الله الله
الله ...
هاى هاو ار
يو؟ : هاى ايرين نمتى كويس : ايوه ... (طبعا هى بتتكلم انجليزى
بس انا بكتبه عربى .. ماشى!)
: الراجل
الكبير اتصل؟ : ايوه .. هو
مصرى على فكرة وواخد جنسية اوكرانى : يعنى فيلم الديلر : إيه فيلم الديلر؟ : مش مهم المهم قال إيه؟
: قال انكم
تفتحوا تحت اشرافنا واحنا حنشترى بعد الفتح
: تمام وحتمشى ازاى؟ : سنتى البازلت بخمستاشر الف دولار
وجرام الدهب بعشرة الاف دولار : لا تقصدى يورو : الفرق ممكن نتكلم فيه : لا مافيش كلام فيه حسم والكلام لازم
يبقى واضح ومكتوب بدون امضاء وبالعربى و الانجليزى بس للتذكرة وفيه مبلغ تحت
الحساب .. عربون تفاهم يعنى : كام يعنى؟ : هو قال لك كام؟ فضحكت .. فقلت: من غير فصال ولا كلمة واتنين من
الاخر يعنى انا عارف انه قال لك قولى رقم واوصلى لرقم تانى .. انا عايز الرقم التانى
على طول! : مائة الف دولار : برضه انت مش دوغرى : ok ok :ها الكلمة الاخيرة؟ : ثلاثمائة وخمسين الف يورو تدفع بعد
ساعات من الموافقة : والضمنات؟ : ما فيش ضمنات.. هم يعرفوا يجيبوا
حقهم من غير ضمنات : اهه مافيوزو ok مافيش مشاكل حترجم الكلام لهم بقى .. وترجمت
الحديث كله فانبسطوا منى بزيادة واتفقوا على الدفع بكرة صباحا الفلوس تيجى
بعربياتهم وايرين سوف تبقى حتى انتهاء العملية هى وفلاديميير الصامت دائما .
عباس ابن الحاج
هواوى كان طاير من الفرحة لانها اول عملية تتم فى وجوده وعجبه انى ما بعتهمش واخدت
الفرق بين الدولار واليورو وانى كنت حاد وواضح لانهم كانوا خايفين يتضحك عليهم او
يتنصب عليهم بمعنى اصح.
اخدنا عم هواوى
انا وعم على فى عربيته والحاج ركابى وسالم وسعيد فى عربية عم ركابى وعباس وايرين
وفلاديميير فى عربية عباس وطلعنا على البر الغربى واول ما وصلنا للشط نزلنا اخدنا
مركب شراعى كبير اتلمينا كلنا فيه فقلت يسلام لو فريدة والعيال معإيه ولو ندا كمان
اه لو ينفع .. لو فريدة توافق انى اتجوز ندا كنت عشت هارون الرشيد .. الهوا عمال
يلطشنى والافكار تسحبنى على ضفاف حياتى مرة على ضفة ندا ومرة على ضفة فريدة
والعيال.
سأل سالم
المركبى: الا قلى يا بلدينا .. انت ماشى
دلوقتى مع التيار طيب واحنا رجعين حنبقى ضد التيار معاك موتور ولا إيه؟ فرديت وانا
بضحك
: لا حنجدف
كلنا : بجد يا جلال انا ما بعرفش اعوم ما
تهزرش : بيرجع زجزاج : يعنى إيه؟ يعنى بيمشى بالعرض بميل
من الضفة للضفة لغيت ما يوصل.
: يا باشا انا
عمال اكتشف فيك حاجات .. صح كدة بيفضل رايح جى بميل .. الله ينور : الله يخليك يا عم ركابى اصل انا بحب
النيل من زمان وسألت نفس السؤال من عشرين سنة لمركبى كان بيعدينا لجزيرة النباتات
فى اسوان فرد سالم بسذاجة: اصل انا ما رحتش اسوان عمرى! فضحكنا كلنا.
وصلنا
لاقينا نص اوتوبيس سياحة مكيف منتظرنا ركبنا ومشينا ربع ساعة ونزلنا على بيت كبير
عامل زى الدوار دخلنا اخدنا فيه الواجب وجت ثلاثة سيارات جيب تويوتا اديم ركبنا
فيها مجموعة مجموعة حتى لا نلفت الانظار وبعد ساعة وقفت السيارة فى الظلام ونزلنا
على ضوء البطاريات الزرقاء وبعد وصول باقى الفوج نزل عم على مع واحد من العمال فى
حفرة فى الارض .. تطلع الاول نصف متر وبعدين تنزل ثلاثة مت وتختفى فى الحفرة.
