتك وربنا بيديك ويعوضك.
: مالك يا ست زبيدة؟ مالك قلبت على خالتى زبيدة كده ليه؟
لاقيت بلبل عيط وحضنى فقلت : انت مالك يا بلبل؟ مالك يلا؟
: انا مش مصدق اللى انا فيه وما كنتش عارف انك بتحبنى كده.
: وانا كمان ما كنتش اعرف انك بتحبنى كده.
وش نضافة ...
نزلت انا وبلبل على تريومف نتمشى شوية وانا عندى رغبة فى صرف شويت فلوس وشراء كل اللى كان نفسى فيه انا وبلبل.
دخلنا على القاهرة للمبيعات فى ميدان السبع عمارات بعد ما سألت سواق تاكسى: اجيب اجهزة منزلية منين؟
وقمت عامل الصح مع البيت وكأنى بتجوز .. تلاجة كبيرة وتلت تلفزيونات رفيعين خالص اسمهم LED واحد فى غرفتى وواحد فى غرفة بلبل والتالت فى الانتريه وغسالة تغسل وتنشف فى نفس الوقت وبوتاجاز ووو كل الحاجات اللى كنت بتمناها وبشوف اعلانتها فى التلفزيون على القهوة .. جبتها حتى المكوة اللى بالبخار مع اننا حنبعت نكوى عند المكوجى بس الامر ما يسلمش برضه.
دفعت وطلع بلبل بالعربيه مع عربية الشركة على البيت يرصوا الحاجه وانا رحت على مفكوا حلوان بتاكسى ابص على عفش على ان بلبل يطلعوا الحاجة ويحصلنى على سيتى سنتر فى مكرم عبيد يستنانى قدام مطعم هارديز.
كلمنى بلبل قال انه كله السطة وانه قدام المطعم كنت انا اشتريت تلت غرف نوم وانتريهين وسفرة وصالون ومطبخ ومكتبه لاقيتها حلوة نحط فيها التلفزيون والفرش خلال 24 ساعة ان شاء الله.
اخدته ودخلنا ضربنا فى هارديز ودخلنا سينما فى المول حفلة من 6 مساءً فيلم امريكانى جامد اخر حاجة.
اسرة يهوديه فى بولندا هرب الاب وواحدة من البنات لامريكا على اساس ان الام والبنت التانية يحصلوهم علشان الام مرضت بس ما قدروش يحصلوهم وماتت الام من التعزيب اتربت البنت لوحدها فى بولندا واخيرا البنت عرفت تروح لاختها وابوها فى امريكا والصراع الداخلى لكل واحد منهم التلاته .. فيلم حلو يخليك تعيط.
انا اصلى بحب طول عمرى اى حاجة بتتكلم عن اليهود سواء كتاب او فيلم او مقال فى روزاليوسف حتى ... وعندى معلومات عن حياتهم فقعدت اتكلم مع بلبل اللى ما عجبوش الفيلم لانه بيكره اليهود بس مش عارف ليه هم كان بيحصل لهم كده؟ فقلت له ان انا كمان ما بحبش اليهود بس بيصعبوا على احيانا على انهم فى الاخر بنى ادميين وفى يوم ابقى اشرح لك الحكاية واحنا بناكل بطيخ فى البلكونة فى بيتنا الجميل.
طلعنا على ميدان الاسماعيلية على حلاق كنت لمحته وانا بدور على الشقة ودخلنا عملنا كل حاجة ممكن تتعمل ... شعر .. دقن من الاخر وش نضافة.
عرفت من الحلاق انه فيه حاجات بتتعمل للراجل تخليه امور زى الباديكير اللى هو بينضف الضوافر رجلين وايدين وبت امورة هى اللى بتوضبك وممكن تشيل لك شق الحفا من كعابك وبتعمل لك مسكات ( كريمات بتتحط على الوش تخليه ينضف ويبيض) يعنى بتشيل القشف اللى على جلدك وحلاقة الشعر والدقن وبيشيلوا كمان الحبوب اللى فى الوش والواد بلبل كان عنده زوايد لحم فى رقبته شالوهم .. بصراحة ظبطونا جامد واحنا عمالين نبص لبعض ونضحك ومش مصدقين.
خرجنا من عند الحلاق او البيوتى سنتر ده دافعين مبلغ بس بقينا ولاد ناس لدرجة اننا دخلنا استديو تصوير اخدنا كام كارت كده وطلبت صور لينا 4×6 كل واحد 24 صورة غير الكروت كل واحد لوحده وخمسة احنا اللى اتنين مع بعض .. ولما ورانا الراجل الصور على الكمبيوتر قررت اشترى كاميرا لينا نتصور بيها فى كل حته.
لاحظت فى محل التصوير ان شكل سنانى مش حلو خالص فسألته عن مستوصف او مستشفى قريب يكون فيه دكتور اسنان فقال فيه مستشفى كليوبترا فى ميدان صلاح الدين وفيه مركز اسنان فى العمارة فوقه .. فطلعت انا ونبيل ولما جه الدور دخلنا والكتور وقع على ضهره من قذارة بوقنا احنا الاتنين وقام منضف لنا اسنانا بالليزر وانا ليه معاه جلاسات تانى لزراعة اسنان جديدة واخد صور لبوقى بالاشعة ومقاس بوقى واخد كمان خمس الاف جنيه تحت الحساب.
بعد شهور ...
بعد شهور كنا بقينا خلاص بقينا ولاد ناس ونسينا الزرايب واللى فيها من يوم ما رجعنا النص نقل لام بندق.
غيرنا البطايق او الرقم القومى بقى على مصر الجديدة والعنوان اتغير فى البنوك وعملت حساب لبلبل وحطيت فيه خمسين الف جنيه والفيز طلعت كلها خمس كروت فيزا وماستر وامريكان اكسبريس وكمان كورس الابل خلص وبقيت صايع فى الكمبيوتر ودخلت انا وبلبل كورس انجليزى بس فشلنا فى الالتزام بالحضور فجبت مدرس انجليزى من مدرسة الليسيه اللى جنب البيت.
كمان عملت شركة استيراد وتصدير باسمى انا ونبيل بس الادارة لى عملها لنا جارنا سامح السيد المحامى مكتبه بالدور الارضى.
سميت الشركة مصر الجديدة للاستراد والتصدير واخد المكتب فى مصر الجديدة بس اشتريته بنص مليون جنيه فى مساكن شيراتون.
جبت عربية لى كيا سيراتو كحلى وعربية زيها سودة لبلبل.
كنا اشتغلنا مع تجار شارع عبد العزيز وجبنا من الصين شويت اكسسوارات موبايلات وعملت معنا مكسب كويس شجعنا اننا نكبر الحكاية شويه وندخل فى كونتينر موبايلات نوكيا كوبى1 يعنى تقليد الاصلى بس تقليد متقن وكسبت معنا كويس جدا.
وفضلنا نقلب الفلوس يوم بعد يوم لغايت ما فى يوم بدور على شهاداتى واوراقى لاعطيهم لمحامى متخصص فى الهجرة لانى كنت عايز انا وبلبل نهاجر لنيوزيلاند.
وانا بطلع الاوراق وبدور لاقيت الكيس الاسود اللى فيه الدهب والخرايط بتوع عم الياس فاتسمرت فى مكانى وجرى شريط الاحداث اللى مرت على كلها فى دماغى فى ثوانى.
طلعت الورق وقعدت فى بلكونة غرفتى ابص فى الخريطة دى والخريطة دى واقلب فيهم مرة واتنين وتلاته واحاول انى الاقى اى خيط يوصلنى لاى معلومة ابدأ منها مش لاقى فحطيتهم قدامى على التربيزة ودخلت اعمل قهوة.
وانا فى المطبخ لاقيت بلبل بينادى على بصوت عالى لدرجة انى جريت افتكرت ان فيه مصيبة دخلت غرفته مالاقيتوش فيها ونده تانى لاقيته عندى فى غرفتى.
: مالك يا نبيل؟ : انت الورق ده ايه؟ : ورق بتاع عم الياس! : الورق ده بتاع خالك حامد مش بتاع عمك الياس! : انت شوفت الورق ده قبل كده؟ ايوه وانا صغير شوفته مع ابو بندق وكان بيتخانق وبيطرقع لام بندق على انه ايه اللى جاب محفظة حامد البيت وساعتها ام بندق مسكت المحفظة باستغراب وقالت ماعرفش فلطشها ابو بندق بالالم وسحبها جوه الغرزة وقعد يطرقع لها.
: وانت كنت فين؟ : انا كنت جنب الغرزة بلعب انا وبندق المساكة ومستخبى ورا الغرزة : وبعدين؟ : انا لاقيت المحفظة فى الارض نتشتها وطرت ورا الغرزة افتشها يمكن الاقى فيها فلوس مالاقيتش غير الورقة الصغيرة دى وصورة لعم الياس وخالك وواحد تانى متطبقة فى المحفظة وبطاقته .. رحت اديها لخالك علشان يدينى بريزة ولا حاجه فلاقيته انبسط جدا وادانى جنيه بحاله وبعدها بحبه خالك مات وقالوا ان حد طلع عليه يسرقه فقتله بس انا سمعت الياس وابو بندق بيقولوا انهم استريحوا منه ومن وساخته : وساخته؟ دا كان برنس! : لا هم كانوا يقصدوا اكيد انه بينط على نسوان الحته : انت عمرك ما حكيت لى الحكاية دى! : بصراحة كنت خايف منك لتفتن على واروح انا فى توكر : يا بن الزانية افتن عليك؟ انا افتن عليك؟ : عقلى بقى قال لى كده وما افتكرتش الحكاية دى غير لما شوفت الورقة دى لان انا فاكر ان عم حامد قال مش خصارة فيك لحلوح كامل ياد يا لوزة دا انت رجعت لى كنز كان حيروح فى داهية : كنز ايه؟ :ما انا ما سألتوس انا طرت باللحلوح اشترى اللى انا عايزه : طب ادخل هات القهوة اللى كنت بعملها واعمل لك انت كمان قهوة وتعالى اقول لك الحكاية بقى من طأطأ للسلامُ عليكوا.
كده بانت الفوله ...
بعد ما حكيت الحكاية كلها وصلنا لفكرة ان الياس وابو بندق قتلوا حامد واحد علشان مراته والورقة بتاعت الكنز والتانى علشان مراته بس ازاى اتفقوا؟ بس مش ده المهم كده بانت الفولة والياس ربانى لانه حس بتأنيب الضمير مش حباً فى خالى.
طب المهم الخريطة الصغيرة والكبيرة بتوع ايه؟ وايه اهمية الخريطة اللى مع خالى اذا كان الياس معاه واحدة؟ ولا فيه حاجة مشتركة بين الخريطين بيكملوا بعض مثلاً؟ مافيش غير اننا ننزل على الفيوم ونسئل على ابو رحاب وهو اكيد معاه مفتاح اللغز ده!
لبسنا هدوم مبهدلة واخدت نبيل وطلعنا على الفيوم بعربيتى ومش عارفين حنلاقى ابو رحاب ده ازاى بس قلنا حنسأل واللى يسأل ما يتوهش! وصلنا الفيوم ركنت عربيتى فى فندق الواحة فندق تلت نجوم ودخلنا شربنا شاى وسألنا على قهوة الصيادين واخدنا عربية من على الطريق ورحنا على قهوة الصيادين.
طلبنا شاى وقعدنا شويه وسألنا على ابو رحاب فقال القهوجى : عشته فى بحرى البلد بس ده مات من سنتين : لا الله الا الله
: بس ولاده الاتنين حمدى وتوفيق شغالين مكانه : طب تمام :بس حضراتكم بتسألوا ليه؟ : احنا جيين من كفر الشيخ وعايزين نأجر حتت ارض ونعملها مزرعة سمكيه ولينا صاحب قال لنا روحوا لابو رحاب : لو عايزين ارض روحوا لعم السيد عبد الهادى الكبير هو اللى بيحكم فى بحرى البلد كله ويقدر يظبط لكم كل حاجة حتلاقوه على البحيرة دلوقتى : متشكرين يا عمهم .. سلام عليكم : وعليكم السلام.
اخدنا عربية ورحنا على بحرى البلد وقعدنا نسأل على حمدى وتوفيق ولاد ابو رحاب لغايت ما وصلنا لبيت صغير على اطراف البلد بيبص على زراعة والناحية التانية يشوف البحيرة من بعيد.
خبطنا وسقفنا وقلنا يا ساتر ولا حياة لمن تنادى!
لاقينا كلب اسود فى ابيض قاعد جنب الباب ساكن رفع ودانه لما قربنا ولما وقفنا رجع نام فى كسل تانى برأسه على قدميه الاماميتين بس مفتح وباصص علينا فى ترقب.
قربت من الباب اخبط تانى وجسيت الباب لاقيته مفتوح .. بصيت لبلبل فشاور انى ما ادخلش بس انا زقيت الباب فتحته للاخر وبصيت على جوة لاقيت البيت غرفتين جوه بعض يعنى ممكن تقول صاله وغرفة ومافيش حمام باين!
: تأمروا بحاجة يا بهوات؟
اتفزعت انا ونبيل وبصينا ورانا لاقينا واحد نصه الفوقانى عريان ومن تحت لابس سروال وجسمه مبلول وعلى راسه الفوطة لسه.
: السلام عليكم .. انت حمدى ولا توفيق؟ : انا حمدى أأمر فى حاجة؟ : طب قول اتفضلوا! : حضراتكم حكومة؟ : لا احنا جيين فى خير : انا قلت قبل كده اننا ما نعرفش حاجة عن الورقة اللى بتدوروا عليها وابويه راح فطيس وهو بيجرى ورا الاحلام دى وكفايه بقى : استنى بس يا اخ حمدى : يا اخ حمدى الكلام اخد وعطى وسيد بيه عايز لك الخير انت واخوك : بص يا حمدى احنا كلنا شباب زى بعض وعايزين ... : سلام عليكم يا بهوات .. مين حضراتكم؟ : وعليكم السلام .. انت توفيق؟ : ايوة؟ : احنا اخواتكوا من مصر وفيه مصلحة مشتركة بينا وحيعم الخير على الكل : خير؟ أأمر : طب مش معقوله حنتكلم على الواقف من غير حتى بق ميه ولا شوية شاى؟ : احنا اسفين هات يا حمدى كراسى وانا حولع على الشاى : اهو كده يا شباب دا انتم من بيت كرم.
الاتنين ماتوا ...
قعدنا قدام البيت وجه الشاى وانا مستغرب ان كل البيوت اللى حولين البيت ده مافيش حد فيها لا حد بيطلع ولا بيدخل!
قعدنا قدام البيت وجه الشاى وانا مستغرب ان كل البيوت اللى حولين البيت ده مافيش حد فيها لا حد بيطلع ولا بيدخل!
قعد حمدى واجم ومكشر وتوفيق حط الشاى وقال : كله معلقتين سكر واللى عايز اكتر السكر اهه : متشكرين يا عم توفيق تعبناك.
: ما فيش تعب ولا حاجة : احنا عايزين نعرف ايه الحكاية بقى؟ : بالراحة على الرجالة يا حمدى .. اتفضلوا الشاى : يزيد فضلك.
: بصوا يا رجالة الحكاية من الاخر ان خالى كان هو وعمى أصحاب ابوكم ابو رحاب وكان فيه سر بينهم واحنا عايزين نعرفه يمكن الخير يعم وكلنا ننبسط : يا بيه انا .. : انا اخوك سيد وده اخوك بلبل سيبك من بيه وتيه : ماشى يا عم سيد انا من يوم ما ابويه اتقتل وانا ما بشوفش غير دمه اللى كان غرقان فيه ونفسى اتحصل على اللى قتله بس للاسف ان ... : استنى يا حمدى .. انت بتقول خالك وعمك؟ : ايوه! : بص يا اخ سيد انا بقول لك برضه من الاخر ان اللى قتل ابونا هم خالك وعمك دول لانهم اختفوا يوم قتل ابونا واحنا ما نعرفش عنهم اى حاجة من يومها : عموما لو حتى هم الاتنين كانوا قتلوا ابوكم فهم الاتنين ماتوا وعلشان كده احنا هنا النهارده علشان نفهم ايه الحكاية؟ : ماتوا؟ : ايوه : وايه الحكايه اللى عايزين تفهموها؟ انا قلت لكم قبل كده اننا ما لاقناش اى ورق معاه : طب مين سألكم قبل كده؟ : اتنين افندية زيكم كده ومعاهم ست صغيرة جم وسألوا عن ورقة ليهم وقالوا حنديكم خمسين الف جنيه لو لاقيتوها وقلنا ابونا لا كان بيعرف يقرأ ولا يكتب حيشيل ورقة ليه؟ : الناس دى بتدور على الورقة زينا بس الفرق بينا وبنهم اننا حنقول لكم ان اللى حنلاقيه حيتقسم بالنص مش خمسين ولا ميت الف : طيب انا مش عارف اقولكم ايه؟ : انا بايت فى فندق الواحة وخد موبايلى اهه لو حبيت نتقابل تانى كلمنى .. ماشى؟ : مد توفيق يده واخد الكارت وقال : ماشى يا سيد بيه .. فشاورت له فقال : يا سيد : احنا اولاد او اقارب اللى كانوا حيطلعوا المصلحة وكلنا شركاء بس انتوا اجتهدوا تدوروا
على اى طرف خيط للحكاية : ان شاء الله : السلام عليكم : طب غدا طيب : بكرة ناكل مع بعض اكلة سمك ان شاء الله وانا عازمكم : واجب علينا : من النهارده احنا مع بعض وما فيش فرق بينا عندنا عندكم المصلحة واحده ... سلام.
مشينا لحد الطريق واخدنا عربية على الواحة وحجزت غرفة لنا واخدنا العربية ورحنا فندق الاوبرج اخدنا غرفة ودخلنا نستريح.
سألنى بلبل : ليه حجزت فى الواحة ورحنا للاوبرج؟ فقلت : علشان لو سألوا علينا يلاقونا حاجزين بس مش موجودين فلو حبوا يقلوا باصلهم معانا مش حيلاقونا فى الغرفة ولو حبوا يتطمنوا حيلاقونا حاجزين : يا ابن اللئيمة! : شغل عصابات يا عمهم.
الخريطة ...
رن الموبايل الساعة الواحدة بعد نص الليل لاقيته توفيق بيقول انه فى فندق الواحة ومش لاقينا ولا لاقى العربية فقلت له ربع ساعة احنا راجعين على الفندق .. صحيت نبيل بسرعة ولبسنا ونزلنا على الواحة وصلنا لاقيناه قاعد فى الرسيبشن وحده من غير حمدى!
اخدناه على الغرفة وطلبنا بيرة وعشاء وقعدنا فى البلكونة .. وفى البلكونة بدأت الحقيقة تتضح.
: اهلا يا توفيق امال فين حمدى؟ : اهلا بيكوا يا بهوات.. معلش حمدى مخة ضيق شويتين وانا عايز اخلص واعيش.
: بص يا توفيق انا زى ما قلت اللى حيطلع حيتقسم علينا احنا الاربعة وانا متوقع خير كتير قوى.
: بص يا عم سيد انا كل اللى اعرفه ان ابويه وعم الياس وعم حامد كانوا بييجوا يصطادوا مع ابويه وفى يوم سمعتهم بيتكلموا انهم لازم يبتدوا يحفروا بسرعة علشان كل واحد يروح لحاله : ليه هم كانوا مختلفين؟ : عم الياس كان واضح انه شايل من عم حامد وكل واحد متحفز للتانى وعايزين يفكوا الشراكة اللى بنهم : شراكة ايه؟ : اللى فهمته انهم لاقوا خريطة لمكان مدفون فيه حاجة غالية او دهب وانهم قسموا الخريطة ساعتها وكل واحد اخد حتة علشان ما حدش يخون زميله : بس انا لاقيت حتتين مش نفس المقاس؟
: هى اتقسمت كده وعم حامد كان اصغر حته وبعدين عم الياس وابويا طلع له اكبر حته من الخريطة وانا شوفته وهو بيعينها فى شق فى بيت جدى اللى على البحيرة : وحمدى يعرف الحكاية دى؟ لا انا ما رضيتش احكى له علشان هو متدين وحيقعد يقولى قال الله وقال الرسول وحيطير الحكاية : عفارم عليك : بيت جدك ده فين؟ : ناحية البحيرة واحنا كنا عايشين فيه لغايت ما اتقتل ابويه فيه جينا على بيت عمتى اللى انتم جيتوا لنا فيه : وعمتك؟ : متوفيه من زمان : البقاء لله : فى حياتك الباقية.
طلعت من المحفظه الخريطين وحطيتهم قدام توفيق وصبينا البيرة نشرب بعد الاكل.
بص لهم توفيق وقام مطلع حتت ورقة نفس اللون بس متبهدله شوية وراح مركب التلاته مع بعض وبص لى وقال : كده تبقى كملت.
: المهم حد عرف يفك الطلاسم اللى مكتوبة دى؟ : والله انا كنت بشوفهم عمالين كل واحد فى التلاتة بيحاول بس ما حدش عرف لغاية ما فى يوم عم الياس اجتمع بيهم عندنا فى بيت عمتى وقال لهم احنا لازم نبتدى نحفر ويومها عرفت انهم بكرة حيحفروا ففهمت ان حد فيهم عرف يفك الطلاسم اللى فى الورقة : وبعدين؟
: تانى يوم لاقينا ابويا مرمى على الارض غرقان فى دمه وما لاقيتش الورقة بتاعته.
: واختفوا الاتنين فقلتوا انهم قتلوه وهربوا بعد ما اخدوا الورقة!
: صحيح .. حطوا نفسكم مكانا! : عندك حق.
قعدنا نشرب لما طلع علينا الفجر واستغليت ان البيرة لتدر البول وتوفيق دخل الحمام وقمت مصور الخريطة بالموبايل كام لقطة.
وقعدنا نحاول نفهم المكان ده فين او الكلام ده ممكن يكون معناه ايه؟ ما عرفناش.
دخل توفيق تانى الحمام وخرج قال انه لازم يمشى قبل ما الشمس تطلع واخوه يستأخره واخد قطعته من الخريطة وطلعنا معاه وصلناه بالعربية لاقرب نقطة لبيته ورجعنا على الُابيرج نمنا.
فك الشفرة ...
صحيت بعد محاولات بائسة للنوم فاضئت الاباجورة بجانبى وقمت فتحت الستارة وخرجت فى البلكونة لاكتشف جمال البحيرة والمنظر الخلاب للطبيعة فى الصباح.
احضرت الموبايل وطلعت صور الخريطة ونقلتها على اللاب توب ( انا لا اتحرك بدون اجهزتى ابداً) وقمت بتحسين الصورة على الفوتوشوب وجلست ادقق النظر فيها ثم خطرت لى فكرة .. الرموز المكتوبة لابد انها لغة وجوجل يمكن فيه ترجمة لخمسين لغة فقلت اكتب الطلاسم فى مربع اللغة التى يترجم منها للعربية واجرب اللغات الواحدة وراء الاخرى.
وبعد عدت محاولات من الغات الغريبة مثل اليونانية والسلوفاكية والمقدونية وجدت ترجمه مع اللغة الروسية وهى ..
Евангелие большевистских وبالعربية تعنى الانجيل البلشفى ومن تحتها كليمات بعضها مطموص لانه فى القطعة التى كانت فى حوزة توفيق ولكنى وجدت منها كليمة وليست بالروسية ومع التجربة عدة لغات اخرى كانت المفاجأة...
وجدتها بالعبرية وتعنى صهيون وكتبت ציון...
فانبهرت من التكنولوجيا والمخ النضيف .. الانترنت ده اعجوبة الالفية التالته وربنا يديمه علينا نعمة يا رب.
بدأت الف كل الورقة والم كل الرموز اللى شكلها غريب ولاقيت ايه؟
لاقيت انها رموز عبرية تشرح منطقة الحفر والمسافات والعمق والطريق للوصول الى الدلالة الاولى على انك تسير بشكل صحيح وهى عبارة عن ابريق فخار فرعونى ثم النزول لاسفل بزوية ميل محددة والدلالة الثانية سهم على الارض اسير عكسه ثم حفرة بعمق متر فى متر يوجد بها الكنز.
طبعا كل هذا عن طريق وضع الرمز والبحث والتجارب على الانترنت تلت ساعات لغايت ما لاقيت اللى وصلت ليه ده.
قمت لاقيت من فرط حماسى نسيت نفسى التلت ساعات دول وانا قاعد على الكمبيوتر ورجلى اتخدرت فقعد مكانى تانى.
خرج بلبل لاقانى ممدد رجلى وعلى وجهى ابتسامة المنتصر وامامى الاب توب والتليفون والسجاير فضحك وقال : يا بنى ارحم دماغك انت ما بتنمش؟ : انت نتربى معى وعارف ان دماغى طالما مشغولة بحاجة يبقى مش حعرف انام الا لما اوصل للحل!
: والابتسامة اللى على وشك دى معناها انك وصلت؟ : ايوه! : انت بتتكلم بجد؟ عرفت الحل يا كبير؟ : قلنا ايوه : ازاى؟
: بالانتر نت والمخ النضيف يا بروطه : طب احكى لى يا عبقرى قول يا كبير قول.
حكيت له كل الحكاية وقلت له ان اول ما راحت دماغى ليه ان فى المكان ده الكتاب اللى طول عمرى اسمع عنه وعمرى ما عرفت اقرأه ابدا .. كتاب كان قصة شيقة ومغامرة انى اتكلم عنه .. كتاب ترجمه العقاد فى الخمسينات اسمه بروتوكلات حكماء صهيون .. اتضايق بلبل لما عرف انه مجرد كتاب.
فحكيت له عن الكتاب وقيمته .. الكتاب ظهر فى روسيا سنة1905 كتبه واحد اسمه بيرجى او سيرجى نيلوس راجل روسى حصل على محاضر جلسات سرية كان الحكماء اليهود الصهاينة بيجتمعوا علشان يقرروا ازاى حيسيطروا على العالم ويعملوا اكبر حلم صهيونى وهو مملكة اليهود الصهيونية ويكون الملك من اصل يهودى.
حكيت له ازاى الكتاب ده اللى فيه 24 بروتوكول بيقول فيهم ازاى حيسيطروا على العالم كان بيختفى من السوق واللى بيطبعه بيموت بشكل مفاجىء وان كان شكله مات طبيعى وان المطابع اللى بتطبعه بيولعوا فيها.
يعنى من الاخر بيحاولوا يبيدوا اى مستند او ورقة فيها حاجة خاصة بالحكاية دى .. يبقى الكتاب مهم ولا ايه؟
فين المكان بقى ...
نزلنا على المطعم نتغدى لاقيت توفيق بيكلمنى وقال لى ان حمدى طلع بنى سويف مع ابن خاله علشان عندهم فرح واحد صاحبهم وانا مش رايح معاهم يعنى عندنا يومين بليلة علشان نقعد مع بعض على راحتنا ونشوف حنعمل ايه؟ فعزمته ييجى يتغدى معانا فى الفندق ووافق طبعا .. فخرجنا على العربية وهوب على الواحة دخلنا الغرفة ننتظر تليفون الرسيبشن يعلمنا وصول توفيق.
قعدنا نتغدى سوا وسألت توفيق : انت عندك فكرة لو عرفنا نحل الطلاسم دى المكان فين؟ : انا خمنت ان المكان فى بيت عمتى!
: اشمعنى يعنى بيت عمتك؟ : اولا لانهم على حسب ما عرفت انهم لاقوا الخريطة فى ارضية البيت وهم قاعدين قاعدة كيف وبيحفروا فى الفسحة علشان يعملوا كانون : فى الفسحة؟ : ايوة اصل الفسحة فى بيت عمتى منها للطل مافيش سقف .. هى فسحة وداير ما يدور اربع غرف وسلم للسطح عليه برج حمام صغير لان عم الصنج كان بيحب الحمام جدا و .... : عم الصنج؟ : ايوه هو اسمه غريب بس اصله من عرب البوادى واسمائهم غريبة كده : اسمه الصنج جوز عمتك : اية يا عم سيد انت مستغرب ليه؟ : هو طويل ورفيع وشعره اسود؟ : ايوه! انت تعرفه يا عم نبيل؟ : دراعه الشمال فيه عجز شويه؟ : ايوه كان وقع عليه من السطح مرة واتجبس غلط وعقد على كده.
بصيت لنبيل وقلت : يبقى هو يا بلبل .. اصلنا قابلنا واحد كده .. بالمواصفات دى والاسم ده : فاستغربنا ان الصُدف تبقى بالشكل ده : وشوفتوه فين؟ : على قهوة فى مصر وحالته وحشة قوى : ده اختفى بعد ما عمتى ماتت : هى ماتت بأيه؟ كانت عيانة؟
: هم قالوا وقتها سكته قلبيه بس الناس فى البلد كلهم بيقولوا ان عم الصنج هو اللى موتها وبعد فترة هج من البلد وما عدناش نعرف عنه حاجة : وانت شايف ايه؟ هو اللى قتلها؟ : والله مش عارف بس انا كنت بحبه جدا وكنت شايفه راجل جدع والناس كلها كانت بتحبه بس قلبوا عليه لما ابويا قال انه شاكك انه هو اللى حط لعمتى الحية فى الفرشة وموتها علشان ياخد البيت : هى ماتت مسمومة بحية؟ : ايوه.
خلصنا الغدا وطلعنا على الغرفة طلبنا البيرة وقعدنا نتكلم عن مكان بيت عمته وقدامنا التلت حتت اللى بتكون الخريطة.
فلقينا ان البيت القريب من البحرة اللى فى الخريطة مش بيت عمته لان البيت بتاع عمته ما فيش حوليه شجر .. كل اللى حواليه بيوت نتهدمة وبيت فيه ناس بييجوا ينضفوه كل فترة وسايبينه وقاعدين فى البندر .. فى الفيوم نفسها لان ربنا فتح عليهم بقرشين واخدوا بيت فى البلد بس بييجوا ينضفوا البيت كل فترة ويقضوا اليوم على البحيرة ويروحوا.
حجزت غرفة لتوفيق فى الواحة بس اختارتها بعيده عن غرفتنا قاصد علشان ما يبقاش على راسنا طول الوقت.
راح غرفته وهو سعيد وقال انه حياخد حمام ويبقى يرجع لنا فقلت له يخليه فى الغرفة لغايت ما نرجع لاننا عندنا مشوار كام ساعة.
قلت لبلبل يخليه فى الفندق لحسن توفيق يروح كده ولا كده ويفضحنا وانا رايح مشوار ولما ارجع حقول له كل حاجه.
المهم انه ما يسبش توفيق ويعميه بيرة لغايت ما ارجع حتى لو اداله حبيتين باور.
اصل بلبل عايش بالترامادول لانه متعود عليه ومسميه حبوب الpower علشان بيشعشع لما بيضرب.
الصنج ...
دخلت القاهرة قبل المغرب بشوية فركنت العربية تحت بعد شوية وركبت عربية (ميكروباص) ونزلت على اول المطلع واخدت من هناك توك توك طلعنى للعشش وطلعت الباقى على رجلى لغرزة ام بندق ولان كل النضورجية شافونى وسلموا على كان لازم اسلم على ام بندق والحمد لله ما كانتش موجوده ولفيت بعنيه على الموجودين مالاقتش عم الصنج فناديت الولا برعى سألته على عم الصانج قال انه روح على العشة عند بدير لانه بعافية شويه وبدير اخده عنده .. نزلت على بدير مالاقيتش بدير بس لاقيت عم الصنج اللى اتفاجىء بى بخبط عليه .. لاقيته عنده شويت برد بس لما عرف انى عايزه فى مصلحة ومسيت عليه بسجارة معمرة قام معى.
اخدته ورحنا على ام بيسة بتاعت الخمرة .. عامله قدام عشتها كام قاعدة وبتبيع بيرة وخمرة رخيصة من نوعية الكينة الحديدية والبلوناكى والتفاحة والدبوييه.
: سالخير يا بيسة : اهلا اهلا يعنى بقالنا كتير ما بنشوفاكش يا سى سيد هو انت عزلت ولا ايه؟ : لا يا بيسة بس فيه مصلحة كده بخلصها وواخدانى شويه : ربنا يفتحها فى وشك يا سى سيد : بقول يا بيسه .. ما عندكيش خمرة عالية؟ : عندى قزازة بولوناكى اصلى وواحد كونياك مصرى بس اخر حاجة : عاملين كام؟ : الاتنين؟ : اه اللى الاتنين؟ : علشانك اللى تدفعه يا سى سيد.
: طب هاتيهم يا بيسه.
دخلت وراها واديتها تمنهم الطاق اتنين وزنقتنى جوه وبوستين و... يعنى على ما قسم كده .. اصل بيسه دى دايبة فى العبد لله.
اخد القزازتين وقعدت قدام عم الصنج فى تربيزة على جنب وفتحت قزازة البولوناكى وصبيت كوبايتين وبيسة جابت المزة التمام.
بدأت اسرسب الكلام منه بعد الكوباية التالته عن حياته والدنيا اللى فاتها وجه قعد هنا وليه ما اتجوزش واعترف بانه كان متجوز بس مراته ماتت ومع انها ما كانتش بتخلف بس عاش معاها لانه كان بيحبها جدا .. لغايت ما فيوم صحى من النوم على صويتها وصريخها ولاقى حية سامة لدعتها فى الفرش .. وباعدين اخوها اشاع فى البلد كلها ان الصنج هو اللى حط الحية فى الفرش علشان يموتها ويستولى على البيت خصوصا وان الحية دى مش من الانواع اللى كانت معروفة فى البلد.
خلصت البولوناكى ولسه ما وصلناش للخريطة .. فلميت شويت مزات ونقلت القعدة عندى فى العشة وفتحت الكونياك وهى اللى جابت الاخر معاه وهو بيتكلم فجأة وقف كلام وبص لى وقال : ايه ياد يا سيد المناسبة انك تعزمنى على القزازتين دول وعمال تسألنى عن حياتى وانت عمرك ما عملتها؟ : انا عمرى ما عملتها يا عم الصنج؟ الله يسمحك .. انا مش كنت ديماً بقعد اضرب معاك وكذا مرة عازمك؟ : ايوه بس مش الخمرة النضيفة دى انت جبت الفلوس دى منين؟ : قرشين فاتهوم لى عم الياس وبعدين انا لما عرفت انك عندك برد قلت ما يطلعش البرد غير شويت الكونياك دول فقلت اعمل معاك واجب : انا مولع يا ولا والصحة بقت فل.
: شوفت بقى وبعدين مش انت اللى عمال تتكلم عن حياتك حسيت انك عايز تفضفض فجاريتك ومَزجتك ولا ايه يا عمهم؟
: طب انا حقول لك سر انت الوحيد اللى حتعرفه يا واد يا سيد! : قول يا عمهم بس بعد الكاس ده : انت عارف ان انا لو عايز ابقى مليونير اقدر ابقى مليونير؟ : يا عم كلنا مليونيرات بعد ما بنضرب قزازة امال ايش الحال بقة بعد قزازتين وخمرة نضيفة؟
: لا لا والله انا لو عايز اقدر بس انا لا عيل ولا تيل ولا حد فى حياتى يستحق اصلاً : ليه بس يا عمهم؟ ما تعيش انت يا عم!
: انا بعد مراتى ما ماتت نفسى اتقفلت من الدنيا كلها .. انا كنت بحبها حب ما يعرفوش حد ولا يفهموش حد ولا يقدروش حد.
: بس الحى ابقى من الميت يا عم الصنج ولا ايه؟ : دا عندكم انتم .. انا روحى اتسحبت منى لما لاقيت مراتى بتتلوى من الالم بين درعاتى ومش قادر اعملها حاجة وماتت وانا مش عارف اعم اى حاجة ..ماتت وهى بتقولى الحقنى يا صنج انا بموت.
فيه كده واكتر ...
انا كنت نجار مراكب وصنيعى مطلوب وشاطر فى شغلى والبلد كلها كانت بتحبنى لانى فى حالى لا عمرى اذيت حد ولا اتكلمت على حد ومقطوع من شجرة ابويه وامى ما جابوش غيرى ولما مات ابويه وبعده امى حصلته ورثت عنهم بيت كبير وعدة النجارة بتاعت ابويه وقرشين كانوا متشالين علشان اكمل نص دينى لما الاقى بنت الحلال وفى يوم كنت عند واحد اسمه ابو رحاب متعود اشترى منه سمك بستمرار لاقيت عنه توناية انما ايه فشر سمك الدنيا كلها .. التوناية دى كانت اخته اللى اطلقت من جوزها وجابها تعيش معاه علشان ما يصحش انها تقعد فى بيتها لوحدها.
طار عقلى لما شوفتها .. بيضة وملظلظة وطريه وناعمة وصوتها حنين فتحت لى الباب وهى مدارية وراه وقالت لى ان ابو رحاب بعافية وابنه حمدى حيطلع مشنة السمك لى انقى اللى عايزه .. انا سمعت صوتها وطلبت مقابلة اخوها علشان اتطمن على صحته فدخلت وبعتت الواد الصغير دخلنى .. اخدت قعدتى وانا خارج لاقيتها بتأكل المعيز فى حوش البيت فتلوحت وقمت رادد داخل على جوه طالب ايدها من اخوها اللى صارحنى انها اتطلقت علشان ما بتخلفش ووافقت فتجوزنا.
لما اتجوزنا ما كنش عندها الا طلب واحد اننا نعيش فى بيتها اللى ورثاه من ابوها فوافقت وبعت بيتى وعملت الورشة فى البيت لانى مش محتاج لبنا المراكب الا مكان قدام البيت والعدة .. وفلوس البيت قالت لى ام ابراهيم( كان اسمها اللى بتحبه) انى اصنع بلنس بموتور واشغله يبقى قرش داخل احسن ما اصرف فلوس البيت يمين وشمال.
وفعلا عملت بمشورتها وبنيت المركب ونزل جبت المكنة من اسكندرية وركبتها واشتغلت المركب كام شهر وولعت وهى راكنة وفضلت والعة لما صفيت وراحت المركب والفلوس.
ناس قالوا انها بفعل فاعل وناس قالت قضاء الله وناس قالت ابلغ ضد المعلم سعيد البيومى صاحب الاسطول اللى بينزل البحر يصطاد لانه حاول يمنعنى وبعدين يشاركنى وهددنى بانى مش حقدر ابيع بسارية حت وبعدها بكام اسبوع ولعت المركب بس انا ما أتهمتش حد ولا بلغت حتى المركبية هم اللى بلغوا.
من بعدها بدأت معاملة ابو رحاب تتغير معى لانه كان بينوبه من خير المركب جانب .. بس انا كنت بحب ام ابراهيم جدا فكنت بستحمل رزالته معى ومحاولاته التوقيع بينى وبين ام ابراهيم.
وبعد ما ماتت ام ابراهيم نفسيتى كانت زى الزفت وابتديت اشرب وبقى ييجى عندى ابو رحاب يشرب معى وبعدين بقى ييجى معاه اتنين اصحابه يشربوا معنا كل فترة .. مين بقى الاتنين دول؟ : مين؟ حد اعرفه؟ : خالك حامد وعمك الياس : يا راجل؟
: ايوه والله ما انا عرفتهم عن طريق اخو مراتى ابو رحاب : يعنى لنتم معرفة قديمة بقى : ايوه ... لغايت ما فى يوم انا سكرت جامد فنمت وصحيت عليهم بيتخانقوا ففضلت ساكت وعرفت ان حامد خالك بيحفر يعمل راكيت نار علشان يحششوا لقى كيس بلاستك بيفتحه لقى كيس اسود فيه خرطة .. خريطة يعنى بتدل على كنز .. فمسك فيه ابو رحاب وقال ده بيت اختى وخالك قال انا اللى لاقيتها وعمك الياس قال انا اللى عرفتكم ببعض وما حدش من الاندال قال والنايم ده صاحب الدار دى .. المهم قطعوا الخريطة من الشد طلعت تلت حتت كل واحد اخد حته وشالها فى جيبه وما جبوش سيرة لى عن الحكاية.
: اما اندال صحيح! هو فيه كده؟ : فيه كده واكتر بس هما خسروا وادى اتنين ماتوا ولا عرفوا يطلعو الكنز ولا يحزنون .. لو كانوا قالوا لى كنت قلتلهم على مكانه وكنا كلنا استفدنا بس الطمع بتاعهم عماهم وانا كنت مش عايز من الدنيا حاجة اصلاً فما تكلمتش وفضل ورايا ابو رحاب ده اخو المرحومة لغايت ما طفشت من البلد وسبتهاله مطربقة على دماغه وجيت عشت جنب خالك وعمك الياس وهم كانوا عايزنى ابقى تحت عنيهم.
يا ابن الايه ...
رجعت على الفيوم وانا مخمور بس مش جامد .. كلمت بلبل فى السكة وعرفت ان الواد توفيق سكر ودخل نام فقلت له يعمله قهوة على ما اوصل لانى عايز اقعد معاه شويه ونتعشا سوى.
وصلت الفندق دخلت على المطعم وكلمتهم ييجوا علشان نتعشى وبعد العشا قعدت ادردش مع توفيق شوية عن عمته وبيتها.
: توفيق هو ليه بيت عمتك بعيد عن بيتكم كده؟ : على كلام ابويه ان الارض اللى ما بين بيت عمتى وبيتنا كلها كانت بتاعتنا.
: وايه اللى حصل؟ : ابويه الله يرحمه بقى كان غاوى خمرة ونسوان وكان بينزل كل يوم بعد العشا على مصر يروح الكباريهات يسكر ويلعب قمار وعايش عيشة البشاوات .. وبعدين ابوه حب يلمه ويجوزه وعلشان يقنعه انه يتجوز جاب له عربية وجوزه امى ماهى بنت خالته واولى بيه : كويس واتعدل واتلم؟ : ابدا بعد اسبوع من الدخلة بقى يرجع كل يوم وش الصبح سكران ومتدهول على قول امى الله يرحمها : وابوه اللى هو جدك يعنى؟ : مات قبل ما يشوف حمدى حتى وابويه فتح على الرابع وبقى يبيع فى الارض ولولا البيت بتاعنا كان باسم امى وبيت عمتى باسمها كان زمنا فى الشارع : وكان فيه ايه فى الارض اللى كانت بين البيتين؟ : جنينة موالح.
: جنينة موالح .. همم طب وليه كانوا البيوت مطرفة كده؟ واحد فى اول الجنينة والتانى فى اخرها؟ بيتنا ده كان بيت جدى ولما اتجوز ابويه من امى قعد معاه وبيت عمتى كان زى مندرة للضيوف وعمتى لما اتجوزت اول مرة كبره جوزها علشان يعيشوا فيه وبعد كده سكن فيه معها عم الصنج .. انا مش مصدق انه قتلها لانه كان بيحبها جداً بس ابويا اللى قال عليه كده علشان عايز البت بتاع عمتى يبيعه راخر : او الكنز مدفون فيه! سرح توفيق وصرخ : يا بن الايه يا بيه هو اكيد فيه بس فين؟ ونطوله ازاى؟ انا تعبان خالص يا عم سيد ونفسى ارتاح شويه : حترتاح يا توفيق بس امن لنا سكة اننا ندخل البيت من غير ما حمدى يعرف.