الدنيا
حولينا صحراء جرداء ويدوب القمر منور شايفين بعض (سيلويت) خيلات سوداء.
طلع عم على
حصنى (قرأ على ايات قرانية) قبل ما ياخدنى معه تحت الارض على عمق حوالى ثمانية عشر
متر فى جوف الارض مشينا منهم ست امتار تقريبا مشيت الارنب ... وكانك ارنب بالضبط
ولولا انهم موسعين الجحر والممرات ما كنتش عرفت انزل ويمكن علشان كدة عم على نزلنى
المرة دى لان كل مرة كان الحفر بيبقى ضيق جدا ما اادش امر منه من ضيقه والتهوية كمان.
المكان ده
بعد ستة امتار بندخل فى ممر بحوائط حجر وسقفه عالى بيوصلنا لمفترق طرق ... ثلاثة
طرق خارجين من زى غرفة كبيرة خاليه من اى رسوم الا سهم لا تراه انت ولكن يراه من
يبحث عنه من ذوى العيون الخبيرة المحنكة فى المهنة .. وفعلا لاقينا سهم محفور على
الحجر ولكن برضه فيه اسهم اتجاهها صحيح واخرى تتجه العكس على طول وطبعا مش حأقولكم
ازاى تميزوا الفارق والا حأبقى بشجع على بيع مصر واثار مصر.
فى ممر على
اليمين وجدنا بعد مترين افقى ثلاث درجات نزلناهم وجدنا بعد متر الباب فى وجهنا
فجأة فوجدت نفسى اقول: الله الله الله ...
الباب عليه
شويت نقوش فرعونية وكلام هيروغلوفية تحفة التحف وكل النحت بالبارز والنحت البارز شىء
صعب جدا اصعب بكتير من الحفر ... الباب كبير وحوله اطار منقوش وتشعر بخوف ورهبة وانت
امام هذا الباب فما بالك بالداخل!!
سمعت من بعض
الناس اللى فى المشاوير دى ان الملك لما بتخلص مقبرته بينقل لها اغلب كنوزه وبيسد
الباب ويطلب من كاهنه الاكبر ان يرصد المقبرة وبعد الرصد ما ينتهى يرسل احد الحيوانات
واحيانا بنى ادم ولما يضربه الرصد يعلم الملك ان كله تمام ويطمان على نفسه.
طيب ولما
الملك بيموت بيدخل الزاى؟ فيه دائما مدخل خلفى للمقبرة واسمه السدة وده مدخل بيدخل
الملك منه بعد التحنيط هو وامعائه وقلبه وكل اعضائه وتسد الفتحة بحجر ضخم لا يحركه
الا عفريت من الجن.
: عم على ...
ليه نزلتنى معاك المرة دى؟ : لان المكان واسع وعلشان تطمن الجماعة ان الرصد تحت تمام
وما اضربناش زى ما كانوا بينضربوا وعلشان اعرفك قبل ما اعرفهم كمان ان الباب ده
وهمى ... ما فيش وراه غير الصخور : إيه؟ ازاى كدة يا عم على؟ : زى ما بقولك ولو جابوا الجهاز عم هواوى
حيدفع تمن الجهاز .. الفراعنة كانوا بيحموا نفسهم جامد وبيحاولوا دايما انهم
يبعدوك عن المكان .. اما بهدية دهب تلاقيها وانت بتحفر فتبطل حفر وتكتفى بالهدية او
يرسموا لك سهم غلط او باب وهمى وحاجات تانية كتير : يعنى ما فيش حاجة هنا؟ : لا فيه بس مش وراء الباب ده :امال فين؟
: اول ما
دخلنا على الشمال فيه ممر يحفروا متر ونصف حيلاقوا الباب : عايز تقول للجماعة ولا اقول لهم انا؟
: انت قول وانا اشرح لهم يا ابن
البشوات
: ماشى الكلام
بس احنا متأكدين مش كدة؟ : عيب عليك يا ابن البشوات : اسف يا عم على بس لازم اسأل حتى لو
متأكد : ماشى .. يلا نطلع.