: حمدى ماشى اول الشهر لانه اتطوع فى الجيش وحيسلم نفسه اول الشهر : يعنى قدامنا عشر ابام او حداشر؟ : بالظبط وانا بعدها ممكن اجيب ولاد خالى ... : لا خالص ولا ولاد خالك ولا الجن الازرق مافيش مخلوق يعرف الا احنا التلاته وانت ابقى ادى لحمدى نصيبه وخلاص : ماشى خلاص ولا ايوها حد يعرف ايتوها حاجة خالص : وانا حسيب لك قرشين تصرف منهم لغايت ما نتقابل ونبدأ الشغل : يبقى كتر خيرك يا بيه بس احنا حنحفر ازاى وانا لوحدى كده؟ انا حتصف يا توفيق بس الخاين عليه ربنا فى السما وشياطينى فى الارض : يا بيه انا ما اعرفش ححفر فين وبعدين اغلب الخريطة معاك وانا اصلاً ما فيش فلوس علشان اجيب عدة حفر واللى حاخدهم من سعادتك يا دوب اكل بيهم واريح لى كام يوم فى البيت : بس اوعى تنزل تبعزق لحسن الناس تاخد بالها وتسأل منين؟ : ما تخافش على يا بيه انا حويط.
اديته الف جنيه والفرحة بقت تشقلبه لما شاف ومسك الاف فى يده وسبته على انه يكلمنى كل يوم قبل ما ينام يحكى لى عمل ايه علشان اتطمن انه ما اتفضحش وان حمدى بيستعد للسفر.
وفعلا بقى كل يوم على عشرة كده يكلمنى ويدينى تقرير عن اليوم كله راح فين وقابل مين وكان مبسوط اوى بالحكاية دى لانه بيدردش وكمان حاسس انى اخوه الكبير وبتطمن عليه وعلى صحته وبصراحة انا حبيته لانه كان مطيع جدا.
بس برضه بعت له بلبل كام مرة على الواحة يتغدوا او يتعشوا سوا علشان ما يقعش مننا ودماغه تلعب كده ولا كده.
لحد ما يوم اتنين فى الشهر كلمنى صحانى من النوم الساعة خمسة ونص الصبح يقولى انه ركب حمدى الاوتوبيس وراجع على البيت ومنتظر وصولنا بفارغ الصبر لانه مشتاق علينا وكمان عايز يتشبرق.
المفاجأة ...
بعد السلامات والتحيات قعدنا على البحيرة فى كافتريا تبع الفندق وطلبنا الفطار وبعدها الشاى وكان توفيق مبسوط بشكل عجيب.
: توفيق انت معاك مفاتيح بيت عمتك؟ ايوة طبعا! : تمام يبقى احنا حناخد من الفندق شويت اكل ومياة وعصاير ونروح بعد العشا تكون الدنيا نامت ونعسكر جوه لان الحكاية شغل يوم بس : هو حضرتك تعرف فين المكان؟ : قول يا رب : يا رب يا رب.
دخلنا البيت انا وبلبل وتوفيق والدنيا من حولينا مرعبة .. بيت كبير عبارة عن فسحة او صحن كبير نسبياً وفاتح عليه كذا غرفة وعلى جنب سلم ياخدنا على السطح وبرج الحمام.
قفلنا علينا باب البيت وفتحنا البطاريات علشان نشوف الطريق .. بلبل كان مرعوب وانا كنت بتماسك بالعافية حتى توفيق اللى عارف البيت كويس كان خايف بس بيدعى الرجوله.
عم الصنج قال لى ان السر كله فى برج الحمام وانهم لو كانوا شركوه كان قال لهم بس الطمع كان مسيطر عليهم وقال كمان انهم عرفوا بس نص الطريق .. ولما سألته هو فين الطريق وايه اللى فى برج الحمام قال لى الست حمامة وراح فى غيبوبة سُكر.
لما مشيت من عنده كانت الخمرة منعنشانى والفكر قاتلنى فركنت العربية على اول طريق الفيوم وولعت سيجارة وطلعت الموبايل بصيت على الخريطة يمكن الاقى دليل .. ما لاقيتش اى رسمة او رمز او اى حاجة تدل على ست او حمامة.
طلعت على البرج انا وبلبل وتوفيق على فوق وطفينا البطاريات علشان ما نتفضحش على السطح واكتفينا بضى القمر اللى بعد دقيقتين اتعودنا على نوره وبقينا نشوف الحاجات اوضح مش مجرد اشباح.
رحنا الى اخر السطح اللى بيطل على خلفية البيت وخلفية البيت بالمناسبة عبارة عن جنينة او كانت جنينة فيها شجرتين وحشيش طالع من الارض الفلاحين بيقولوا عليه حلفا وبيطلع ربانى ما حدش بيزرعه.
فى اخر السطح لاقينا برج حمام مهجور من الحمام طبعا ومرتفع بتاع تلاتة متر فوق السطح بتاع البيت .. برج الحمام بيبقى عبارة عن مبنى على شكل مخروطى ومبنى بالطين او الطوب النىء ومرصوص من الداخل قواديس فوق بعض بشكل هندسى والقادوس هو حاجة شبه القناديل وكوز كبير من الفخار بيبات فيه الحمام والقادوس يدوبك ياخد حمامة واحده.
دخلنا جو البرج ورحت ادور على اى حاجة تدل على الست حمامه لفيت البرج بعنيه كذا مرة ونبيل وتوفيق مش فاهمين حاجة.
لمحت فى جنب من البرج حاجة غير طبيعية.
لاقيت من الارض لغاية سقف البرج قواديس .. بس فى جنب من جوانب المخروط لاقيت قواديس مليانة طين وكانها مسدودة او مقصود انها تتسد بالطين فعديتها طلعت ست قواديس وفجأة حسيت ان جسمى تلج واترعشت وانا بطلب من بلبل مسمار الحفر او الاجنة لحفر القواديس (الاجنة عبارة عن اداة من الحديد للحفر فى المسلح والحوائط).
يا ابن الجنية!!! يبقى هو يقصد ست حمامات مش الست حمامة.
طلعت فوق صفيحة كانت مرمية على السطح وبدأت فى اعلى قادوس فيهم وحفرت بيد مرعوشة من الخوف والاثارة .. يا ترى هلاقى ايه؟ وبعدين القادوس صغير يعنى حيكون شايل ايه؟الطين كان ناشف ومشقق بس مش عايز يتكسر ويطلع من القادوس وبعد مجهود ربع ساعة طلعت الطين بمنتهى الحرص حبة حبة لاقيته فاضى! قعدت افتت الطين بيدى وبرضه ما لقيتش فيه حاجة وعلى مدار ساعى ونص حصل نفس الحكاية فى الخمس قواديس التانيين برضه طين وبس .. ما فيش اى حاجة جوه القواديس.
قعدت على الصفيحة وولعت سيجارة ونبيل وتوفيق واقفين ما بينطقوش بكلمة وخايفين يسألوا لحس اقول لهم انى مش عارف الكنز مدفون فين.
مفاتيح ...
قعدت افكر والف وادور جوة البرج وابص جوة القادوس على نور الموبايل يمكن الاقى اى اشارة ولا كلمة ولا رمز مكتوب ولا اى زفت افهم منه حاجة .. بس ولا حاجة ولا خط حتى.
لا .. فيه خط ماسك سقف القادوس الاول ولافف القادوس كله ونفس الحكاية القادوس اللى تحته الى يخليك تحس انه فى صناعة القادوس نفسه مش معمول مخصوص بس فى السادس الخط لف سقف القادوس ووقف عند قعره ما كملش باقى القادوس.
اخدت الاجنة وانا قلبى بيتنفض وخبط على القادوس من جوه بالراحة ثم بشدة ثم بعنف فأنكسر قعر القادوس فشلت شقف الفخار اللى انكسرت ووسعت الفتحة لحد ما كسرت القعر كله .
ولعت البطارية جوة القادوس لاقيت خرقة من القماش الاسود او الاخضر وبقى اسود فمديت يدى بالالجنة اهز القماشة وانا خايف منها بصراحة فعملت صوت معدن بيخبط فى بعضه او بيريح على بعضه.
قعت ادور على اى سلكة او سلك كهرباء مرمى على السطح ما لاقيتش غير فرع شجرة طويل اخدته وقعدت اغرزه فى القماشة واحاول انى اشبكها فى الفرع علشان اسحبها برة القادوس.
نبيل قاعد على الصفيحى وتوفيق قرفص على الارض وعمال يقراء القرآن فى سره.
بعد محاولات كتير شبكت القماشة فى الفرع فسحبتها لخارج القادوس ولكن طرف القماشة فقط فمسكته وسحبته للخارج ولاقيت جو القماشة فرع شجرة من شجر السواك ومعاه حلقة فيها مفتاحين شكلهم قديم جدا واحد اكبر من التانى بس الاتنين كبار.
صلط نور البطاريه على قعر القادوس لاقيت الطين اللى مسبت القادوس وما فيش حاجة تانى.
فدت ايدى بالمفتاحين اوريهم لتوفيق وسألته : شوفت المفاتيح دى قبل كده؟ شاور على واحد وقال : ده شبه مفتاح دارنا القديم بس الباب كان باظ فحمدى اخويه بدل الكالون بواحد جديد : والتانى ما شوفتوش قبل كده؟ : لا عمرى ما شوفته.
قعدنا ناكل لان اعصابى كانت انهارت من الخوف والاثارة وانا لما اغضب او اخاف اكل واكل وانا سرحان وبفكر فى اللى مضايقنى.
بعد الاكل قعدت اقلب القماشة فى ايدى مالاقيتش فيها اى حاجة مميزة خالص .. حتت قماشة سودة يمكن كانت زيتى ولونها اتغير.
ركنت القماشة وبقيت اتفحص فى المفتاحين كل واحد شوية .. واحد راسه مدورة وكبيرة ومصنوع غالباً من النحاس وله فى نهاية عموده حته مبططه وفيها سنون والتانى اقصر منه شويه وفى راسه المسدسة الشكل فص ازرق فى المنتصف وفى نهاية العامود حتة مبططه بس ممسوحة من غير اى سنون.
حسيت انى مرهق ودماغى مشلوله فقلت لهم : يلا بينا على الفندق نبات هناك والصباح رباح نبقى نفكر فى الحكاية بالراحة.
بلبل انبسط من الفكرة لانه كان ميت فى جلده وتوفيق احبط لانه كان نفسه يلاقى الكنز ويعيش بقى بس لما عرف انه حيبات معنا فى الفندق ابتسم خصوصا على ذكر البيرة والحشيش اللى ما كانش بيطُلهم غير كل حين ومين المهم لمينا الاكل وسبنا العدة على السطح جوة البرج على جنب ورجعنا على الفندق.
عفاريت البُحيرة ...
حجزت نفس الغرفتين ودخلنا ننام.
بعد ساعتين صحيت من القلق وقمت طلعت الموبايل والمفاتيح وعود السواك او فرع الشجرة اللى ذى السواك الملفوفين فى القماشة السودة وخرجت البلكونة ابص على المفاتيح واقلب فيهم وابص لعود السواك وافكر .. ايه اللى خلاه يحط عود سواك مع المفاتيح؟
السواك رمز من رموز الاسلام والمسلمين يعنى ممكن يكون الكنز فى جامع مثلاً؟ او فى زاوية؟ يا عم سيد دا كان خمورجى!
ما يمكن قبل ما مراته تموت ويبتدى يشرب!
لا لا فيه سبب .. اكيد بس ايه؟ ممكن يكون بيرمز لايه؟ للشجر؟ لمنطقة فيها نباتات؟
او للتعبان .. اه التعبان بيبقى ملولو كده .... ممكن يكون فيه حتة او مكان اسمه التعبان او شق التعبان؟
: الو يا توفيق .. اصحى وفوق كده علشان عايز اسألك على حاجة : هه .. هى الساعة كام؟ الضهر ادن؟ : لا احنا الفجر فقلت اصحيك تصلى الفجر واسألك على حاجة فايق ولا ايه : اه اه انا مصحصح يا عم سيد أأمر : هو فيه مكان جنبكوا اسمه شق التعبان او بيت التعبان او اى حاجة ليها علاقة بالتعابين؟ : لا خالص بس ليه؟ : فكر شويه .. عمرك ما سمعت عن حاجة كده ليها علاقة بالتعابين او الحية؟ : هو فيه راس الحنش : الله يخرب بيتك .. ما انا عمال اقول لك التعابين من الصبح : يا عم سيد التعبان غير الحنش : يا سلاااااام! : الحنش بيبقى كبير وراسه كبيرة : المهم فين المكان ده؟ : ده مش مكان معروف لحد لانه مكان قرب البحيرة جدى كان بيحكيلنا عند الحواديت واحنا بنأكل المعيز : وايه اللى خلاه يسميه كده؟ : كان بيقعد عند شجرة جنبها دوشمة كده عاملة زذى راس الحنش : ايه الدوشمة دى؟ : صخرة طالعة من الارض : والارض دى فين؟ دى قريبة من البحيرة فى اخر البلد بعد بيتنا بكتير ولسه من كام يوم كنت هناك : ليه؟ انتم عندكم معيز؟ لا بقعد هناك كل ما اكون متخانق مع حمدى بروح اشتكى لجدى منه.
: طب قو لى عنكم ترزية هنا؟ : فى البلد فيه خياطين بيفصلوا كل حاجة ليه عايز بدلة ولا ايه؟ : بدلة ايه انا عايز جلاليب بلدى.
: فيه واحد غرب البلد حراق شوية بس اصطى : عايز افصل لى جلبيتين ليه واتنين لنبيل : خلاص الصبح نروح سوا على عم ربيع.
بعد الفطار نزلنا احنا التلاتى على غرب البلد بعربية مكروباص ورحنا على عم ربيع وخليت توفيق يفهمه اننا ولاد خالته من مصر.
لاقينا عنده جلاليب معمولة وكانت رايحة محلات فاخدنا منها كل واحد اتنين حتى نبيل ومشينا.
خدنا نبيل على واحد بيبيع المراكيب او البُلغ وبعده الطواقى واللاسة ورحنا على مطعم كده على قد حاله اكلنا كبدة جملى وحبسنا بالشاى على قهوة بلدى ورجعنا الفندق بعد ما قضينا يوم فلاحى شديد.
كانت الدنيا مست علينا فغيرنا هدومنا ولبسنا فلاحى وطلعنا من الغرف لفينا من برة علشان ما نعديش على الرسيبشن ويشفونا واحنا لابسين كده.
رحنا بيت عمة توفيق اخدنا العدة وطلعنا مشى على راس الحنش .. مشينا مسافة طويلة جدا بعد ما عدينا على بيت توفيق فى الطريق واخيرا وصلنا والكل مرعوب من المنطقة لانها مقطوعة تماماً عن العمران .. بعيدة عن المساكن ومعزولة على البحيرة مباشرتاً.
هى عبارة عن مساحة كبيرة جداً وواسعة جداً يمكن تلتميت فدان ارضها نجيلة وتصلح للرعى فعلا وفيها كام شجرة متنطورين عاملين زى الاشباح بالليل او اكنهم عفاريت طالعين علينا من البحيرة .. ماهو معروف ان الجن والعفاريت بيعيشوا جنب المية واحنا اللى ريحين لهم وكمان بالليل.
راس الحنش ...
بعد مشى كتير وشجاعة كتير وصلنا اخيرا لشجرة كبيرة وجنبها صخرة ولا ليها اى علاقة براس حنش ولا سحلية حتى بس توفيق شاور عليها وقال : ادى راس الحنش : يا راجل؟ : والله هى! :متاكد ولا تكون تهت بالليل؟ : يا عم نبيل والله هى .. اصلاً مافيش ولا صخرة جنبها شجرة الا دى : طيب اقعدوا نريح بقى شوية.
قعدت ساند ضهرى للشجرة عمال اتأمل الصخرة ومش عارف لو انا عايز اخبى كنز ممكن اخبيه فين فى الحتة الطل دى؟
تحت الصخرة؟ تقيلة على جدهم انه يشيلها لو هى اصلا بتتحرك .. طب تحت الشجرة؟ الارض كلها زى بعضها اعرف فين حتة هو دفنه انا ازاى بقى؟ طب ما ابص فى الخريطة يمكن الاقى حاجة تبين لى اى حاجة.
طلعت الخريطة من على الموبايل أبص فيها ونبيل وتوفيق ميتين فى جلدهم وقاعدين خل خلاف ساندين ضهرهم على بعض .
الخريطة فيها بيت وحواليه شجر وبحيرة والرموز مش مفهومة غير اللى قدرت اطلعه من على النت رقم 12 باللاتينى ومكتوب ناحية البحيرة بس 12 ايه بقى؟اتناشر متر؟ ولا سم؟ ولا قدم؟ ومن فين لفين؟
بس الموضوع ماشى كده بالتساهيل فممكن نقيس المسافة من البحيرة للشجرة او من الشجرة للصخرة ومن الصخرة للبحيرة ونشوف!
قست من الشجرة للبحيرة لاقيتها بعيده البحيرة ولا اتناشر قدم ولا متر حتى ومن الشجرة للصخرة مش ماشية ولا من الصخرة للبحيرة يبقى مش فاضل غير انى اخد الشجرة والصخرة على جط واحد واعد من بعد الصخرة اتناشر قدم ومرة اتناشر مت وبعدين اعمل العكس اخد الصخرة والشجرة على خط واحد واعد بعد الشجرة اتناشر قدم او اتناشر متر ونشوف.
وبرضه ما لاقتش حاجة تدل على اى حاجة فرجعت قعدت على الارض وسندت على الصخرة وقدامى نبيل وتوفيق خلف خلاف قاعدين برضه.
لاقيت صخرة صغيرة على الارض قعدت العب بيها وانا شارد مش عارف اعمل ايه؟
قعدت افكر لو الكنز ده معى وعايز اخبيه احطه فين هنا؟ يعنى لو بس اعرف ايه هو الكنز ده؟ او حجمه ايه؟ يعنى صندوق او شكمجية او شوال ولا ايه؟ ميلت على جنبى لما تعبت من القعدة ومدت على النجيلةعلى ظهرى والفكر حيجننى فين؟ ممكن فين؟
: توفيق هو جدك كان بيقعد فين لما كان بييجى هنا؟ : لما كان فيه هنا خص كان بينام فيه وبيقعد ساعة العصارى فيه ولما ولع الخص فى يوم بقى بيقعد فى نفس المكان بتاع الخص برضه : وايه اللى ولع الخص؟ : مش عارف بس فيه ناس قالوا انه ولع بفعل فاعل علشان ما حدش كان يقدر يعمل خص على البحيرة الا جدى لان المركز والعمدة كانوا حبايبه والناس قالت له يبنيه تانى بس هو ما رضيش وبقى ييجى يقعد هنا تحت شمسية كبيرة وخلاص.
: فين بقى كان بيقعد جدك بالظبط؟ : وراك كده بكام شبر : شبر؟ : اه افرد يدك كده يبقى شبر ما تعرفش الشبر ولا ايه؟
سحفت من الصخرة فى اتجاه الشجرة مكان ما بيقعد جد توفيق واخد مقاس من الصخرة اتناشر شبر وغرزت مسمار من العده اللى معنا وقلت : هنا اعتقد المكان الصح.
اتنفض بلبل وتوفيق من مكانهم وجم عند العلامة اللى حطيتها.
قلت لتوفيق تقدر تعلم حوليى على الارض مساحة الخص كانت قد ايه؟ فرسم بفروع الشجر حوليه مساحة غرفة 3×3 متر.
فقلت لهم يلا فى ساعة ولا اتنين عايزين نعمل حفرة اتنين متر مثلاً فى اتنين متر ونعمقها مترين برضه .. يلا بينا.
بدأنا الحفر احنا التلاته وفى ظرف ساعتين كنا عملنا الحفرة ووقفنا لما لاقينا مشمع اخضر مفرود على الارض.
قطعت المشمع ولاقيت تحته صبة اسمنت فوقفنا نبص لبعضنا وبعدين قررت امشى مع المسمع داير ما يدور الحفرة علشان اطلعه كله حتة واحدة .. اضطرينا نوسع الحفرة شويه علشان نجيب اخر المشمع.
لفينا الحفرة طلعنا المشمع كله ورفعه بلبل وتوفيق برة الحفرة .. ولعت البطارية اشوف لاقيت صبة اسمنتيه فى نصها خزنة بايته فى بطن الارض فعرقت وصرخ توفيق فكتم انفاسه بلبل لايفضحنا.
الحفرة عبارة عن حوالى متر فى الارض ومساحتها اتنين متر عرض فى مترين ونص طول مصبوبين اسمنت وفى وسط الاسمنت فيه مقبض طالع وخورم مفتاح متغطى بحتت قماش اخضر من نفس المشمع اللى كان مغطى الاسمنت.
طلعت المفاتيح وبسم الله الرحمن الرحيم ورحت مدخل المفتاح الكبير فى الخورم ولفيت راس المفتاح.
صوت الاقفال جوة جسم الخزنة بيرن ويزيق بصوت مكتوم نتيجة السنين اللى فضلت فيه الاقفال ما بتتحركش من مكنها خلصت لفة المفتاح التانية جوة الخورم ووقف المفتاح عن الدوران.
مديت ايدى ومسكت الاُكره النحاس ولفتها بعنف فعملت صوت خبطة وانفتح الباب.
فضلت دقيقتين ما بتحركش ولا بقول حاجة لغايت ما قال لى بلبل : سيد؟ ايه؟ مالك كده واقف متسمر؟ ما تفتح الباب خلينا نشوف فيها ايه؟ مديت ايدى على الباب افتحه لاقيته تقيل على لدرجة انى ربط فى الاُكرة حبل وسحبوا الباب من برة الحفرة فتحوه.
جوه الخزنة ما فيش غير صندوق اصغر شوية من الخزنة سحبته منها طلعته برة لقيته تقيل فابتسمت وقلت : ده تقيل يا ولاد.
ناولته ليهم وبصيت طويس جو الخزنة ما لاقيتش حاجة تانيه قفلت الباب ولفيت المفتاح خرجته وحطيط القماشة فوق الخورم.
طلعت من الحفرة بعد ما فرشت المشمع تانى وردمنا الحُفرة تانى لس النجيلة اختفت والارض بقت كلها طينة بنى ما فيش اى حشيش فيها .. بعدنا عن الحفرة عشرين تلاتين متر فى تلت اتجاهات مختلفة وبقينا نقطع حتت من النجيلة ونرصها فوق الحفرة لغايت ما محينا اى اثر للحَفر تماماً.
اخدنا الصندوق على الفندق ودخلنا زى ما طلعنا من الجنينة علشان ما حدش يدرى بينا ورحنا على غرفتى انا وبلبل.
اول ما دخلنا الغرفة وحطينا الصندوق اترمى كل واحد فينا فى حته وفى وقت واحد قلنا أخيييراً وقمنا ضاحكين بصوت عالى كلنا كمان فى وقت واحد.
قعدنا نبص على الصندوق ونفحصه ونتأمله وفجأة قمت على حَيلى ورحت مطلع المفاتيح التانى الصغير ومدخله فى القفل اللى على الصندوق وفاتح القفل وشايله من الصندوق.
قاموا وقفوا توفيق ونبيل حوليه وانا برفع غطاء الصندوق .. ست عيون بتتسابق تلمح ايه اللى حوة الصندوق الاول علشان تطمن.
لاقينا ايه بقى فى الصندوق؟
الصنــدوق ...
الصندوق من بره خشب موجنة محمر وعليه رسومات وتماثيل بالحفر ومن جوه متبطن بالقطيفة الحمره وفى اركانه قضبان نحاس.
جوه الصندوق تمثال دهب فرعونى او يعنى شكله رومانى لابس لبس فرعونى وكتاب قديم جدا باين عليه روسى او يونانى وسبيكتين دهب وعقد او طوق دهب مشغول باحجار كريمة احمر وازرق واصفر.
وقفنا كلنا مبلمين والدنيا من حولينا سكتت حتى صوت الضفاضع ما بقيتش سامعه وما فيش غير صوت تنفسنا السريع احنا بس.
بصيت على الكتاب خمنت حاجة بس ما ادتلوش اى اهتمام وطلعته فريته ورميته على سرير بلبل اللى كان لسه مبلم من شكل التمثال والسبايك الدهبية.
بصيت للحاجة وهى على سريرى مفروشة وقلت لتوفيق : عايزين نشوف للحاجة دة بيعه علشان نقسم وكل واحد ياخد اللى يخصه.
بلع توفيق ريقه وقال : بص يا عم سيد انا حاخد السبيكتين دول وانتم حلال عليكم التمثال والطوق ده والكتاب اخد انا سبيكة وحمدى ياخد التانية : اه بس الكتاب ده مالوش قيمة والتمثال الدهب اللى فيه ما يعملش نص كيلو والطوق اكيد متبلغ عنه يبقى دى قسمة العدل برضه؟ : طب ما نبدل يا توفيق؟ ناخد احنا السبايك وانت الحاجات التانيه؟ : يا عم نبيل انا ما عنديش سكة اصرف بيها الحاجة دى وبعدين يا عم سيد اكيد جدى مش حيشيل الكتاب ده الا لو ليه قيمة وانا شايف ان القسمة كده عدل .. تلت حاجات حتاخد وقت للتصريف قدام حاجتين حيتصروا بسرعة يبقى ده عدل ولا ايه؟
عملت نفسى بفكر شويه واخدت بلبل على جنب وقلت له : انت ايه رأيك؟ : لا يا عم سيد السبايك اسهل ونخلص ده احنا دافعين دم قلبنا فى المشوار ده .. عدد وفنادق والكل وشرب وسفر وحفر يعنى طفحنا الدم : معلش بس برضه حمدى وتوفيق مش حيعرفوا يصرفوا الحاجة علشان كده احنا لازم نعمل الصح برضه .. بص يا تاوفيق انا موافق بس على شرط : اشرط يا عم سيد : الحاجة بتاعتك انت واخوك ما تتصرفوش فى حاجة منها قبل شهر : افضل قدامى الخير كده وقاعد شهر؟ : ايوه علشان يكون الحال اتصلح لاخوك ورجع من مركز التدريب وتيله حقه وانا من عندى حديك الفين جنيه تصرف منهم فى الشهر ده بس تروح تقعد فى اى حته غير هنا : ابسط يا عم وكمان الفين جنيه : وانا موافق يا عم سيد : خلاص خد السبايك بتعتك دى و روح لم هدومك وتعالى اديك الالفين جنيه : هوا يا عم سيد هوا.
: بقول ايه يا بلبل .. تعرف تجيب لى الدفتر اللى سجلوا فيه البطايق بتاعتنا من الرسيبشن؟ : احاول يا كبير ماهو الواد اللى فى الرسبشن مسطل على طول والبنجو لاحس دماغه : طيب روح اعمل انك عايز اربع قزايز بيرة وحاسبه على الغرفتين على اساس اننا حنمشى بدرى وعايزين نحاسب واديله السجارة دى وهات الدفتر وتعالى : وجب يا كبير.
ناولته الفلوس يروح يحاسب وقفلت وراه.
جريت على الصندوق لميت الحاجة فيه وحشرت عليهم فوطة علشان ما يخبطوش وطبعا اخدت الكتاب من على سرير بلبل وشلت الهدوم وحطيته وحشرت اللى ينفع يتحط مع الصندوق وقفلت ولميت الباقى فى شنطة بلبل وبقيت جاهز على السفر للقاهرة.
نص ساعة ولاقيت بلبل جه ومعاه قزازتين بيرة لانه ضرب اتنين مع الواد فى الرسبشن وجايب ابن الجنيه دفترين فى يده واحد بتاع الشهر ده وكمان بتاع الشهر اللى فات لاننا كنا هنا برضه وحاسب وكله تمام .. واحنا بنمسح البصمات بتعتنا من على كل حاجة لمسنها فى الغرفة جه توفيق بشنطه.
دكيت الدفاتر فى شنطة العده وكنا مسحنا كل حاجه فتح توفيق باب الفرنده وخرجنا من بره على البارك حطينا الشنط وتوفيق اخد شنطته جنبه على الكنبة وطلعنا على الطريق.
محاوله الاتفاق ...
طلعت على الطريق الى القاهرة وفى الطريق بصيت اتوفيق فى المرايه لقيته باصص فى حجره وبيتأمل السبيكتين والرسم اللى عليهم.
: تفتكر السبيكتين دول يعملوا كام يا توفيق؟ : والله يا عم سيد انا مش عارف بس مش اقل من نص مليون الواحده ولا ايه؟
طيب انت حتبعهم فين؟ : انا عندى خال من ام امى مش شقيق امى يعنى فمصر وله واد كان باظ فى التعليم وخالى شغله فى الصاغة اكيد ده ممكن يدلنى : اوعى تعمل كده انت عبيط؟ : ليه بس يا عم سيد؟ : لانه حيسألك جبتهم منين؟ وحيقول لك عايز نصيبى من الورثة : بس دى حاجت جدى وابوه من اب تانى! : اسمع منى انت عايز تبيعهم صح؟ : ايوه عندك اللى يشترى؟ : اصبر على وبكرة اجيب اللى يدفع فيهم اعلى سعر من غير خالك ولا مالك : طب ده انا كنت نازل معاكم مصر رايح له حروح فين انا بقى؟
انزال فى فندق : والفلوس اللى حتديهالى حتكفى الفندق والمصاريف دى؟ : لا انا ححجز لك فى الفندق ولما تبيع رجع لى اللى انا دفعته من الفلوس اللى حتقبضها : والله يا عم سيد انا مش عارف انا من غيرك كُنت حأعمل ايه؟ انت فعلا نزلت لى من السما.
المهم انك تاخد بالك من نفسك لان مصر مش الفيوم : وانا تلاقينى شايل الهم كده علشان انا عارف ان مصر كبيرة وخايف منها.
: واحنا معاك ما تخافش خالص.
نزلنا على مصر ومن مدان الرمايه قمت لافف ورايح على طريق مصر الاسكندرية الصحراوى وداخل على فندق انتركونتننتال وراكن.
نزلنا واخد توفيق شنطته وحجزت له فى الفندق ودخلنا الغرفة وريته ازاى يستعمل خزنة الغرفة وجرب قدامى وبعدين قلت له يغير الرقم بقى ويحط رقم تانى ما حدش يعرفه واعطيته الفين جنيه ومشيت انا وبلبل على ان نلتقى بالليل فى الفندق.
روحت انا وبلبل على البيت طلع لنا الامن الشنط وانا اول ما دخلت وحطيت شنطتى دخلت على الدوش وخرجت لاقيت بلبل فى سابع نومة على كنبة الانتريه .. عمل سندوتش ونام قبل ما يخلصه قدام التلفزيون.
قفلت التلفزيون واخدت باقى السندوتش من يده وغطيته علشان كان مولع التكييف ودخلت غرفتى وقفلت على.
فتحت شنطتى وطلعت الصندوق .. الصندوق لوحده ثروة لانه عليه حفر بالبارز وشكله اثرى من العصر الفرعونى او الرومانى.
طلعت التمثال وصورته واخلت الصورة على الكمبيوتر وقعدت على النت احاول اجيب مين ده؟
بعد البحث المكثف والتدقيق طلع عندى احتمال بنسبة 90% انه تمثال بطليموس الخامس عشر ابن كليوباترا الملقب بقيصرون.
وعلى النت لاقيت انه كان ليه معبد فى الاسكندرية وقدامه مسلتين ولم يتبقى غير المسلتين فقط بعد السنين واحد فى نيويورك والتانيه فى لندن من القرن قبل الماضى مش عارف الف وتمنمائة وكام.
اما العقد فمعرفتش اجيب اصله بس حجيبه .. والمفاجأة بقى الكتاب .. تخمينى كان فى محله ولاقيت عليه الاسم والكاتب فعلاً بالروسى الانجيل البلشفى لمؤلفه الفيلسوف سيرجى نيلوس وهو ده الكنز الحقيقى بس وصل ليد جد توفيق ازاى مش عارف؟
صحيح انا كمان شوفت الصندوق على النت او واحد شبهه جدا برضه فى العصر البطلمى قبل سقوط كليوباترا وخسارتها فى الحرب.
طلعت التراس فى غرفتى مع كوبايت النسكافيه وانا سرحان فى الثروات اللى ربنا بيوقعها على راسى وفى نعمته وانا حأعمل ايه بكل الفلوس دى وظهر فى رأسى انى لازم اجيب عيل يورث الفلوس دى ويشيل اسمى .. يعنى لازم اتجوز .. اتجوز؟ من سنة كان حلم.
مليون ونص ...
رحت الفندق انا وبلبل لتوفيق واخدت اللاب توب معى وجلسنا فى غرفته وهو لابس الجلبيه الجديدة اللى كنت جبتها له ورايق ومستحمى وواكل ونايم ووشه باين عليه النعمة وسعيد.
طلعت الكمبيوتر ووصلته بالنت وقلت لتوفيق انى عملت ديل مع واحد برة مصر اعرفه وانا حتصل بيه دلوقتى وحتكلم انا معاه لانه ما بيتكلمش غير انجليزى حنوريله السبايك قدام الكاميرا وهو حيقول احسن سعر لانى بتعامل معاه من سنين ...طبعا اخدت وقت افهم توفيق الحكاية دى بس فى الاخر فهم.
اتصلت بالراجل واتلمت معاه وطلعنا السبايك على الكمبيوتر وصورناهم وشافهم الراجل وحط فيهم تلتميت الف دولار فسأل توفيق يعنى كام بالمصرى قلت حوالى مليون وتمنميت الف جنيه وطمع توفيق فى اتنين مليون وقطع النت فقمت مكلم الراجل على التليفون ووصلنا لاتنين مليون جنيه.
فرح توفيق اللى كان عايز فى الاتنين مليون واتفقت مع الراجل انه يبعت حد بالفلوس وياخد السبيكتين بكرة العصر وقفلت.
طار توفيق من الفرح وقعد يشكرنى وقال لى انه حيعطينى عموله على البيعة دى فقلت له لا بس انت ما تنساش حق اخوك حمدى واكد لى انه حيديه حقه على داير المليم طبعا وقلت له ان العموله اللى كان عايز يديها لى يعمل بيها خير لوجه الله تعالى.
تانى يوم كلمنى توفيق على الضهر فقلت له انى فى اجتماع فى وزارة السياحة وحخلص واجى له بس اتأخرت عليه فرتبت انه يقابل المرسال قدام الفندق ويوريه السبايك فى الشنطة وهو يديله الفلوس من شنطة العربية وما يتكلمش معاه ولا كلمة خالص.
فعلاً مر عليه المرسال وهو قاعد فى العربية بص على السبايك فى يده توفيق وقام فاتح شنطة الدولارات اللى محطوطة على الكرسى اللى جنبه وقفلها وناولها لتوفيق وفى نفس الوقت اخد الكيس وطار بالعربية على الطريق الصحراوى فى اتجاه الاسكندرية.
بعدها بساعتين رحت لتوفيق بعد ما كلمنى وطمنى ان كله تمام سلمت عليه ونصحته انه يشوفله شقة فى الاسكندرية مثلاً ويعمله محل ولا حاجة ويتدارى عن كل اللى يعرفهم ويعيش فشكرنى وقال انه عمره ما حينسى اللى عملته معاه وانه حيكلمنى لما حاله يبقى تمام فى اسكندرية وخرجت انا على العربية.
الحقيقة انى كنت عارف ان توفيق حيفضحنا لو انه اخد السبايك يبعها فتنكرت فى غرفتى وعملت فيديو على انى خواجة وكنت مجهز طريقة الحوار وانا بتكلم بين الفترات اللى الفيديو ساكت فيها فتحس لو انت مش فاهم انه واحد قاعد بيتكلم قدامك حقيقى.
وأجرت عربية وعملت شوية مكياج وتنكر ورحت قابلت توفيق وتبادلنا المصلحة وما اتكلمناش ولا كلمة علشان صوتى ما يفضحنيش و لفيت اتغديت فى فيصل وبعدين رحت له بالعربية نفسها وعلشان كده ما رضيتش انه يوصلنى والا كنت اتفضحت .
ولو كنت قلت له انى انا حشتريهم كان حيطمع ويقول لى نشوف حد يتمنهم.
هوكده مبسوط واخد ضعف اللى كان عايزه وانا كمان مبسوط طبعا .. لان السبيكتين قيمتهم مش فى الدهب طبعا .. قيمتهم انهم دهب رومانى اثرى.
جوزيف ارمنيوس ...
عم جوزيف ارمنيوس ده تاجر انتيكات فى روض الفرج كنت اشتغلت معاه بتاع شهر انضف له المحل بتاعه فى روض الفرج ورحت معاه اسكندرية انضف المحل والمخزن التانى بعتنى ليه هم الياس وانا فى اجازة المعهد.
اول اسم خطر فى بالى اول ما شوفت التمثال والعقد والسبايك والكتاب كمان لانه هو اللى حكى لى على الكتاب ده زمان.
الكتاب بقى عبارة عن نسخة اصلية لكتاب كان ترجم لاكتر من لغة ومنهم العربية واخر واحد ترجمه هو الاديب عباس محمود العقاد وسماه بروتوكولات حكماء صهيون.
اهميت الكتاب ده مش لانه مطبوع من ميت سنة لا .. اهميته لانه بيتكلم عن الخطة الصهيونية للسيطرة على العالم وعمل مملكة اليهود الصهيونية اللى حتحكم العالم كله.
عم جوزيف حكى لى عن الكتاب بتاع العقاد بس مش فاكر هو قراه ولا ما قرأوش.
بعد ما اتغادينا انا وبلبل فى مطعم اندريا ومع الشيشة قلت لبلبل : اخبار الشغل ايه؟ انا بقالى كام يوم كده ما بروحش المكتب؟
: يعنى خمس تيام .. بس كله تماما والدنيا ماشيا بس كنت عايز اطلع معاك الصين المرة دى : انت حتطلع الصين لوحدك يا برنس.
: ليه وانت عارف ان اخوك حمار؟ : اخوك انت اللى حمار وبعدين انت حيبقى معاك مترجمة بتعرف عربى وصينى يعنى ما فيش اى قلق يا عم بلبل : ايوه انت مش طالع ليه؟ : علشان فيه موضوع كده شاغلنى وعايز امخمخ له : الصندوق اياه؟ : ايوه الصندوق اياه.
: طب والبضاعة مين حيختار الاشكال والالوان والكميات؟ : يا سيدى ما احنا مع بعض على التليفون وعلى النت.
: طيب انت عايزنى اسافر امتى؟ وقت ما تجهز لو جاهز بعد يومين سافر وعلى فكرة انا حطيت فى حسابك مليون جنيه امبارح وانا فى البنك نصيبك فى عملية الفيوم : يا سيد انت لو اخويا ابن امى وابويا مش حتعمل كده! مش كفايه انك انتشلتنى من العيشة اللى بالك فيها دى ودخلتنى معاك شريك وانا ما حلتيش اللضى وكمان فلوس فى حكاية بتعتك انت وانا بس ساعدت فيها؟
: يا بلبل انت عيلتى واهلى وناسى وانا لو مش حروقك انت حعمل ده مع مين بس؟ يلا بينا وسيبك من الكلام ده لانى عايز اروح انام علشان بالليل عندى مشوار فى روض الفرج : يلا يا كبير روح انت وانا حعدى على ماهر فى المكتب شويه علشان فيه شويت حسابات عايزة تتظبط : طيب وقول لماهر يبقى يراجع مع عادل حسنى الدفاتر علشان الموقف القانونى انا مش عايز قلق مع بتوع الضرايب خالص : ماشى يا باشا سلام : سلام يا حبيبى.
ركبنا كل واحد عربيته وطلعنا على الطريق انا مشيت على طول على مصر الجديدة وهو نزل على المكتب بس من الناحية التانيه.
وصلت البيت وانا منفوخ من الكباب والسمان اللى اكلناه فاخدت فوار وريحت قدام الكمبيوتر اشوف ايه اخبار الدنيا على النت.
صحيت لاقتنى نايم قدام الكمبيوتر والدنيا ضلمة قمن ولعت النور ودخلت اخدت دوش ولبست ونزلت على روض الفرج احسس على الطريق وادور على محل عم جوزيف اللى ما شوفتوش من عشر سنين يمكن.
بعد عزاب وصلت لمحله لان الدنيا هنا اتغيرت خالص خصوصاً بعد ما شالوا السوق المهم وصلت ولاقيت المحل بتاع هدوم حريمى.
عرفت من صاحب المحل اللى طلع ابن اخته انه قاعد فى اسكندرية فى كمباوند اسمه لا ليك فى ميامى واخد فيلا هناك وقاعد بس لسه بيروح بيته القديم وانه من فترة كان بيموت وعمل قلب مفتوح هنا فى القاهرة فى دار الفؤاء.
وقررت انى اطلع على اسكندرية واخدت الطريق فعلا وفى الرست ركنت نمت فى العربية شوية.
قمت اكلت لى لقمة سريعة وشربت قهوة ومسكت الطريق من تانى طاير على اسكندرية.
اسكندرية ...
كل مرة اكون رايح اسكندرية يبقى قلبى حيتخلع منى من الفرحة .. بحب البلد دى جداً وطول عمرى نفسى اعيش فيها المشى على كورنيش اسكندرية ينسيك اهلك فعلاً من جماله ..
طب دا انا مرة مشيت من سبورتنج لحد المعمورة من غير ما احس اه والله بس وقتها كان عندى تمنتاشر سنه وكنت ماشى مع حتت بنت!
اجمل بنت فى اسكندرية كلها .. كنت نازل اركبها تاكسى من سبورتنج رايحة بيتها فى المعمورة وعزمتها على جيلاتى لبن بالفروله لسه فاكر .... وانا اخدت زيها ومشينا على الكورنيش نتكلم ونتكلم ونتكلم لحد ما وصلنا المعمورة من غير ما نحس ... نتعب نقعد على الكنب والدكك اللى على الكورنيش والهوا جميل والبحر ناعم ونسمته ترد الروح وتشفى كل قلب عليل.
حكيت لها حياتى كلها ما عدا انا بشتغل ايه او ساكن فين .... وهى حكت لى برضه حياتها وانها عايشة مع جدها وجدتها لان ابوها وامها فى امريكا.
انا ما سألتش ليه وهى ما قلتش ليه ابوها وامها سايبنها وقاعدين فى امريكا.