طلعنا فاخدت
سالم والحاج ركابى على جنب وقلت لهم فقالوا لابد يكون عم على متأكد قبل ما يتكلم
ركابى مع عم هواوى ولما اكدت له كلم هواوى وهواوى قال مانقولش للخوجاية اى حاجةوهو
حيوريها الباب الموجود لغايت ما نتكلم الاول مع بعض.
وفعلا نزلت الخوجاية وفلاديميير وعم هواوى على
تحت وطلعوا وقال هواوى انهم صوروا الباب والمقبرة من ساعة ما نزلوا لغاية ما طلعوا
... طلبت من هواوى يروح الخوجات ويرجع لنا ومعه ستة رجال جاهزين للشغل علشان
الليلة دى حنجيب الباب الاصلى للمكان ان شاء الله.
فرح هواوى
وقلت لعم ركابى لو عايز يروح هو وسالم يروحوا فقال ركابى: لا يمكن يلزمكم شىء : يا عم ركابى هو انا حسيبهم ده مسافة
ما جيب الرداله وارجع هم فى ضيافتى : الله يخليك يا عم هواوى : طيب تحب استنى معاك يا جلال؟ : لا يا سالم اتكل على الله والصبح تعالى بس سيبلى السجاير.
:لا يا باشا انا
عندى فى العربية سعادتك بتشرب إيه؟ مالبورو ابيض : عندى خرطوشة خدها سعادتك : شكرا يا عم هواوى.
وانطلقوا
الجماعة وبقيت انا وعم على والرجالة بتوع عم هواوى وادهم من عند عم ركابى.
عاد عم هواوى
بالرجالة وجد خمسة بس .. حصنهم عم على ونزل قبلهم غابوا نصف ساعة تحت كنت اثناءها
كلمت ندا اطمئن عليها واطمنها على وقلت لها تقفل الباب عليها من الداخل بالمفتاح.
طلع عم على
وقال الولاد تحت شغالين صح على الصبح يكونوا اكلوا المتر والنص دول ونشوف الباب
وقال انه حيريح شوية قلت اتفضل راح مدلدل رجليه جو الحفرة وسند ظهره على شوالين
رمل من الردم وراح فى سبات.
انا لاقيت
الدنيا هوس هوس حولى بصيت للقمر وقلت لنفسى يا ترى يا فريدة انت كمان صاحية وشايفة
القمر ده ولا الولاد هدوك ونمت من التعب .. ليه ما كلمتنيش يا فريدة لغايت دلوقتى؟
انت للدرجة دى مستغنية عنى؟ إيه يعنى عملت إيه انا لكل ده؟ ده كانت اطول فترة ما
اتكلمناش فيها يومين وانا بقالى داخل على اسبوع وانت مكبرة راسك ... يعنى إيه ده؟
مقموصة ولا مش فالق معاك؟
يا رب
الارباب نظرة ...
فتحت
الموبايل على اغنية عللى جرى لصابر الرباعى واصالة نصرى وحطيت السماعة فى ودانى
وسرحت .....
بس لما تيجى
وانا احكيلك على اللى جرى وامسح دموعى فى منديلك على جرى وبدأت الدموع تتوافد على
عينى فى دفعات مع سيل جارف من الاحاسيس والمشاعر المتناقدة بين الاشتياق والاحساس
بالعزلة والوحدة والطرب و ال .... الروعة والاستمتاع بما حولى ودخلت فى حالة من
التصالح مع النفس .
لا انا زعلان من حد ولا غاضب لوضعى ولا خايف من
حاجة ... احساس بالامان والرضا .. الرضا بكل شىء ... بكل ما عندى ... بكل ما حولى
... بكل ما اعطى لى او اخذ منى.
وتحولت
الدنيا من حولى وتبدل حالى الى الصفاء النفسى العميق.
إيه الجمال
ده؟ الحالة دى من الصحراء ولا من الفراعنة ولا من الاحلام الوردية للثراء السريع؟
الله اعلم.
تحولت
الحالة الى حالة مناجية بينى وبين ربى .. الله اعظم ما وجد فى دنياى .. هل اتكلم
حد منكم مع الله كما يتكلم مع ابوه؟ ابوه المحب الودود المخلص العاشق لابنه الحانى
على ولده؟ انا بتكلم مع ربنا كتير جدا وكانى بتكلم مع واحد صاحبى (لله كل العظمة
والجلال) .