كان اسمها سالى وكانت لى سالى من عند ربنا (الاسم من سلى عن الشيء وطابت نفسه بعد فراقه) ....
هونت على التعب والهم اللى كنت بشوفه فى مخزن عم جوزيف بعد ما خلصت ترتيب وتظبيط المحل فى العصافرة.
كنت صغير والدنيا وخدانى فى وشها وانا كمان ما كانش بيفرق معى حاجة وفاتح صدرى للدنيا تعمل اللى تقدر عليه ولا يهمنى .... بس يوم ما وصلتها البيت بعد خمس ساعات كنت السبب فى انها اخدت علقة من جدها واتمنعت من الخروج شهر ... شهر وانا اروح لها عند العمارة واقف ناحية شباك غرفتها يمكن تطلع ...
ولا حيا لمن تنادى لغايت ما جيت نازل مصر لما خلصت شغلى عند عم جوزيف وسألته عليها ....
فقال لى : بتسأل عليها ليه؟ : اصلى شوفت واحده شبها خارجة من الجامع اللى جنبنا فقلت يمكن كانت فى المجموعة ولا فى المستشفى بتاعت الجامع وقلت ليه ما عدتش علينا تسلم يعنى! : لا هى ما بتخرجش من المعمورة بقالها كتير لان جدها معاقبها بسبب انها اتأخرت يوم ما كانت عندنا وانت وقفت لها تاكسى فاكر؟ : اه طبعا فاكر ركبتها من على الكورنيش ورحت على المخزن : اهو يومها خوتنى ابن عمى تليفونات عليها وفين على ما روحت بعد خمس ساعات واخدت علقة من جدها واتحبست : خمس ساعات؟! : اه تخيل؟ وقال ايه التاكسى عطل وما عرفتش تعمل ايه وبالصدفة عند باب المعمورة قابلت ابن عمها مينا وروحها البيت لجدها : مينا؟ هى مسيحية؟
: بقول لك جدها يبقى ابن عمى تبقى ايه مسلمة؟ : لا طبعا!
: وبعدين مسلمة ولا مسيحية وانت مالك؟ : على رايك يا خواجة وانا مالى؟
: طب يلا لم حاجاتك من المخزن علشان نقفل.
ومن يومها لا شوفت الخواجة ولا سالى حفيدة ابن عمه وافتكرت اغنية لفرقة كان اسمها الحب والسلام فى التمنينات اسمها اذكرينى بتقول : لو نداك الشوق فى مرة لو حتحتاجى لحنانى .. اسألِ الموج اللى شارد رح يدلك عن مكانى .. رح يقولك يا حبيبتى اللى حبك عمرة فات .. كان مصيره انه يسكن فى بحور الذكريات.
كل الافكار دى كانت بتدور فى راسى وانا طاير على الصحراوى على الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط.
كان نفسى تحصل حاجة واقابلها بالصدفة فى اى حتة واقعد معها ولو ساعة ..
صحيح انا كل اللى قعدته معها كان خمس ساعات بس طول مدة اقامتى كنت بشوفها وبقعد معها فى محل عم جوزيف وحتى فى المخزن لانها كانت بتحب التحف جداً وبتفهم كمان فيهم كويس.
اول ما تعدى محرم بيه وتطلع من النفق تلاقى شارع فى وسطه جنينة فى اخره تلاقى البحر يلطشك كام نفحه من هواه زى ما يكون بيسلم عليك وبيقول لك .... الحمد لله على سلامتك .. انت فين يا راجل بقالك كتير ما قعدتش معى على كورنيشى .. تعالى بالليل علشان اكون فضيت ويأكد عليك .. انا مستنيك ندردش شوية.
دخلت على البحر فاتح صدرى وناشر قلوعى لهواه وعمال املاء صدرى بهواه المليان باليود وقصص الحب وبالنهايات المفرحة والنهايات المحزنة.
كام مليون قصة حب بدأت وعاشت وانتهت على الكورنيش ده؟
كام بنت فضلت ملطوعة على الكورنيش ده مستنية الولد بتاعها وعينها زايغة بتدور عليه فى كل الوشوش اللى بتعدى عليها؟ وكام تعليق حلو او وحش سمعته وهى واقفة مستنية الحزين بتاعها النطل يظهر وهو بارد سابها ملطوعة وخلع.
كام ولد اترمى على الصخور دى يفكر فى حبيبته اللى نترته وشافت حالها مع اللى احسن منه من وجهة نظرها ...
او رجعت بلدها مع عليتها بعد ما خلص اسبوع المصيف او ما عرفتش تنزل علشان اخوها لابد فى البيت؟
كام مرة ولد او بنت سرحوا فى تموجات الامواج وفكروا فى الانتحار علشان قلبهم اتكسر؟
وخصوصاً من على كوبرى استانلى الجديد علشان الرومانسية وده الكوبرى اللى كانوا بيتقابلوا عليه وبيشوف كل الوان غرامهم معاً.
اسكندرية فى الصيف جميلة بس عاملة زى بوكيه ورد فيه ورود كتيرة قوى من كل لون ورائحة وحجم لدرجة ان البوكيه بقى شكله منعكش ومش حلو.
اسكندرية فى الشتاء عاملة زى الغجرية اللى بتغازلك من غير ما تعرف تطول منها حاجة او زى ما بالبلدى بنقول (شوق ولا تدوق) ... تفضل تبص للبحر ومش قادر تنزل .. الدنيا برد موت بس الايس كريم بتاع صابر فى الابراهيمية بيترجرج فى دماغك او من عند عزة فى بحرى.
من اجمل الحاجات اللى فى اسكندرية ان ممكن كل واحد فينا يكون بيحبها لسبب او ليه زكرى ما فيها بس فيه ثوابت عندنا كمصريين.
من الثوابت زى ما قلت الجيلاتى من عزة فى بحرى او من صابر فى الابراهيمية ولو حتقعد على كافيه علشان تلعب جوز ولا فرد بالفزدق وتشرب السحلب او البندق وتاخد لك حجر كريز او تفاح على قهوة الوالى بعد ما تكون خبط لك اكلة سمك معتبرة عند ابو اشرف او قدورة او رحت قرية عبد الوهاب فى السيوف هبرت اكلة كباب او نص بطة مع ورق عنب او ضربت جوزين حمام بالفريك عند بلبع وممكن بالليل تلظ لك فطيرة سجق اسكندرانى مع واحدة اشطة وعسل من كريم فى استانلى وممكن كمان فى يوم تانى تروح زفريون تزفر مع شوية سمك جامد جداً او تاكل فى مطاعم السمك الشعبية اللى التربيزات محطوطة فى البحر فى ابوقير وخصوصا لو طلبت بقى البورى السنجارى الشهير على الطريقة الاسكندرانية والجمبرى بالبطاطس مع الرز الصيادية.
كل دى ثوابت عند المصريين لما يروحوا اسكندرية.
طب اهل اسكندرية بيحبوا ايه؟ اقولكم ..
اهل اسكندرية بيحبوا اسكندرية فى الشتا وهى بتشتى والموج عمال يرزع فى الصخور ويطرطش عليك وانت ماشى على الكورنيش .. بيحبوا يروحوا اللسان والمنارة فى المكس او اكلة رايقة فى السى جَل وشرب البيرة على الكورنيش فى الخباسة لانه ممنوع طبعا والسهر للصبح ومن اشهر الحركات ان الناس ليلة راس السنه الميلادية يقفوا فى البلكونات ويرموا القزايز الفاضية واعتقد انه زى ما يكونوا بيرموا مشاكل ومتاعب وهموم السنة اللى مشيت علشان يبتدوا السنة الجديدة على نضيف.
رحت على محطة الرمل علشان انزل فى فندق سيسيل اللى كنت بحبه جداً لانه طراز قديم ... دخلت اخد غرفة على البحر طبعا واستحميت وطلبت عشاء وبعدها الشاى فى البلكونة والبحر والشجن والحنين والذكريات والاحلام وسالى.
صورتها مش بتفارق خيالى من ساعت ما قررت وانا فى روض الفرج انى اطلع اسكندرية وعمال افكر فيها.
افتكرت انى ما كلمتش بلبل علشان اطمنه على ولانه عارف انى ما بحبش يقعد يكلمنى ويسألنى انا فين فبيسيبنى انا اللى اتصل بيه.
اتفاجىء لما قلت له انى فى الاسكندرية واديته اسم الفندق والغرفة علشان لو فيه اى حاجة ممكن يحتاجها منى او لو حصلت لى اى حاجة يبقى عارف انا فين ويتصرف وانا دائماً حاطط ورقة معى فيها رقم موبايل بلبل على ان لو حصل لى حاجة يبقى اللى يلاقينى يتصل بيه علشان يتصرف.
قال لى انه حجز تذكرة الطيران على انه يسافر بعد يومين على الفيزا ما تخلص وقال لى انه مش عارف يعمل ايه بالفلوس اللى حطيتها له فى البنك فقلت له حنفكر لما ارجع مصر وممكن ياخد بيها شقة لانه مسيره يتجوز ولازم يكون عنده شقة فقال لما ارجع نبقى نشوف الحكاية دى وقفلت معاه.
ياااااااااااااااااه ...
وصلت كفر عبده واحدة من اشهر مناطق الاسكندرية مع انها اسمها كفر عبده ومااعرفش ليه ..
بيت الخواجة جوزيف كان هناك فى عمارة يمتلكها راجل قريبه عايش فى امريكا وسايبها لعم جوزيف يديرها له ويحط الفلوس فى حسابه فى البنك.
ركنت ونزلت اتمشيت شوية فى الشارع افتكر يوم ما نزلت انا وسالى علشان اركبها تاكسى وحصلت المشكلة.
البيت ده انا كنت بتعامل فيه اكنه بيتى والشارع ده اخد منى راقات من المشى فيه والجنينة الكبيرة اللى قدامه دى انا نمت فيها مرة لما الخواجة نسى يدينى مفتاح المخزن وراح فرح فى فندق رمادة وفضلت مستنيه لحد الساعة تلاته وبعدين نمت وصحيت على الشمس بترزع فى وشى وقعدوا يضحكوا على لما عرفوا الخواجة ومراته انى ما رضيتش اروح لهم الفرح علشان خايف ما يرضوش يدخلونى الفندق.
وقفت عربية قدام العمارة وانا بعدى داخل العمارة ونزلت منها بنت زى القمر عندها يمكن تلت سنين ومعها امها برضه زى القمر وفتحت شنطة العربية وبتنزل منها حاجات البيبى والعجلة فجريت البنت على الشارع فجريت وراها وشلتها لفوق بسرعة من قدام موتوسيكل بتاع دلفرى وصرخت الام وانا بشيل البنت من الارض على صرخة البنت ولاقيتها سالى .. اه سيما بس هى سالى.
: يااااااااااااااه سالى؟ : افندم؟ :مش انتى سالى؟ المعمورة؟ : مش معقولة!!! سيد سيكو؟ : هو بشحمه ولحمه ودمه وعضمه .. اخبارك ايه؟ : انا تمام انت اخبارك ايه؟ اتجوزت ولا لسه؟ : لا لسه .. بنتك؟ : ايوه جنا : حلو اسمها وبسم اللى ما شاء الله قمر.
: مرسى.. وانت عامل ايه يا سيد؟ : انا كويس .. لما شوفتك بقيت كويس جداً كويس فعلاً .. انا اسف انا بلخبط بس .. اسف.
: انت عارف انك السبب فى انى اخدت علقة سخنة واتحبست؟: هو جوزك فين؟ : احنا بنتطلق يا سيد خلاص.
: هو انتم عندكوا طلاق؟ : ايوه فى امريكا فيه بس هنا فيه مشاكل ... المهم سيبك انت جى هنا ليه؟ سورى ... يعنى اقصد انت جى لعمو جو؟ : اه عم جوزيف وحشنى وكنت فى اسكندرية عندى شوية شغل قلت اعدى اشوفه هو عامل ايه؟
: عم جو مات من تلت سنين وطنط كمان حصلته بعد ست شهور : إن لله وإن اليه لراجعون .. امال انت جايه لمين هنا؟
: ده بيتى! انا ساكنه هنا واخده اخر دورين والروف : هو انت اتجوزتى صاحب العمارة؟ : صاحب العمارة مات يا سيد انا اتجوزت ابنه .. ايه ده احنا واقفين نتكلم فى الشارع كده تعالى يا سيد اشرب حاجة وندردش شويه : بس ما يصحش علشان يعنى ... : ما تخافش انا ماما قاعدة عندى لانها بقت لا بتشوف ولا بتتحرك فجبتها عندى وجبت لها ممرضة مرافقة لها : الف سلامه عليها.
: الله يسلمك وفيه المربيه بتاعت جنا كمان بس انا سبتها مع جليسة ماما علشان تساعدها فى حمومها : ربنا يخفف عنها ان شاء الله. : وبعدين ما تخافش مش حاكلك : يا سيتى ده انا اتمنى تاكلينى وانا اللى حقعد فى الحلة كمان بنفسى.
ضحكت ضحكتها المشهورة اللى كانت بتموتنى لما بتضحكها ولاحظت هى انى بدوب قدامها فقالت : مش حتساعدنى يا سيد : هه أأأ : ساعدنى فى شيل الحاجات ولا ايه؟ : طبعا يا حبيبتى ... يا حبيبتى يا جنا أأأ .... انت عنك كام سنة بقى : اتنين : لا عندها تلات سنين بس هى زى كل الستات بتصغر نفسها : اه بس دى بادية بدرى اوى : الجيل الجديد يا سيدى دى مجننانى خالص.
: ربنا يخليها لك وتجيبى لها اخ او اخت : منين بقى ان شاء الله؟ كده حلو والحمد لله : مين عارف؟ : مين عارف ايه؟ : لا اقصد مين عارف الخير فين يعنى يمكن الدنيا تتصلح وترجعى لجوزك : يا ابنى احنا خلاص مضينا الاوراق يعنى الحكاية حكاية وقت.
ورق ايه : لاااه الكلام ده بقى مع الشاى والبسكويت ولا انت كنت بتحب الغُريبة انا فاكره ..على الله الاقيى لك كام واحده فوق.
جه الاسنسير ركبنا وطلعنا وانا بحاول اتجنب ابص لها وبعدين المحها فى مراية الاسنسير بتتأملنى فابص لجنا والاعبها اليعنى مش واخد بالى.
وصلنا الشقة فتحت الباب وانطلقت جنا جرى على جوة وهى بتقول تتا تتا دخلتنى هبه وقفلت الباب ورايه وحطيت اللى كنت شايله ووقفت لاقيتها دخلت على جوه وسابتنى على الباب ففضلت واقف ولاقيت المربية او الجليسة معدية وبتبص لى بأستغراب فابتسمت.
جت سالى مسرعة وقالت لى : ما تخش يا سيكو هو انت غريب ده انا قعدت معاك فى محل عمو جو وفى المخزن اكتر ما قعدت مع جوزى يا راجل : ليه انتوا ما كنتوش عايشين مع بعض؟ : ححكى لك ده انت وقعتلى من السما انا من ساعت ما رجعت من امريكا وانا مش لاقيه حد محايد اتكلم معاه : انا جاهز وقاعد لحد ما تطردينى.
: طيب تمام تحب نقعد هنا وى الانتريه ولا فى الصالون ولا البلكون؟ : اى حته نقدر نتكلم فيها براحتنا.
: يبقى الروف فوق يلا اطلع فوق على السلم ده حتلاقى قعدة تحفة وانا حأخد شور واطلع لك على طول .. ماشى؟
: ماشى جدا.
الروف عبارة عن غرفتين واحدة مكتب والتانية فيها كنبة استديو بتبقى عبارى عن كنبة ولها ضهر ومكمله من فوق الضهر مكتبة حاطة فيها كتب وتحف بصراحة زوقها جامد وفيه حمام كمان وشيك دخلته اتشطفت بسرعة قبل ما تطلع سالى.
فى الروف بره بانيه فى الحيطة شواية كبيرة وقدامها سفرة صغيرة باربع كراسى والناحية التانية من الغرف عاملة برجوله خشب تحتها انتريه جلد والسور اللى قدامها معمول حديد علشان تشوف من خلاله البحر وشمال البرجولة كنبة مرجيحة.
وطبعا اصارى الزرع فى كل مكان فى الروف وجنب الشواية معمول ركن كله صبار من اللى بيطلع ورود اللوان مختلفة.
من الاخر الروف تحفة تحب تسكن فيه لوحده كدة من غير الوبلكس اللى تحته.مش مصدق نفسى ...
طلعت سالى لابسة فستان ماكسى بحملات مليان ورد ازرقات فى بعض وتحته بادى ابيض مخليها فاضل لها جناحين وتبقى ملاك.
قلت لنفسى معقول تكون لسه فاكرة انى بحب الهدوم اللى فيها ورد بحب الازرقات؟ لا مش معقول! اظاهر انى قلتها بصوت مسموع لانى لاقيتها بتقو لى : هو ايه اللى مش معقول؟ : اصلى مش مصدق نفسى : ليه؟ ايه اللى مش مصدقه؟
: يعنى حاسس اننا ما افترقناش السنين دى خالص واننا قاعدين مع بعض زى زمان فاكرة يا سالى؟
ارتبكت سالى وبصت للبحر وقالت : ها ايه رأيك بقى فى القعدة دى؟ : تحفة يا سالى تحفة كل حاجة تحفة : انا مبسوطة جداً انى شوفتك النهارده : مش قدى والله انا اخر حاجة كنت متخيلها ان ربنا يسمع منى ويحقق لى امنيتى بأنى اشوفك النهارده بعد كل السنين دى : صحيح بعد كل السنين دى!
: ها احكى لى انا ودان وطلعل لها رجلين .. فضحكت وقالت : طول عمرك يا سيد وانت مستمع جيد فاكر لما عيطت على كتفك؟
: اى حاجة بخصوصك عمرى ما نسيتها : يومها كان واحدة صحبتى مسافرة امريكا وجدى مش عايزنى اروح معها المطار او حتى اروح اودعها : بس اخدتك لها شوفتيها وهى بتنزل من العمارة وبتركب العربية رايحة على مصر : ايوة فاكر كانت صحبتى الوحيدة غيرك انت طبعا : هو انا كنت صاحبك؟ : يعنى كنت بحب اقعد معاك وبحب اتكلم معاك واحكى لك كل اللى بحلم بيه ونفسى اعمله .... كنت عبيطة ولسه صغيرة : بس انا ما كنتش شايفك كده .. انا كنت شايفك القمر اللى منور حياتى و ... : سيد احنا كبرنا والكلام بقى محسوب و ... : انت مش حتشربينى حاجة ولا ايه؟ : حتشرب عصير موز باللبن اللى بتحبه لغايت ما لاندمارك الحلوانى ما يبعت لى الغُريبة علشان نكولها مع الشاى : موافق جداً.
طلعت واحدة افريقية حطت العصير وقالت لها سالى تدى جنا حاجة تاكلها وتلاعبها تحت علشان مش عيزاها تطلع هنا نزلت البنت. ناولتنى سالى العصير بابتسامتها الروعة وقالت : سيد انت حياتك عامله ازاى؟ وليه ما اتجوزتش لغايت دلوقتى؟
: انا عندى دلوقتى شركة استيراد وتصدير وكام مشروع صغير كده مشارك فيهم وربنا كارمنى اخر كرم وما اتجوزتش لانى كنت بحب واحده زمان واختفت من حياتى وقعدت طول السنين ادور عليها فى بنات تانية بس مالاقيتهاش ودخلت فى معمعة الشغل ونسيت نفسى : بس انت لسه صغير ما تلحق نفسك تشوف لك ولد ولا بنوته تملاء عليك حياتك : مش لما الاقى امها الاول؟
: يعنى البنات خلصوا؟ عموما مش حتلاقى احلا من بنات اسكندرية اقعد هنا كام يوم وانا اعرفك على كام بنت : انت اخبارك ايه؟
طمنينى عليك؟ : والله يا سيد انا تعبت جامد السنين اللى فاتت .. مش عارفة اقول لك ايه ولا ايه؟ دول سنين كتير!
: تعرف انك السبب فى جوازتى دى؟ : انا؟ : ايوه لان يوم ما روحت متأخرة ضربنى جدى وحبسنى فى البيت وبعت لابى وامى علشان يا أما يخدونى عندهم يا أما يجوزونى وفى الوقت نفسه عمو جو كان قريبنا صاحب العمارة دى عايز يجوزنى لابنه اللى فى امريكا فكانت الحكاية مترتبة لهم على احسن ما يكون .. جدى وجدتى حيرتاحوا منى ومن خوفهم على وامى وبابا حبقى معاهم فى امريكا بس مسأوله من جوزى مش منهم وانا وافقت علشان اخلص من وجع الدماغ وهو كان حد كويس وابن ناس وقريبنا وغنى وحيعيشنى فى امريكا يعنى حلم اى بنت عبيطة فوافقت وسافرت اتجوزته فى امريكا.
استنى بيرنوا على .. تبقى الغُريبة وصلت.
شاى وغُريبة ...
سالى ناعمة جداً عاملة زى الغُريبة فعلاً وما تبقاش فاهم!
هى مليانة انوثة بس متوحشة وعلى طبيعتها خالص قصت شعرها الناعم الجميل ومفتحه لونه مع انه كان اسود خيلى زى شعر الخيل. تفاصيل وشها متناسقى جداً ولو ان منخيرها كبيرة شويه بالنسبة لفمها الكريزى الشكل واللون وعلى الرغم من انها اتجوزت وحملت وولدت الا ان جسمها جسم منيكان.
حاجة تخبل من الاخر .. تتمنى تعيش معها ولو اصدقاء .. انا مش عارف ازاى جوزها المجنون ده سبها تفلت من ايده؟
: الشاى والبسكويت والغُريبة وصلت يا عم سيد يلا انجوى.
حطت الشغالة الصينية وراحت سالى على المكتب وفجأة انطلقت المزيكة من السمعات المخفية فى الروف .. سامع مزيكة بس مش عارف طالعة منين.
: مين اللى بيغنى ده؟ : ده سانتانا مغنى مشهور جداً وانا بحب الاغنية دى بالذات اسمها Black Magic Woman يعنى ...
: سيدة السحر الاسود : همممم انا اسفة ما اقصدش انى اترجم لك بس دى خصلة فى اوعى تكون زعلت؟ : لا طبعا يا سو.
: انت لسه فاكر الاسم ده؟ : طبعا انت ما تعرفيش انا كان نفسى اشوفك قد ايه؟ : طب كل الغُريبة واشرب الشاى قبا ما يبرد.
: سانتانا ده اكيد بيشرب علشان يطلع اللى بيعزفه ده! : كل الناس بتشرب .. انت بتشرب؟ : ايه بالظبط؟ : بقول لك ايه انت حتتزاكى على؟ : لا والله بس عايز اعرف تقصدى ايه؟ مائى ولا هوائى؟ : الاتنين! : انا هوائى وساعات ببقى هوائى.
:طيب انا عندى كونياك ووسكى وفودكا واسليوت ونبيت احمر وابيض بس ما عنديش اى هوائيات خالص لانى ما بعرفش اجيبها منين فى مصر! : من سيكوريس : مين ده؟ : انا يا سو : انت بتاجر فى المخدرات يا سيكو؟؟ : لا يا سيتى انا دايماً معايه.
: تماما يبقى بعد الغدا نشرب سيجارة : ok تحت امرك يا فندم .. بس ايه الصياعة دى؟ : امريكا يا سيدى بوظتنى خالص .. اتعلمت الشرب لان كل اللى حواليه بيشربوا بس مش مدمنة الحمد لله : طب الحمد لله ... الحشيش ما بيخلكيش تدمنى اصلاً.
: بقول لك ايه ما ترول سجارة كده على السريع : مرلوله جاهزة اهه اتفضلى : ولعلى يا مونشير من فضلك : تحت امر سموك يا جناب الارشيدوقه : هى قلبت بعصور وسطى كده ليه؟ وراحت ضاحكة.
قعدنا نضحك كتير وبدأت تحكى لى عن جوازها وجوزها .. هى لا مدحت فيه ولا زمت بس قالت انه بيحب شغله اكتر من اى حاجة تانية وعيشته فى امريكا غيرت مصريته وبقى امريكانى تماماً حتى مع اهله وما كانتش بتشوفه ساعات بالاسبوعين والتلاته ويرجع يقعد يوم ولا اتنين ويرجع يسافر ولما سألتها هو بيشتغل ايه قالت تاجر انتيكات واثار .. وهنا انا ظنهرت على طول.
سألتها : هو بيشترى اثار ولا سمسار : من ده على ده لو السعر فى مقدورة بيشترى هو ولو المبلغ كبير بيجمع هو واصحابه ويشتروا.
:طيب انا عندى موضوع وعايزه يخلصهولى ممكن؟ : طبعا ممكن بس انت بتشتغل فى الحكاية دى؟ : يعنى مش بالظبط بس ليه سكة وعندى شويت حاجات : ممكن طبعا يعمل كده .. على فكرة احنا مش سيبين بعض بمشاكل .. لا خالص احنا اتفقنا وافترقنا.
: يعنى مافيش اى ضغائن؟ : لا خالص ده حتى بالقانون الامريكى انا ليه نص اللى بيمتلكه وانا كل اللى اخدته العمارة دى وبيت فى فلوريدا وهو موافق جدا علشان لما اروح انا وجنا امريكا نلاقى بيت نقعد فيه : كل ده وما جابش نص اللى عنده؟ بسم الله ما شاء الله يعنى من غير حسد : لا طبعاً سامى عنده اكتر من عشرين مليون دولار غير العقارات اللى مشتريها ومأجرها فى عشر ولايات.
صفقة عبر القارات ...
بعد الغداء جبت شنطتى من العربية وفرجت سالى على الحاجات على الاب توب وقالت :الحاجات دى اصلى يا سيد!
: انت بتفهمى فى الحاجات دى؟ : طبعاً يا ابنى .. اولاً انا خريجت اثار مصرية قديمة جامعة فلوريدا وثانيا من عاشر القوم .. انا كنت عايشه فى امريكا فى متحف مش فى بيت : اشطة يا سو يبقى حشوفك تانى وحنعمل شغل سوا : حشوفك تانى؟ انا مش حسيبك تانى خالص يا ابنى! انت المصرى الوحيد اللى دماغه زى دماغى وبعدين انا محتاجة راجل فى حياتى : أأأأأ طبعا انا تحت امرك يا سالى.
: مش زى ما انت فاكر انا اقصد ان يبقى فيه راجل جنبى انا عارفة انه بيحبنى ومخلص ومش حيأزينى : ما انا فهمت كده ولا ايه؟: لا اصلك اتلجلجت شويه فحبيت اعفيك من الحرج واوضح ان الحكايه مش ساكشوال يعنى!
: ياريت ترضى! : بس يا واد انت اتصطلت ولا ايه؟ : يا سو انا مسطول من ساعت ما شوفتك : طب لم نفسك بقى لحسن اقلق منك! : لا ابوس ايدك بلاش : اتفضل بوس .. ومدت يدها بوستها بالراحة وقمت سايبها وبعدت عنها رحت ابص على البحر ومشاعرى هايجة جوه جسمى : بقول لك ايه يا سيكو؟ : قولى يا سو : ايه رأيك تقعد لبالليل ونكلم سامى نوريه حاجاتك ونشوف يمكن نعمل بزنس الليلة؟ : انا تحت امرك بس انا عايز اخرج معاك نتعشى فى اى حته تختاريها : اى حته اختارها؟ : ايوة والله اللى انت تختاريه!: عايزة اكل بط عند انس فى المهندسين : وعيل اللى يرجع؟ : انت مجنون بقى؟ : والله عندى استعداد ونشرب شيشة فى بنت السلطان : فاكر لما شربنا شيشة فى الخزم مع عم يعقوب الغفير؟ : طبعاً ويومها كنا حنتقفش من عمك جوزيف زكانت حتبقى حكاية : طب انا حنزل اتطمن على اللى تحت واغير واجيلك : بس انا ححتاج اروح الاوتيل اغير هدومى : خلاص روح وكلمنى وانت جى علشان انزل لك.
: ماشى شوفى لى السكه : لا مش محتاج فيه هنا باب على السلم على طول بس حتنزل دور علشان تاخد الاسنسير : ok يلا باى مؤقت : باى يا سيكو.
ركبت العربية وشغلت سى دى فضل شاكر .. اول اغنيه كانت لفضل معى اليسا واخدت كلمها وسرحت فى الدنيا .......
خدنى معك بالجو الحلو .. خلينى معك اسرح يا حلو ... جمالك جمال مش عادى وكلامك كلام مش عادى ..... ااااااااااه يا قلبى!
انا حاسس ان قلبى بيتخلع من بين ضلوعى .. حينفجر من المشاعر اللى جواه وعايزة تطلع للنور بقى .. انا كنت عامل زى الراجل اللى كان حكالى عليه عم الياس ابو اتب على ضهره اسمه احدب نوتردام .. شكلى كان معقدنى بوقى الغريب كان منعنى حتى احلم بس دلوقتى ... دلوقتى بعد ما شلت كل اسنانى وركبتهم بورسلين وبقيت بروح البيوتى سنتر واعمل البادى كير والماسكات بقيت ابن ناس وشكلى بقى معقول جداً وممكن فعلاً واحدة زى سالى تبص لى!
انا راجل غنى وشيك ورومنسى بس كنت مزروع فى حوض صبار وربنا تاب على ونترنى للسما فوق وكملها لى بسالى .. سالى .... دى كانت حلم بحلمه من وانا تمنتاشر سنة من يوم ما شوفتها عند عم جوزيف ... سالى انت حلم عمرى وعندى استعداد اسيب كل اللى عندى بس اتجوزك .. لا ... يعنى نص اللى عندى علشان اتمتع معها بالنص التانى .. الفقر لو دخل من الباب الحب بيولع وينط من الشباك حتى لو فى الدور العاشر.
وصلت سيسل وطلعت اخدت دوش بسرعة وطلعت قميص وجينز بدل البدلة اللى كنت لابسها وولعت سجارة حشيش علشان اهدى من اللى انا فيه ده لان كنت حاسس ان قلبى كان حيوقف من الفرحة والسعادة انى لاقيت سالى وخارج كمان معاها ..
ايه الهنا ده يا ربى انا مش مصدق نفسى.
خبط الباب تركت السيجارة فى البلكونة ودخلت فتحت وتنحت بعد ما قلت بشكل هستيرى : سالى؟
دخلت سالى الغرفة والابتسامة على شفايفها الكريز الاحمر القانى لابسه بلوزة ناعمة تركواز تحفة على جينز مبين كل حته فى جسمها تفصيلياً بس من غير ابتزال او سخافة ...
: مالك يا بنى اول مرة تشوف واحدة حلوة ولا ايه؟ : لا انت غير اى واحده انت اميرتى الساحرة وانا خايف يجينى السكر من حلاوتك ضاحكة : لا ما تخافشى على نفسك ولا اقول لك لازم تخاف الحقيقة لانى جيت لك اراودك عن نفسك : بتتكلمى بجد؟ : بوسه بس .. بصراحة وانت عارفنى صريحة طول عمرى وانا فى الشور حسيت انى عايزة ابوسك فقررت اجى ابوسك قبل ما ننزل ايه رأيك يا .... قبل ما تكمل كنت اختطفتها فى حضنى وبوستها وسة عمرها ويمكن عمرى انا كمان فضلت شفايفى على شفايفها واحنا فى حالة من الحب والشهوه والتمنى والعزاب والحنين لدرجة اننا ما درناش بنفسنا غير لما لاقينا نفسنا فى حضن بعض فى السرير وبنحاول نلتقط انفاسنا من فرط الشحن الزائد والمشاعر الفياضة اللى بتقطع النفس خصوصاً هى بعد طول الغياب وانا اول مرة مع البنت اللى طول عمرى بتمناها.
اول كلمة قالتها لى سالى : سيد انا مش عارفة ده صح ولا غلط بس انا ....
حطيت يدى على فمها اسكتها وقبلتها فى راسها وانا دموعى نازله على خدى وقلت : ارجوك ما تبوظيش اللحظات دى المهمه فى حياتى بكلام مالوش اى لازمة عندى : انت بتعيط يا سيد؟
: دى دموع المستحيل .. انا الليلة حققت المستحيل .. انا كنت بحلم بيك زى ما تحلمى بفارس الاحلام اللى حياخدك على الحصان الابيض ويطير فى السما .. انت بالنسبة لى كنت حاجة زى الغولة والعنقاء والخل الوفى : انا زى الغولة؟ طب قوم بقى يا غول!
:انا اقصد زى المستحيلات التلاته : انا فاهمة بس بحاول اخرجك من الحالة دى .. بقول لك ايه ما تقوم تاخد شور علشان ننزل؟:قومى انت الاول : لا يا حلو انت عايز تتفرج على؟ انا اتكسف : وانا كمان حتكسف .. طب بصى انا حطفى النور وندخل الحمام احنا الاتنين نستحمى فى الضلمة وما حدش يشوف حد : موافقة ... اطفى النور.
طفيت النور وقمنا احنا الاتنين ماسكين ايدين بعض نتخبط فى الطريق للحمام وفتحت الدوش ودخلنا مع بعض نستحمى وطبعا مع التلامس والقبُلات حصل اللى ممكن يحصل ما بين اتنين بيحبوا بعض وبيستحموا مع بعض والدنيا ضلمه والمزيكة شغالة فى سماعات الغرفة والاحساس عالى واى لمسه مؤثرة مليون ضعف لو الدنيا نور لدرجة انى قلت لها : تتجوزينى يا سالى؟
بعد صمت ثوانى سألتها تانى : ترضى تتجوزينى يا سالى؟ : قالت بصوت اشبه بالهمس : تعرف يا سيد انى كان ممكن أتجنن الليلة دى لو ما كنتش طلبت منى ده؟ : فعلاً؟ انت كنت عايزانى اعرض عليك الجواز؟ : انت مش فاهمنى .. انا كنت خايفة ان الموضوع يكون انك عايز تنام معى وبس .. حاجة كان نفسك فيها يعنى وخلاص
: وبعدين؟ : وبعدين لما حصل بينا اللى حصل وعرضت على الجواز فرحت لان الحكاية مش مجرد واحد وخلاص لا انت عايز سالى .. سالى كلها : يعنى انت قلت اهو واحد والسلام .. لا يا سالى انا عايزك كلك بلحمك ودمك وبنتك ودنيتك ومستعد ادافع عنك وعن حياتك بحياتى بس انت اطلبى منى اللى بتحلمى بيه وانا حاضر ان شاء الله : سيد تعالى نطلع نلبس ونتكلم فى العربية ممكن؟ : تحت امرك يا حبيبتى.
يااااااااااااااه انا بقول لسالى يا حبيبتى؟ معقوله؟ معقوله انا بقول لسالى يا حبيبتى وهى سمعانى؟
انا ياما قلتها بس جوايه من غير ما تسمعها .. كنت بشوفها ابقى عامل زى الطفل اللى شاف امه او الشيكولاطة لدرجة انى سمتها شيكولاطة لما كنت بحكى لنبيل عليها.
لبسنا هدومنا وكل واحد سرحان فى افكاره ومش دارى بالدنيا اللى حوليه من كتر الاحداث اللى حصلت بسرعة جداً.
القاهرة نورت ...
ركبت العربية انا وسالى وانا سعيد جدا وشغلت فاضل شاكر وطلعت على مصر اسكندرية الصحراوى.
: انت رايح على المهندسين بجد ولا ايه؟ : ايوه ولا حتحمرقى؟ : لا يا سيد مس حينفع حنتأخر : حنتأخر على ايه؟ : انا عندى بنت يا سيد وامى كمان و... : بس بلاش حجج والنبى الشغالين فى البيت وجنا زمنها نايمة : بس برضه يعنى انا مخضوضة بصراحة!
: انا سيكو يا سو وانت عارفة ان سيكو بيحب سو بس سو مستعبطة وعاملة مش واخدة بالها : انا كنت فاكرة انه لعب عيال وانك نسيتنى من يوم ما وصلتنى : تعرفى انى قعدت اروح المعمورة كل يوم لغايت ما سافرت على امل انى المحك او اشوفك فى الشارع او حتى فى الشباك؟ : يا حبيبى! هى قالتها وانا كبست البنزين على اخره وطارت العربية على الطريق لدرجة ان سو صرخت وقمت راكن العربية وبايسها بوسه تصحى الميت ودابت سو من حرارة المشاعر اللى خارجة من قلبى لقلبها الملتسق بى.
اخدنا الطريق لحد الرست وهى فى حضنى والمزيكة ناعمة والمشاعر مختلطة ما بين الحب والرغبة والخوف من المجهول عندى وعندها.
دخلنا الرست واحنا سكرانين حب فى حب شربنا اسبريسو والحمام واشتريت خاتم فلصوا بس لتسجيل اللحظة السعيدة اللى بينا وطلعنا تانى على الطريق وصلنا ميدان الرماية يمكن الساعة عشرة سألتها اذا كانت جعانة دلوقتى ولا لسة فقالت انها جعانة حب.
طبعا دمرتنى الكلمة وخدتنى فى عالم تانى وانا ماسك ايدها وببوس فيها.
اخدت الدائرى وطلعت على مصر الجديدة على ميدان صلاح الدين ركنت وقلت لها ثوانى ونزلت اتفرج على محلات الدهب لغايت ما لقيت طاقم خاتم وكوليه الماظ اشتريته بالفيزا ورجعت العربية وسألتها : تحبى نروح البت عندى ناخد درنك ولا تحبى نسهر بره؟
: نروح البيت اشوفه وبعدين ننزل نسهر زى ما انت عايز : تأمرنى يا حبيبى .. قبلت يدى وقالت انا حاسة انى طايرة : امال انا ايه بقى لما انت طايرة.
كلمت بلبل اشوفه فين لاقيته سهران فى كايرو جاز فى المهندسين قلت له ما يتحركش لغايت ما اجيله وله عندى مفاجأة.
طلعنا البيت فرجته لها وعجبها بس قلتلها انى مأجره مش بتاعى بس الاثاث بتاعى طبعا وطلعت قزازتين بيرة وقعدنا فى التراس .
: انت ليه ما ردتيش على طلبى؟ : طلبك سريع جداً يا سيد .. انت ما تعرفش حاجات كتير عنى .. انا مش نفس سو يتاعت زمان .. وبعدين لسه فى ورق الطلاق و... : انا مش عايز مماطله يا سو انا عايز رد انت ترضى تتجوزينى؟
:يا سيكو ما تقلبهاش درامة كده انت عارف من طريقتى معاك انى عايزة ارتبط بيك بس اى نوع من الارتباط لسه مش عارفة! يمكن لان كل حاجة جريت بسرعة جنونية؟ يا سيد الحكاية كلها كام ساعة .. انت خطفتنى من دنيتى.
: وده مضايقك؟ : لا خاضضنى مش مضايقنى بس مخوفنى : طب انا مش حسألك تانى انت لما تكونى جاهزة ادينى اى اشارة وانا حفهم واطلب منك تانى بس ممكن تسمحى بخطوبة بينى وبينك؟ : خطوبة؟ بقى بعد اللى حصل بنا ده تقول لى خطوبة؟ : ايوه .. ممكن؟ : ممكن يا سيكو!
قمت ركعت على ركبه ونص وقلت لها : ممكن تقبلى منى هدية رجوعنا لبعض دى؟ : يا نهارك اسود يا سيكو! انت اكيد تاجر مخدرات : ليه بس؟ : لان لو دى هدية رجوعنا نشوف بعض امال الشبكة حتبقى ايه؟ ولا انت مش ناوى تجيب لى شبكة يا حبيبى ان شاء الله؟ : بعد يا حبيبى دى لو مش ناوى اجيب حجيب الصاغة كلها : يا حبيبى ... ده طاقم تحفة بس كتير قوى يا سيد اللى انت بتعمله ده! : انت اهم حاجة عندى انت حياتى .. ايه اهم من حياتى عندى؟ : طب لبسهولى بقى.
يا رب انا خايف ...
دخلنا انا وسو كايروجاز لاقيت بلبل حاجز تربيزة وفاتح قزازة جن ومجهز العصير لانى مشروبى المفضل لو حشرب هو الجن اورانج قام يسلم علينا واخدته بالحضن لانه كان فعلاً واحشنى جداً .. قعدنا وصب لى بلبل كاس وسألت سو تشرب ايه قالت زيك وهى مكسوفة وكلامها همس.
: ايه يا بلبل ازيك وحشتنى : انا كنت خايف اسافر قبل ما اشوفك : ودى معقوله يا شقيق برضه : والله انا كنت ناوى اجيلك بكرة الصبح على اسكندرية : حبيبى يا بلبل .. اوه انا نسيت اعرفك انت عارف مين القمر ده؟ لا اسف انت اصلك ما بتخرجش مع بنات فانا .... : سيبك من الكلام ده هى عارفانى كويس .. مين دى بقى؟ : قولى بقى! : دى شيكولاطة فاكرها؟ : هبة؟
: يا ابن اللزينة انت فاكر اهه؟ شوفتى قد ايه بقى انا كنت بفكر فيك وبتكلم عنك؟ : بس بقى انا حاسة انى احمريت! : فعلا.
: ياااااه ... انا بحقد عليك يا جدع انت .. بحقد بحقد يعنى : ليه بس ده سيكو ابن حلال : انت عارفة كمان سيكو .... لا انا بقى اقوم امشى لحسن حاسس انى بقيت عزول : لا خالص ده سيكو كلمنى عليك واحنا جيين من اسكندرية وقال لى انك اعز واوفى صديق له : لا اسف انا اخوه اللى ما خلفتوش امه : ما يمكن ابويا اللى كان خلبوص يا اخى؟ : يا بن ال... : اسأل بس امك لو لاقيتها وهى حتحكى لك : يا سيدى انت اخويه وبس مش مهم اى حاجة تانية : حبيبى يا بلبل .. بلبل ده وانت اهم ناس عندى.
قمت انا وسو رقصنا شوية وهيست طبعا لانى ما بعرفش ارقص بس الخمرة بتخلى الواحد يتجرأ ويعمل كل اللى بيخاف يعمله وهو فايق خصوصاً ان كل اللى حواليك بيهيسوا برضه ومافيش حد احسن من حد.
قلبت الموسيقى شرقى ولاقيت سو قلعت الصندل وعملت فيها بمبه كشر وهات يا رقص لدرجة ان الناس وسعوا لها حتى البنات وقعدوا يصفقوا والفرقة طولت فى العزف لان الناس كانت مبسوطة لغايت ما سو تعبت واترمت فى حضنى قمت شايلها على كتفى والناس من حولى بيصرخوا ويصفقوا وواحد ناولنى الصندال بتاعها ورجعنا التربيزة احنا التلاتة واحنا فى حالة من السعادة اللى خلت بلبل يقول لى انه حيبات بره النهارده فضحكت وقلت له انى راجع اسكندرية مش حبات فى مصر اصلاً.