فجأة حصل
حالة صمت ...... صمت حتى من صوت شخير عم هواوى اللى ميل على الرمل وفرد ضهره وراح
فى سابع نومة وجنبه راجل تبعه والتانى اللى قاعد ادامى وبيدندن لحن موال صعيدى وهو
بيشرب الشاى و الراجل الاخر النائم مشخرا وكأن الدنيا قد انعزلت او انا انطرشت وما
بقيتش سامع حاجة خالص ومعزول عن كل ما حولى.
قلت لربى
...
إيه يا رب؟ فعلا انا خلاص على بعد خطوات من
الفلوس الكتيرة؟ الكتيرة بدون عقل؟ الكتيرة اكتر من اللازم لدرجة انى خايف على
نفسى وعلى اولادى منها! انا فعلا طول عمرى اسمع ان الفلوس الكتيرة بتبوظ الناس وكان
فيه ناس تقول : لا هى
بتبوظ اللى مش ولاد ناس اصلا.
بس انا طول
الوقت خايف منها لانها كتيرة فعلا انتم مش قادرين تادروا اللى انا فيه من لخبطة
... انا طول عمرى بحسب الحسبة لو ده حصل حعمل وحعمل بس لما الدنيا قربت اوحسيت انى
خلاص داخل على الامتحان الربانى بقيت مرعوب وكانه يوم الحساب.
هه يا رب
حعمل إيه؟ انت حبيبى وانا عارف انك بتحبنى من يوم ما خلقتنى وانك لما ببعد عنك
بتدينى على دماغى من حبك فى .. مش عايز شيطانى يضحك على ويبعدنى عنك ولو اتضايقت او
حنقت من الحالة اللى انا فيها شوية تبعتلى الرسائل الالاهية على طول فى ثوان زى
مثلا يعدى ادامى واحد صغير فى السن وبساق واحدة او سيارة مقلوبة او رجل يجرى حاملا
ابنه او بنته على كتفه ليلحق بالميكروباص الذى لا يريد ان يقف.
يا رب انا
مش عايز اقول كلام و وعود وانت عارف ان البشر ما بيصدقوش معك فى الوعود.
يا رب
ارحمنى برحمتك من اللى بمر بيه انا وعيلتى انا مش عايز غير الستر والصحة ورضاك على
ولو حنتكلم بقى هو انا عايز منك الرضا.
الاحساس
بالرضا هو ما اطلبه واتنماه منك يا رب يا عظيم يا رب الارباب احن انا تعبت فى
الحياة دى وطبعا مش حروح انتحر لانه حرام.
يا رب
الارباب نظرة والنبى يا رب انا كل اللى عايزه انى اعيش مرفوع الراس وسط بلدى
ملاقيش حد يهنى سواء من الشرطة او المصالح الحكومية وعايز ادخل مستشفى حكومى
والاقى فيها عناية كويسه وبدون مقابل وعايز يبقى عندى عربية وعند مراتى عربية كمان
وعايز اول حاجة اسدد ديونى كلها انا سبحانك انت اللى مسكت الناس عنى الفترة دى
كلها ... هو فى بعضهم بيطاردنى كل فترة ولاكن فى النهاية برضه الناس ساكتة عنى
بفضلك.
انا وحياتك
عندى مجهز قائمة بكل الاماكن اللى حعمل فيها خير وانت عارف بس برضه حقول لك سبحانك
جل شأنك ... يعنى فى القائمة مثلا : جمعية الوفاء والامل و رسالة ودار الاورمان
وبنك الطعام ومستشفى السرطان ومعهد الاورام والقصر العينى ومعهد الكبد ومعهد القلب
غير انى عايز ابنى جامع عظيم بس جامع بمعنى الكليمة يعنى جامع فيه المسجد
والمستوصف المجانى ودار المناسبات ومدرسة لتعليم القران وووو فيه لسته طويلة.
كان زى
الحلم ...
طلعت الغرفة
لاقيت الدنيا هُس هُس وندا نايمة زى الملاك قبلتها عاى جبهتها وسحبت زجاجة بيرة من
التلاجة ودخلت التراس مددت تحت التكعيبة البغدادلى (البرجولة) استمتع بنسيم الصباح
قبل ما انام.
غفيت ساعتين
وصحيت على صوت حفيف بجوارى ففتحت عينى بتثاقل لاقيت ندا بتحط صينية الشاى على
التربيزة وعملت لنا فطار جامد من كل خيرات الريف من فطير وعيش شمسى مع البيض فى
السمن البلدى والجبنة القريش والمش والعسل ابيض واسود مع القشطة السايحة فى نفسها.
قمت لاقيت
زجاجة البيرة اندلقت على البنطلون وانا نايم والسجارة مطفية ولاتزال بين اصابعى.
من الواضح انى
رحت فى غيبوبة مش نوم فردت طولى وتمطعت وشوية سويدى على السريع علشان افك عضلاتى
اللى اتيبست من السهرة ودخلت ندا مبتسمة : صباح الخير يا حبيبى : صباح الفل إيه ده كله؟ : ده الفطار بتاع الشقيانين طول الليل
وسيبين زوجاتهم نايمين لوحدهم .
سهمت ندا
بعد ان انتبهت انها ليست زوجتى ولحقتها قائلا: يا عينى يا عينى فاضل بس الدورق
والطشت وتغسلى لى ايديه ويبقى كله تمام ... وضحكت وحضنتها فابتسمت وقالت دلوقتى
تفطر وانت بتشرب السيجارة تحكى لى كل اللى حصل .. يلا يا بيه اتفضل : يزيد فضلك.
اثناء
الفطار حكيت لندا كل اللى حصل وكانت متحمسة جدا وانا بحكى وحسيت انها بقى عندها امل
انى اتجوزها لو الفلوس دى جت وبقت فى حالة من السعادة وقمت اخدت دوش وغيرت هدومى
ولبست جلباب وسروال وشال على راسى وخرجت لاقيتها طلبت لى القهوة لانها مش عايزانى انام
طبعا ومخططة انها رجلها على رجلى النهارده ..شربت القهوة فى التراس فى شمس الصعيد
الجميلة وعلى غفلة ابيضت الدنيا واسودت بسرعة ووقعت من على الكرسى على الارض!!!
فتحت عنية
لاقيت ندا جنبى بتحاول تفوقنى وهى مزعورة لا هى عارفة ترفع الجبل من على الارض ولا
عارفة تعمل إيه فيه؟
وانا مرمى
على الارض ربع ساعة زى ما هى قالت لى بس الغريب هو اللى انا حسيت بيه فى الربع
ساعة دى ......
كان زى
الحلم .. شوفتنى وانا بقع من على الكرسى (سلوموشن) بالتصوير البطىء وفى المسافة ما
بين الكرسى والارض مر على شريط حياتى كله امام عينى .. وانا صغير مع اخواتى وامى
وابويه فى النادى .. خناقاتى مع ابويه بسبب الشقاوة فى المدرسة .. تعنيف امى لى لانى
مش بذاكر .. اول مرة اخى الكبير يشترى شطرنج من مصروفه وبيعلمنى انا واختى ازاى
نلعب .. اول مرة اوعى على العيدية فى العيد ونزلت ما رحتش اشترى بمب او حاجات حلوة
لا اشتريت بطيخة وحلاوة شعر وطلعت اديتهم لامى زى ما بابا كان بيعمل .. اول مرة
شربت سجارة .. امى بتدافع عنى ضد عمتى اللى ما كانتش بتحب شقاوتى .. اول مرة اقابل
ست فى حياتى .. الطوله فى القهاوى واللعب على المشاريب .. جدتى بتسألنى ابوك اداك
كام عيدية علشان تدينى اكتر منه لانها امه .. اول مرة اروح فيها شرم الشيخ وصاحبت
بنت المانية وانبهارى بروعة المكان .. المراسلة ومتعت ان تكتب جواب والمتعة الاكبر
لما ييجى لك الرد .. يوم ولادة اختى
الصغيرة وقعادنا كلنا لاختيار لها اسم .. يوم موت ابوية والغسل والدفن وانا اللى كان
نفسى طول عمرى انى ما احضرش اللحظة دى يقوم الادر يخلينى انا اللى اقف على الغسل وانزل
معه القبر افك عليه الرباط .. قصص الحب المتعثرة والصدمات العاطفية .. امى امى انا
عايز اشوف امى قبل ما اروح فى اى حتة ..
انا خايف
وحاسس انى مش حشوف فريدة والاولاد تانى ..
الولاد اااااه
يا ولادى انا خايف من يوم يصحوا ما يلاقونيش بينهم!