طلبنا اكل واتعشينا وشربت قهوة علشان افوق شويه مع انى ما بشربش عادتاً لغايت ما اسكر بس كنت خايف لانى حسوق.
سلمت على بلبل وحضنته بقوة وكأنى مش حشوفه تانى بس الظاهر انى كنت اوفر فى مشاعرى مع كل اللى بحبهم وكل الناس حتى لدرجة انى اديت لسايس العربيات بره ميتين جنيه اللى خلاه قعد يدعى لى انا وسو لغايت ما طرت بالعربية .. وعلى الصحراوى
وقفت مونت العربية ودخلت جبت اتنين ريدبول علشان افوق فى الطريق لان سو راحت فى النوم اول ما ركبت العربية.
قبل نور الفجر ما يطلع كانت سو قدام بيتها وبصحيها بعد ما قعدت اتأملها وهى نايمة زى الاميرة النائمة.
صحيت زى القمر برضه وابتسمت وقالت : وصلنا الرست : حمد الله على السلامة بصت حوليها وقالت : وصلنا اسكندرية؟
: وقدام العمارة : طب اطلع : اطلع فين يا حلوة؟ : بات فى الروف والروف ليه باب منفصل ولا حد حيحس بيك ولو حد حس يولع هو انا بخاف؟ : اطلعى طيب نامى ولما تصحى نتكلم : بقول لك اطلع! : يا حبيبتى مش حينفع .. انا حروح الفندق وكلمينى بس لما تصحى : طيب امرك : طالعة منك زى السكر يا حبيبتى انا ممكن اطلع كده : طب يلا يا حبيبى وحنام فى حضنك الليله.
اطلعى يا بت ما تضحكيش على يلا : حاضر يا سيدى تأمرنى : باى يا روحى يا قلبى كلمينى لما تصحى : حاضر باى.
قبل ما اقلع هدومى كانت بتتصل تتطمن انى وصلت ونمنا واحنا بنتكلم.
شوية شغل ...
صحيت لاقيت الموبايل مرمى جنبى على السرير وعمال يرن قعدت احسس لغايت ما لاقيته فتحته وانا مغمض.
:الو؟ : صباح الفلات والوردات الصغننين النايمين : صباح القمر اللى طالع الصبح ومزغلل عنين الشمس من جماله : لا لا كده احنا ممكن نتهبل من الحب على اخر اليوم : ما نتهبل مش حنبقى مع بعض؟ : طبعا يا هابلنى : يبقى خلاص .. بس استنى شوية على بال ماجنا تكبر ونجوزها ونشوف عيالها وبعدين نبقى نتهبل : جنا معى فى النادى اه بتلعب وبعدين رايحين على فلسطين حننزل البسين : نعم؟ : ايه فيه حاجة؟ : اولاً ما فيش خروج من غير ما تقول لى تحركاتك ايه ثانيا ما فيش نزول ليك البيسين خالص الا لما اكون معاك واشوف الميوه المدعوق اللى حتلبسيه اصلاً : تأمرنى أمر حبيب جلبى بس انا قلت انزل جنا شويه واسبك تصحى على راحتك : ليه هى الساعة كام؟ : تلاته ونص : الضهر؟ : لا طبعا الفجر .. اصل جنا بتحب تلعب الفجر ديما مع الخرفان.
: ااااه انت بتتريقى وكده؟ امممممم طيب قرار رقم اتنين ممنوع تتريقى على حبيبك : تأمرنى يا ولى النعم .. تأمرنى اعمل ايه اروح؟
:لا طبعا روحى على فندق فلسطين ونزلى جنا البسين بس انت لا وانا حجيلكوا نتغدا سوا : تأمرنى يا ولى النعم : طيب يلا علشان اقوم البس : طب اقفل جلالتك ما ينفعش الرعية تقفل فى وش ولى النعم : اهه طبعاً طبعاً : طب يلا ياد قوم فز انجر اتشطف ونط فى هدوك واتسحل على فلسطين بسرعة : تحت امرك يا هانم انا اسف اظاهر انى نسيت نفسى : رجالة ما بتجيش الا بالعين الحمرا! : لا الحمرة انا شوفتها امبارح وكانت بيضة على فكرة : سيكو بيهيف خليك مؤدب بقى انت حتفضحنى؟ : لا يروحى بس حبيت احط شوية نقط على شوية حروف : انت صوتك اتغير ليه؟ : لانى فتحت الاسبيكر بتاعت الموبايل علشان اكلمك وانا بستحمى : لا عيب اتكسف! : حبيبى يا كسوف انت يا ابيض .. تحبى افتح لك الكاميرا؟ : يا ريت! : بعينك يا ابيحة.
فضلت اتكلم مع سو وانا بتنشف وبلبس وفى الاسنسير فى الفندق وفى العربية وعلى الكورنيش لغايت ما دخلت المنتزة وقطعت التذكرة وركنت عند الفندق وما قفلتش التليفون لغايت ما سلمت عليها ولاقيتها شدتنى وباسيتنى من خدى وقالت : اقفل السوسته بتاعت بنطلونك : وانت ايه اللى ودى عينك هناك؟ : بس يا قبيح : الله واحد معجب بالبوكسر بتاعه حد ليه عندى حاجة؟
: انا يا روحى لان انا بس اللى لازم اشوف البوكس واللى تحت البوكسر : انت بقيتى قبيحة قوى : انا مش عارفة بقول الكلام ده ازاى ؟ انت بوظتنى خالص : لا بقول لك ايه بوظتنى بقى ولازم تتجوزنى و حركات الصلبطة دى فكك منها : استر على يا عمو والنبى .. استر على ابوس ايدك : ايدى برضه؟ يلا حمشيها ايدى .. جنا حبيبتى ازيك.
جريت على جنا واترمت فى حضنى وسو مندهشة وقالت : يا سلام ايه واحشك اوى يعنى : يا ساتر ايه الحقد ده؟ : لا اصلها ما بترضاش تروح لحد خالص سبحان الله! : الحمد لله البنت حبانى وامها كمان : مين قال لك الكلام ده؟ امها بتموت فيك وعايزة تعزمك على العدا لانها بتموت من الجوع كمان.
دخلنا المطعم اتغدينا وبعتنا بيتزا للبيبى سيتر وجنا على البسين وبعد الغدا ومع القهوة قالت سو : عايزين نشتغل بقى شويه ولا ايه؟
: يا فندم انا من ايدك دى لايدك دى : طيب انا قبل ما انزل بعت ماسيدج لسامى فى امريكا اول ما صحيت الساعة عشرة الصبح تبقى عندهم وحدة بالليل تقريبا حكيت له الموضوع والغريب انه اتص بى : وايه الغريب فى كده؟ : لانه بينام حداشر بالكتير بس فى البزنس يصحى .. المهم هو حيكون على النت الساعة واحد الليلة دى ومستنى انى ابعت له الصور : تمام : بس مش حينفع انه يشوفك معى فمعلش انا حبقى قاعدة فى الروف فى المكتب وانت خليك جنبى بس ما تتكلمش علشان حكون مشغلة الكاميرا والميكروفون ومش عايزة يقول لى بقى انى سهرانة معاك خصوصً انه عنده حسسية من العرب اصلاً : يا سيتى يولع .. سورى!
سامى الانتهازى ...
وقفت استمتع بمنظر الاسكندرية بالليل منظر خلاب يخطف القلب والبحر بيلاعب الشط والكورنيش مليان عربيات وناس وبياعين وفرسكا فرسكا فرسكا.
قلعة السلطان قايتباى واقفة شامخة ومنورة بتحمى السواحل المصرية من الغزاه .. كل الدنيا عايزة مصر وعايزة خيرات مصر وثروات مصر وموقع مصر وشعب مصر هو الوحيد اللى مش عايزها.
لما كنت بقول الكلام ده قدام ناس او فى قاعدة كان لازم الاقيى واحد ولا اتنين يطلعوا فجأة ويتكلموا ويتكلموا عن اهمية مصر وان مصر دى اهم دولة عربية وكأنهم بيخطبوا فى الامم المتحدة! جرى ايه يا عم انت وهو ما كل اللى قاعدين مصريين بس قولى انت يا منتحر من اجل مصر سددت ضرايبكعندك شركة استيراد وتصدير ادى طولها وادى عرضها وجايب محاسب قانونى عقر علشان يظبط لك الحسابات وايلوظ العمة للضرايب وانت يا هيمان فى حب مصر انت التانى الصبح مستشفى استثمارى وبالليل عيادتك الخاصة والكشف بتلتمية جنيه انتو بتحبوها وانتم نايمين بس.
انا لما بقول ان الشعب المصرى هو الوحيد اللى فى العالم مش عايز مصر وبيدور طول الوقت انه يطلع منها وياخد جنسية تانية!
يا ناس بطلوا بقى تقولوا اللى ما بتعملهوش زى ما بتعملوا وما تقولوش.
البلد دى غلبانة واقفة عريانة فى الدنيا وحيدة وصامده وبتحاول تلم عيالها تحتها تحميهم من اللى شيفاه بيحصل وولادها مصرين يطلعوا من تحت جناحها وعاملين فيها بلطجية.
كل واحد بيقطع فيها بشكل ... اللى بيتهرب من الضرايب واللى بيعالج بارقام فلكية واللى بيهرب دهبها واللى بيبيع ارضها للى معاه يدفع حتى لو كان يهودى لابس عباية خليجى والكل جاى حاطط عينه على الشعب .. على التسعين مليون.
: سيد ... سيد ايه انت فين؟ : سرحت فى جمال بلدنا وفى اللى بيحصل فيها اللى بيخططوا يعملوه فيها : هم مين؟ الصهاينى يا سو الصهاينة عايزين يسيطروا على العالم مش من النيل للفرات دول عايزين العالم كله : وحيخدوه ازاى بقى ان شاء الله؟ : بالتخطيط والنفس الطويل هم مش مستعجلين لو الحلم ما حصلش وهم عايشين حيحصل على احفادهم او احفاد احفادهم : طب اهدى بس انت بقيت بزعق وكمان كاسك فاضى : احنا عمالين ناخد كاسات الذل والهوان وبنبوظ بعضنا منا فينا .. ممكن تقولى لى ليه سامى جوزك عايش فى امريكا وثروته كلها هناك؟ ليه ابوك وامك عاشوا هناك وسابوك تعيشى فى مصر لوحدك مع جدك وجدتك اللى بينك وبينهم اكتر من اربعين سنة ولا فى اى حوار ما بينكم؟ ........ انا اسف انا الظاهر سكرت وخرفت فيك جامد حقك على.
: حبيبى انا مش زعلانة منك خالص بس انا ابويه كان عالم كمياء حيوية وكان متهض فى مصر ولاقى امريكا فاتحة درعاتها ليه وما كانش ممكن يروح من غير امى لانها كانت مدرس مساعد فى جامعة اسكندرية والمساعدة بتاعته وانا كان وجودى حيعطلهم لانهم متدينيين جداً وخايفين انى ابوظ فى امريكا.
: ماهو النظام المباركى هو اللى عمل التفرقة بين مسلم ومسيحى فى مصر ... النظام اللى صنف الناس بالاديان مس بالموطن وبمنطق انا واخوى على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب تبقى الحسبة باظت لان كده ولائى كمسلم حيكون للمسلم حتى لو من عرب اسرائيل ضد المسيحى حتى لو المسيحى ده مصرى زيى فهمت؟
:فاهمة يا حبيبى بس انت قلبتها سياسة خالص وانا مش مبسوطة من ان السهرة تقلب مجلس شعب وسياسة ومسيحى ومسلم.
: اولاً انا طول عمرى ما بحبش السياسة وحاسس انى مش بفهم فيها بس الفترة اللى فاتت اكتشفت انى كنت رجل سياسة وسياسى عظيم كمان عارفة ليه؟ : قول يا حبيبى ليه؟
: لان كل المصريين عايشين بالسياسة بتسايسى البلطجى او فتوة الحته علشان ما يطولكيش شره او الظابط علشان ما يطكيش فى دماغه او السايس علشان يلاقى لك مكان تركنى او الموظف فى المعاشات علشان تقبضى النهارده بدل ما تقفى الطابور ده تانى او الراجل اللى فى الفرن علشان تخطفى عشر ترغفة من غير الطابور اليومى او بتسايسى مديرك المعقد من رئيسه او او او اللصبح ممكن نتكلم عن كل انواع السياسة اللى بنستعملها يومى واحنا فاكرين اننا ملناش فى السياسة لاننا فاكرين السياسة هى بس الحكم والدولة والبرلمان : قولى هو انت خريج ايه؟ : سياسة واقتصاد : اااه قولت لى بقى.
: لا ااااه ولا حاجة انا اخدت دبلوم تجارة بعد الثانوية العامة وما كملتش للجمعة وكل اللى بقوله ده من السياسة اللى كنت عايشها فى الحياة لا خريج سياسة واقتصاد ولا اداب قسم فلسفة انا راجل ما خدش من التعليم غير الورقة اللى بتقول انى حاصل على دبلوم تجارة وبس.
: يا بن الايه بس انت مثقف : بحب السينما والقراءة على خفيف زمان .. بس لما الدنيا ارتاحت معى بقيت بحب القراءة جداً لانها بتفتح المخ.
: طب ما تفتح بقى مخك معى وقول لى عمولتى كام فى البيعة دى؟ : اللى انت عايزاه خُديه يا حبيبتى.
: لا بقول لك ايه ده بزنس وسيبك من السهوكه دى : واللى كل اللى انت عيزاه خُديه انا قد كلمتى : خمسة فى الميه؟ : موافق!
: طيب انا لما كلمت سامى دلوقتى وشاف الصور لاقيته مهتم جداً بالحاجة بس عايز يشوفها فى ايده : وده يحصل ازاى بقى ان شاء الله؟ : هو عايز يقابلنا فى هولندا وانا قلت له حعرض الامر على صاحب الشأن وهو يقرر : لا طبعا الحاجة مش حتطلع من مصر عايزها يجى هو يشوفها ويحط فلوسها ويطلعها هو برة مصر : هو حط الاحتمال ده برضه بس قال لو هو جه حينزل السعر خمسة وعشرين فى الميه : دا مش حمار انه سابك بس لا ده انتهازى كمان ده اسمه سامى الانتهازى : هو قال انه حيدفع فلوس وطيران ووقته علشان ييجى وهو اللى حيخرج الحاجة وكل ده ليه تمن : وهو حط كام فى السبايك والتمثال والعقد؟ : حط رقم مبدأى عشرة مليون دولار.
: دول يجيب بيهم مرهم للفسافيس اللى طالع له فى ..... دماغه : اصبر بس يا حبيبى هو قال ان ده رقم مبدأى لغايت ما يشوف الحاجة.
: لا روحى كلميه وقولى له انك كلمتى صاحب الحاجة وقال ان توتوعلى كبوتو يعنى اللى حيشوف يحط الرقم فورى او يبعت اللى يشوف ويقدر الحاجة وبعدين انا اقول له اذا كنت موافق ولا لا.
على فكرة .. فيه عشر حتت دهب كمان عايزه يشوفهم وخليه يسعر وفهميه ان اصحاب الحاجة عارفين قيمتها لو مش حيقدر صح حنشوف غيره : عشر حتت ايه؟ تعالى احملهم لك على جهازك وكلميه وانا حنزل لانى مش طايق اشوفه بيتكلم معاك خصوصأً انه ندل وانتهازى ومثل سىء لاقباط مصر : بتغير يا سيكو؟ : ايوه يا روح سيكو.
: طب حتروح فين؟ حنزل اجيب سجاير واقعد على الكورنيش قدام البيت افك شوية من التوتر اللى انا فيه ده وحطلع بعد نص ساعة تكونى خلصتى مكلمتك مع الفتى الشرير .. ماشى : ماشى.
: تعالى احمل لك الصور من الفلاشة وابقى سيبى الباب بتاع الروف مفتوح علشان لما اطلع ما اخبطش : OK .
حملت لها الصور وانبهرت بالعشر حتت اكتر من الحاجات التانية ووصلتنى للباب ونزلت على الكورنيش اشتريت سجائر وعديت الكورنيش قعدت على دكه من الدكك المنتشرة على البحر وبصيت على الروف لاقيت سالى بتبص على من فوق بتطمن على فشاورت لها وشاورت لى.
حاجة غريبة ...
طلعت لاقيت الباب مقفول وخبطت بالراحة فتحت لى سالى ويبدو ان الباب اتقفل من الهوا المهم دخلت قعدت فقبلتنى سالى وقالت : يا عم فُكها بقى : والله يا سالى انا قلقان انى سايب بلبل لوحده فى مصر ولا استلمت منه الملفات ولا حاجة والدنيا ممكن تبوظ فى الشركة : انت مش فيه عندك مدير؟ : لا انا وبلبل اللى بندير الشركة مع بعض : تحب ننزل مصر بكره؟ : انا مصدع جداً ودماغى مشوشة وبفكر انزل : تنزل على فين؟ : على الفندق انام : طب ما تنام هنا يا بنى؟ : قلت لا يا سو ما ينفعش حد من الشغالين يطلع ولا جنا تطلع حيبقى شكلك وشكلى ايه؟ : يابنى انا ولا يهمنى :بس انا يهمنى وعلشان خاطرى ريحينى وخالينى على راحتى .. المهم قولى لى قال لك ايه عم سامى الانتهازى؟ ما اتكلمناش دقيقة قلت له على طلباتك قال بكرة حأرد عليك ذى دلوقتى وانا استعجلته وقلت له الناس حيشوفوا حد تانى فلو انت عايز خليك سريع فقال ادينى 24ساعة بس و قفل وقعدت اشاور لك ما شوفتنيش وكلمتك على الموبايل لاقيته خارج النطاق : ووريته العشر حتت؟ : اه بش يعنى ما ابداش اهتمام وقال انه حيخدهم مع الباقى دول يمشوا دول : ماشى انا حنزل بقى لان الصداع كبس على عنيه والجيوب الانفية اشتغلت من هوا البحر.
: طيب يا حبيبى مش كنت بيت فى حضنى النهارده؟ : بكرة لان النهارده حبات جنبك بس اخوات : انا موافقة : انا مش موافق.
قمت اخدت موبايلى وسجايرى والفلاشة ومفاتيح العربية ونزلت بعد بوسه من سالى عند الباب.
طلعت الاوتيل حطيت حاجاتى على تربيزة فى البلكونة ودخلت فتحت التلاجة وطلعت قزازة بيرة فتحتها وخرجت اشربها على البلكونة وبعد ما خلصتها قمت لميت حاجتى وشويت هدوم اشتريتها من اسكندرية ونزلت حاسبت الفندق وحطيت شنطتى فى العربية وطلعت الف على الكورنيش وبعدين ركنت وطلعت الموبايل وركبت السماعات فى ودانى وعملت Play .
لما لاقيت فيه فى صوت سالى نبرة فلوس وعموله وانا جايب لها طاقم الماظ بخمسة وتلاتين الف هدية ولاقيتها بتهدينى على السعر اللى جوزها قاله حسيت ان فيه حاجة غلط .. فشغلت الموبايل على التسجيل وحطيته على خاصية عدم الازعاج اللى يخلى اى حديتصل بيه يلاقى الموبايل خارج نطاق الشبكة وداريته فى الانتريه جنب الكمبيوتر علشان اعرف ايه اللى اتقال لان من ضمن شكوكى ان سالى تكون عاملة فرق سعر.
ولما طلعت ولاقيت الباب مقفول كنت سامع صوت سالى بتتكلم ولما دخلت قالت انها اتكلمت دقيقة فذادت شكوكى فيها.
فعملت مصدع وركبت العربية وطول السكة خايف اسمع التسجيل اتصدم فيها ودى حتبقى صدمة عمرى لو طلعت بتضحك على وعاملة فرق سعر لان كده يبقى هى مش بتحبنى هى عايزة فلوسى.
اما طلعت الفندق حسيت باحساس غريب زى اللى جانى لما دخلت العشة بتاعتى فى الزرايب بعد الخوجاية واللى معاها ما مشيوا حسيت ان فيه حاجة غريبة بس مش عارف امسكها.
شربت قزازة بيرة فى البلكونة وانا بفكر اعمل ايه؟ ممكن يكون الجماعة بتوع التسع حتت بيراقبونى وعايزين ياخدوا فلوسهم منى تانى؟
ولا عصابة عرفت انى معاية فلوس كتير وممكن يخطفونى ويطلبوا فدية؟
وممكن يكون كل ده وهم وخيال من عندى بس الاحتياط واجب ويبقى لازم اسيب الفندق اللى معروف انى نازل فيه وبسرعة.
لما نزلت العربية وحطيت حاجاتى فى شنطة العربية حسيت ان سنطة العربية ما قفلتش بالنعومة بتاعتها فعملت انى بحاول ادخل الشنطة كويس واكتشفت ان فيه خربشة فى الفيبر اللى حوالين قفل الشنطة فقلت يمكن يكون فيه ميكروفون فى العربية فطلعت السماعات من التابلوه ونزلت على الكورنيش ركبتهم وعملت انى بكلم بلبل وشغلت التسجيل اسمع اللى حصل.
اللى حصل ...
وحطلع بعد نص ساعة تكونى خلصتى مكلمتك مع الفتى الشرير .. ماشى : ماشى : تعالى احمل لك الصور من الفلاشة وابقى سيبى الباب بتاع الروف مفتوح علشان لما اطلع ما اخبطش : OK - صمت واصوات غير مفهومة ثم صوت الكيبورد بتاع اللاب توب.
: هاى يا سام : انت بتتكلمى كده عادى قدامه؟ : لا هو نزل قاعد قدام العمارة على الكورنيش علشان غيران على انى بكلمك!
: ده واقع بقى؟ : انت مستهتر بيه ولا ايه؟ :لا طبعا يا حياتى ده انت فيدت الجمعية كلها : طيب حنعمل ايه؟ هو قال انه عايز حد ييجى ويتمن ويدفع فى مصر ومش موافق على السعر : يعنى عايز كام؟ : واضح انه عارف قيمة الحاجة كويس : احنا مش مهم الحاجة دى عندنا احنا المهم لنا الكتاب والعشر قطع الدهب اللى ورتيهم لى دول كانوا مع الكتاب ومش عارف ليه الحمار جان قال للواد ده انهم تسعه بس: لان جان كان يعرف انهم تسعة بس ما كانش يعرف بالعشرة التانيين وبعدين هو لسه ما قاليش على الكتاب.
: ليه انت ما ظبطهوش ولا ايه؟ : ما ظبطوش؟ ده طلب منى الجواز! بس يمكن هو مش عارف قيمته علشان يعرضه للبيع.
: انت حاولى تخليه يرتاح اكتر ويتكلم : بس انا مش عارفة حعمل ايه فى حكايت الجواز دى؟ ده مُصر جداً : ماطليه على ان الورق لسه ما جاش وانك لازم تطمنى ان جنا وامك حيبقوا مرتاحين للموضوع ده .. بالمناسبة مدام ايفون عاملة ايه؟ مخنوقة من الحبسة طبعا؟ : طبعا ونوني كمان مش عارفة تتحرك : قول لهم هانت كلها كام يوم ويظهر الكتاب ونخلص كلنا وبعدين هم مش بيقبضوا على قلبهم قد كده يستحملوا شوية : اهم مستحملين .. انت جى مصر امتى؟ مستنى الطيارة لان الطيارة اللى فاتت ما لحقتهاش ومافيش طيران بين اثيوبيا ومصر غير كل اسبوع فمضطر استنى للاتنين اللى جى والا حتمرمط فى الطريق البرى!
: لا يا حبيبى تعالى براحتك : انت صدقت انى جوزك ولا ايه؟ : لا طبعا .. بقول لك تعالى برحتك لان الواد المصرى ده عاجبنى .. يلا يلا سلام لانه بيخبط على الباب.
صوت غلق الكمبيوتر .. الباب بيتفتح وبوسة و : يا عم فُكها بقى : والله يا سالى انا قلقان انى سايب بلبل لوحده فى مصر ولا استلمت منه الملفات ولا حاجة والدنيا ممكن تبوظ فى الشركة : انت مش فيه عندك مدير؟ : لا انا وبلبل اللى بندير الشركة مع بعض : تحب ننزل مصر بكره؟ : انا مصدع جداً ودماغى مشوشة وبفكر انزل : تنزل على فين؟ : على الفندق انام : طب ما تنام هنا يا بنى؟ ثم انقطع الصوت لانى قفلت التسجيل لما اخدت التليفون.
عياط ودموع بغذارة بدون صوت اضطرتنى اركب العربية وامشى لان الناس كانت حتلاحظ دموعى اللى كانت بتمطر من عنيه.
يعنى ايه بقى اللى انا فيه ده؟ يعنى سالى دى مش مصرية؟ بتقول المصرى ده عاجبنى! تبقى هى مش مصرية.
وايه اهميت الكتاب ده ليهم كده ... انا ......انا كنت نايم مع يهودية .. ايوه يهودية هم بس اللى بتتبعوا الكتاب وبيحاولوا يحصلوا عليه باى تمن .. يعنى انا ممكن اكون متراقب دلوقتى لا ده اكيد انا متراقب .. وفين بقى المخابرات بتاعتنا؟ وبيقولوا انها الرابعة على العالم!
الرابعة من تحت ... انا مش عارف اروح فين؟ انا خايف يطلع بلبل كمان معاهم وجندوه علشان يقتلنى وياخد الكتاب.
لا بس ما كان الكتاب قدامه ما اخدوش ليه؟ وبعدين بلبل اخويه .. الفلوس يا سيد بتغير النفوس والدهب سموه ذهب لانه بيذهب بالعقول والواد طول عمره محروم .. طب اعمل ايه؟ اروح فين؟ دول حتى العشة عارفنها!
معقوله يا بلبل بعد كل اللى عملته معاك ممكن تبعنى؟
الفرج من عندك يا رب ...
ماشى بالعربية شارد وسرحان ووقفت العربية اللى قدامى فجأة ففرملت جامد فخبطنى اللى ورايه فأتعفرت ونزلت لاقيت العربية تمام بس الفانوس اليمين اتكسر فهللت للراجل من كتر ما كنت متوتر والراجل كان عمال يتكلم بأدب وطلع الف جنيه وقال لى شوف الفانوس بكام وانا ما بتسدش والناس اتلمت وانا عمال اهلل واقول واهدد ان انا عايز اعمل محضر وقرب منى الراجل وحط الفلوس فى ايدى وهمس فى ودنى : خد الفلوس وامشى يا سيد.
بحلقت ونزل على سهم الله .. ولما فقت من ثوانى الذهول برطمت شويه وركبت عربيتى ومشيت.
طلعت ورائى العربية اللى خبطتنى وعدتنى واللى فيها قال لى افتح تليفونك وسبقنى.
انا حاسس انى مُسير مش مُخير ودماغى حتنفجر وبمنتهى اللطافة شلت الخاصية اللى على الموبايل ودقيقتين ورن الموبايل وما طلعتش نمرة قمت رامى يمينى وداخل شارع جانبى فجأة وركنت ونزلت رديت بعد ما بعدت عن العربية.
سيد ما تخفش احنا مش الجماعة اياهم! : جماعة ايه سعادتك؟ : اللى ادوك المليون دولار يا سيد : ده اختبار ولا ايه؟ : لا يا سيد احنا الناس الكويسة احنا الدولة : المخابرات؟ : ايوه يا سيد انت رحت فين؟ : انا حودت من ورا ومش حقول لك انا فين غير لما تدينى امارة انك المخابرات المصرية : اسمع يا سيد احنا عارفين انك اكتشفت الناس اللى انت بتتعامل معاهم وانك دلوقتى خايف ومش عارف تروح فين وشاكك حتى فى بلبل : انتم تعرفوا بلبل كمان؟ ايوه نبيل الشهير بلوزة : لا تبقوا مخابرات صح بس لا برضه التانيين يعرفوا لوزة او بلبل : انا لو قفلت التليفون مش حتلاقى حتة تروحها ومش حتعرف تستخبى كتير : طب انا حروح القسم وانت كلمنى بعد نص ساعة وانا اقول لك انا فى قسم ايه : ماشى يلا سلام : سلام يا باشا.
قادنى عقلى المشوش الى قسم باب شرق ووقفت بعيداً عن القسم بشكل يسمح لى اشوف من يدخل ومن يخرج وانتظرت الاتصال.
بعد دقائق انتظار سخيفة رن موبايلى وكان الصوت المنتظر : الو يا سيد انت فى القسم دلوقتى؟ : ايوه انتم فين؟ احنا فى كل حته يا سيد المهم انت اتكلمت على اى حاجة مع حد من الظباط؟ : لا انا لسة ما اتكلمتش بس انت قلقان ليه لو انت من الحكومة؟
: حبيبى احنا ما بنقلقش ... انت فين دلوقتى؟ : انا فى قسم .... ايه ده؟
وقفت عربية شيروكى 4×4 سوداء ملتصقة بعربيتى ونزل منها رجلين ببدل سوداء وحط واحد منهم رشاش على الشباك اللى جنبى والتانى لف فتح الباب بتاعى وسحبنى من العربية ودكنى فى الشيروكى ورشنى بحاجة حاولت اكتم نفسى بس كان خلاص الرزاز دخل وضلمت الدنيا.
فتحت عنية لاقتنى فى غرفة بحيطان رمادية جيرية نايم على سرير فردانى فكرنى بالسرير اللى بيت عليه فى غرفة الشويش جابر فى مركز تدريب موش ميكا (مشاة ميكانيكا) ده كان يوم غريب.
كان لى صاحب اسمه خميس سراديب وهو فى الجيش زوغ بعد طابور الساعة خمسة بعد الضهر ونزل على الزرايب وطلب منى اروح معاه الوحدة على انى ابن خالته وعايزه ينزل من مركز التدريب علشان امه بتموت فى المستشفى واخدنى على مركز التدريب بتاعه فى ميكروباص وبعدين نص نقل ونزلنا فى حته مقطوعة علشان لازم نلف من الجبل علشان ما يقدرش يدخل من البوابة لانه مزوغ وكانت خطته اننا نلف من الجبل وهو ينط وانا اكمل لغايت البوابة الرئيسية واسأل عليه فلما ينادوا عليه يكون موجود وكأنه لا يعلم بموضوع امه.
وفعلاً خرمنا من الجبل وقرب المركز سمعنا : اثبت محلك : فرد خميس مالك ياد يا خدمة انا العريف خميس سرديب مش شايفنى يعنى؟ : اثبت محلك بقول : ياد انا خميس زميلك : قول كلمة سر الليل : ياد انا عارفها بس نسيتها!
وكملنا المشى فى اتجاه المركز والدنيا هُس هُس حولينا ونسمع صوت شد الاجزاء بتاعت البندقية الألى فى الصمت ده!
والله والله كنت حعملها على روحى من الصوت بس وصوت العسكرى فى برج الحراسة بيصرخ : اثبت محااااالك!
وقفنا كالاصنام فى ثانية وطلب منا الصوت ان نرقد على الارض ونرفع يدينا خلف رأسنا فبرطم خميس فى صوت اشبه بالصراخ : يا عسكرى يا طلبة يا بعكوكة انا بقول لك ان خميس وكلمة سر الليل انا عارفها هى فاكهة بس مش فاكر هى ايه دلوقتى : ارقد يا عسكرى لاضربك بالنار : اترمى خميس جنبى لانى من ساعة ما قال الصوت ارقد انا سفيت التراب فورى .. قال لنا الصوت ازحف انت وهو على البوابة : يا عسكرى يا جموسة ازحف للبوابة والله يا ابن الكلب بس لما ادخل وانا حكدرك ميرى وشافعى ومالكى وابو حنيفة : ازحف للبوابة يا عسكرى انت وهو.
وزحفنا للبوابة لما شعر صدرى اتنحل تحت الهدوم والرُكب اتجلطت وعند البوابة طلع علينا اتنين عساكر استلمونا منهم واحد اسمه جلال الجحش والجحش دى صفة مش اسمه الحقيقى لانه كان جحش فعلاً والتانى اسمه اشرف من امن الوحدة والجحش شاف عم خميس ووقع على قفاه من الضحك قام منطور خميس من على الارض وسأل العريف اشرف : مين الخدمة ابن الوسخة اللى فى برج تسعة؟ فقال له : محروس العجل : وحياة امه ما حخليه يشوف الاسفلت ولا الزريبة اللى جيلنا منها.
الحكاية ايه بقى؟ خميس ده عريف يعنى مركب شريطين وعريف غلس وكان عامل فصل فى العجل ده فهو اصتاده وهو عارف هو مين واستغل ان خميس مش فاكر كلمة السر ومرمطه ومرمطنى معاه بس هو ميرى معاه حق لان القانون العسكرى بيقول ان الخدمة لو شاف قائد الوحدة حتى وما قالش كلمة السر يزحفه العسكرى الخدمة لاقرب زميل له لانه احتمال يكون واحد شبهه وبتصل كتير ان الظابط يكون بيختبر الخدمة ولو رفض الضابط يقول الكلمة بيرقد وياخدها زحف ولو الخدمة ما عملش معه كدة ياخد جزاء وحبس.
المهم فى الاخر نمت للصبح على البوابة فى سرير الشاويش جابر قائد حرس بوابة المركز وخميس برضه ما نزلش اجازة.
جهة امنية ...
فضلت الف راسى زى اللمبة القلاووز فى الحجرة احاول الاقى كاميرا او ميكروفون مزروع ما لاقيتش غير مكتب صغير وكرسى وباب الحجرة والسرير وانا عليه.
طبعاً دماغى فى الموقف ده ما كنتش جايبة غير محمود عبد العزيز بس مش عارف يا ترى فى مسلسل رأفت الهجان ولا فى فيلم اعدام ميت؟
اللى كان مجننى خلال الانتظار لمدة خمس ساعات ان ما فيش صوت ولا حس زى ما كون قاعد فى الفضاء وسيطرت على فكرة انى ممكن افتح الغرفة الاقى نفسى فى بيت مهجور فى الصحراء زى فيلم كده رضا بتاع احمد حلمى.
اه انا بصراحة السيما واكله دماغى .... بس للاسف جيت افتح الباب لاقيت الباب مقفول من بره.
وبعد الخمس ساعات دخل راجل مهزب جداً وسألنى اذا كنت احب ادخل الحمام او اشرب حاجة فشكرته وطلبت انى اروح او اعرف انا هنا ليه؟ فرد بابتسامة وخرج وقفل الباب وراه.
رحت فى حالة من انعدام الوزن بعد ساعة تانية ولاقتنى بقع على الارض وبشوف كل حاجة من وجه نظر النمله شوية والدنية اسودت خالص.
فتحت دماغى بس مش قادر افتح عنيه حاسس بصدلع رهيب بيضرب دماغى!
بعد خمس دقائق سمعت صوت الباب بيتفتح ولاقيت نور داخل منه اتارينى فاتح عنية بس لان الغرفة ضلمة تماماً كنت فاكرنى مغمض .. دخل نفس الراجل المؤدب وقال لى اتفضل معىفقمت مشيت معة فى طرقة طويلة جداً وفى اخرها باب فى الوش هو اللى دخلنا منه لمقابلة اربعة اشخاص اول مرة بشوفهم سألنى واحد منهم لو احب اشرب حاجة فقلت مياه واى حاجة الكلها لانى كنت جعان جداً فأمر لى بسندوتش وعصير ليمون ومياه.
قعدونى على كرسى عالى ووقفوا حولى وسألنى واحد تانى منهم عن سبب وجودى فى اسكندرية؟ فطلبت اعرف ان اعرف مع مين بتعامل؟ فقال جهة امنية! فرجعت سألته تانى يعنى مخابرات ولا امن دوله ولا امن عام ولا ايه؟
فقال : تفرق معاك؟ : طبعا لان كل واحدة مختصة بحاجة وانا عايز اعرف انا مين بيحقق معى علشان اعرف انا متهم بأيه بالظبط : لا زكى .. عموماً يا استاذ سيد انت مش متهم بحاجة خالص احنا عايزين ندردش معاك شوية بس فى هدووء وعلشان كده جبناك هنا : انا تحت امركم اتفضلوا : لا بعد ما تاكل وتبقى تمام الاول.
: يا فندم انا حقيقى عطشان وجعان بس الاهم اعرف ايه الحكاية : بعد ما تاكل والاكل خلاص على وصول يا سيد!
جه الاكل واكلت وشربت المياه والعصير وولعت سيجارة كمان وانا باصص لهم يمكن اقدر استشف اللى انا داخل عليه او اعرف هم تبع ايه؟ مصيبة لا يكونوا مش حكومة اصلاً وابقى لبست فى الحيط.
يا ليلة سوده ...
قعدت بعد الاكل مع الراجل الاولانى هو على مكتب وانا على كرسى قدامه والباقيين قعدوا على كراسى بعيد كأنهم بيتفرجوا على فقرة الحاوى او نمرة الارجوز فى المولد.
: قول لى بقى يا عم سيد ايه الحكاية من الاول : مش حضراتكم عارفين كل حاجة؟ احنا بنحب نسمع الحكاية ديماً من صاحب الحكاية ... اقول لك قولنا من ساعت ما بعت الخاتم ورحت السيما ولغايت ما قابلت سو من غير القباحة اللى عملتوها : انتم عارفين كل حاجة اهه يا باشا حتى القباحة عارفينها : يلا يا سيد علشان انت تروح واحنا كمان عندنا شغل المهم ما تنساش حاجة علشان ما نحسش انك قاصد تخبى.
قعدت بمع الشاى اللى جابوه لى حكيت الحكاية من ساعت ما بعت الخاتم وجبته منين وسوسو وموت عم الياس ولوزة وفريق التصوير والفيلا والعصابة والفلوس وفندق سميراميس وشركة الاستيراد والتصدير ولغايت الفيوم وتوفيق واللى فى الصندوق وانى جيت اسكندرية اشوف عم جوزيف وقابلت سو وانا كنت اصلاً بحبها ولغايت ما سجلت لها لانى شكيت انها بتعمل على شغل وعاملة فرق سعر وسمعت البلاوى اللى سمعتها وخبطونى وانتم بقى عارفين الباقى.
: بص يا سيد اللى احنا عايزينه منك الحوار التفصيلى للناس اللى اخدوا منك التسع حتت وكل اللى حصل من ساعة ما شوفت سالى او سو لحد دلوقتى وعلشان نسهل الحكاية انت حتقعد قدام الميكروفون ده وتحكى الحكاية كلها من اول وجديد : تانى يا باشا؟ : مش بدل ما اديك رزمة ورق واقلام واقول لك اكتبها؟
:لا يا باشا نحكى احسن بس ده مش حتستغلوه ضدى بعد كده وتجندونى بالعافية زى صلاح نصر ما كان بيعمل؟
: الله يخرب بيت الافلام اللى واكله دماغك يا سيد .. يا سيد انا لو عايز اشيلك قضية انا عندى مخزنين ملفات اشيلها لك .. يا حبيبى افهم الموضوع اكبر من اللى فى دماغك : اسرائيل يعنى؟ : سيد! احنا حنخرج وحسيب لك سجايرى وحبعت لك شاى وعايز كل التفاصيل ماشى؟ : ماشى يا باشا والله كل حاجة ... مع انكم عارفنها بس عايزين اعتراف فهمى رسمى مش كده؟ : سيد! : يا باشا حاضر اتفضل بس سعادك وسيب السجاير.
خرج الباشا فعلاً وقعدت انا من اول وجديد احكى الحكاية واملى الميكروفون اللى قدامى والقمه الحكاية كلها وعلشان ما حسش انى بكلم نفسى وحتجنن حطيت علبة السجاير قدامى وبقيت اكلمها.
وبعد ما خلصت ولعت سيجارة تانى ودقيقة ودخل الباشة وهيئة المحلفين اللى معاه وقال لى الباشا انى حروح غرفة مجهزة لى انام فيها ساعتين وارجع علشان اكمل معاهم شوية وبعدين يروحونى.
رحت الغرفة لاقيت نفسى فى فندق خمس نجوم سرير بالتلاجة بس ما فيهاش غير مياه وحاجة ساقعة وتكييف وحاجة اخر دلع .. اترميت على السرير ورحت فى النوم فى ثوان.
يا بنت الكااااالب ...
حاسس جسمى متكور وفيه وجع فى ركبتى اليمين وايديه بين رجليه بس مش مقيدة.
خايف افتح عينى الاقينى مرمى فى زنزانة من اللى كنت بسمع عليهم فى امن الدولة ... اللى هى متر فى مترين وحطانها متبطنة بصاج مكهرب علشان اى لمسة تتكهرب يا امور ... يمكن علشان كده انا حاسس انى دفيان؟
بس فيه كمان صوت نفس قريب منى ... يعنى مش عارف افتح عنية ولا اعمل ميت احسن!!
انا حفتح وخلاص واللى مكتوب حشوفه ... ايه ده؟
ده نور الشمس اهه داخل من شباك معفن! يبقى انا مش فى زنزانة مكهربة ولا حاجة!
هم رمونى فى عشة فى الصحرا؟
يمكن زهقوا منى او شافوا انى شاب طرى وما انفعش فى المهمة دى؟
بس ايه ده !!
فتنة؟؟؟ ايه اللى جابك هنا يا بنت ال ....
يا بنت الكاااااالب!!!
انا فى عشتى وعم الياس نايم اهه وكل حاجة فى مكانها و... يعنى ايه؟
يعنى انا ما رحتش اسكندرية اصلاً ولا فيه مخابرات ولا فيه امن دوله!
الحمد لله .. الف حمد والف شكر ليك يا رب ...
صحيح راحت الفلوس والاحلام بس على الاقل انا لسه موجود و عم الياس كمان.
غمضت عينى وانا مبتسم وسعيد انى فى امان فى عشتى اللى من ساعت ما سبتها فى الحلم يعنى وانا خايف من جوايه.
سمعت صوت عم الياس وهو بيتقلب فى فرشته وكح كحته الغريبة دى وقال : هو انت ما رحتش الشغل النهارده ليه ياد يا سيد؟
ييييه تانى عم الياس والشغل و الزبالة والمفرزة وقرف السنين!!
انام احسن يمكن اصحى فى امن الدوله تانى احسن لى.
: مين ده يا عم هدهد؟ : دا واحد مسكين يابنى ربنا يكفيك الشر كل كام يوم ييجى يقعد قدام المراية دى ويطلب اتين شاى واحد ليه والتانى للى فى المراية ويكلم نفسه فى المراية شوية ويمشى : لا حول ولا قوة الا بالله : بيقولوا انه كان حد غنى اوى وثروته راحت فجاله لطف بعيد عنا يا رب : الله يلعن ابو الفلوس اللى جننت الناس.
تمت بحمد الله
13/10/2012