اااااه يا
ولادى خلفتكم وانا كبير وجبتكم الدنيا وحسيبكم كده فى رقبة فريدة اللى انا عارف انها
مش حتضى انها تتجوز من بعدى مع انى قلت لها تعيش حياتها الحى ابقى من الميت ... انا
الظاهر خلاص رايح!
ايوه الضلمة
بتدخل على اهه الظاهر انى داخل البرزخ خلاص و... طب يا رب اشوف امى ومراتى وعيالى
.. النظرة الاخيرة يا رب !!
يعنى دقيقة
بس اشوفهم و...
لا انا خايف
من ربنا انا خلاص دلوقتى حقابله خلاص بعد كل السنين دى والكلام عنه والخوف منه
والطمع فيه اخيرا حقابله او حابدأ مراسم مقابلته .. اه ماهو الواحد فى الدنيا
بيبقى عنده فرص كتيرة اهمها مقابلة ربنا اثناء الصلاة واللى هى بتعملها فى اى وقت انت
عايز تعملها بس لما تنزل تحت استنى بقى المراسم يا معلم فوق غير تحت يا كبير..
ااااه لو
الواحد يعرف .....
ااه .. إيه
ده؟ انا حاسس بركبتى بتوجعنى جدا؟؟ هو الميت بيحس؟ اكيد لا يبقى انا ما متش ....
جلال جلال
خليك معايا ... فوق من فضلك انا ندا يا جلال عارفنى جلال انت حاسس بإيه؟
اتارينى
مفتح عينى بس ما بتحركش بس دموعى نازلة حارق فى وجهى.
اخدت نفس زى
اللى طلع من البحر بعد ان غاص طويلا ....
وكحه من بعدها وكانى بطرد الموت.
: انا كويس!
قلتها علشان
اطمنها واطمن نفسى قبلها انى لسه حى.
يا أبو
جلابيه ...
قعدت انا
وندا مع سالم فى الجنينة بتاعت القصر وبحكى له على الهبوط اللى حصل لى فقال لى انه
حصل له قبل كدة وان ده من السجاير والقهوة.
دخل علينا
عم على وقد سمع الحديث وهو قادم علينا وقال لى : يا ابنى انا قلت لك انك محسود ديما
ولازم تاخد بالك من نفسك : يا عم على عمر الشقى بقى ما تخافش على .. وانا بقول لنفسى
(يا راجل!! ده انت كنت بتعملها على روحك وخايف من الموت من شوية).
وحنا قاعدين
سمعت من بعيد ناى وربابة وجو كدة عامل حالة من الشجن اللذيذ .. فقمت اتمشيت شوية
مبحر فى الجنينة ولاقيت سعيد ظهر لى من تحت الارض فسألته : سعيد ازيك؟ : نحمد الله يا باشا سعدتك عايز حاجة؟ : اه إيه الصوت ده؟ : ده المراكب بتاعت السواح بيطلع معاهم شباب يغنوا التراس بتاعنا والخواجات
بيدوهم اللى فيه النصيب : طب ممكن ناخد مركب يا سعيد : طبعا يا باشا اى وقت سعادتك تحب؟
: يعنى بعد ساعة ممكن؟ : حالا يا باشا اعمل تليفون وارد على
سعاتك : تمام .. يلا اعمل اتصالاتك وانا فى
القصر : تمام يا باشا حالا.
سبته يعمل
تليفوناته ورجعت للشباب فسألنى سالم : إيه رحت فين؟ : ابدا سمعت ربابة من بعيد كنت بسمعها
هى فين لاقيتها مراكب فى النيل.
: احنا حنعمل إيه النهارده يا جلال؟
انت رايح فى حتة دلوقتى؟ : اه حنزل انا وعم على وسالم مشوار كده
وحنرجع على المغرب علشان نروح على المكان بتاع امبارح : يعنى حتسيبنى طول النهار والليل
كمان؟ طب ارجع مصر انا بقى لانى كده لوحدى وكدة لوحدى! : لا ترجعى ازاى وجوزك تسيبيه لوحده
هنا؟ ما انت البركة بقى فيك انت وعم على : بس بس انت وهى! حتقسموا على ولا إيه؟ : لا بس ... : عم على عارفنى وعارف كل حاجة عنى : طيب اخرج انا منها بقى .. طب قولى
حنروح فين؟ : حنعدى البر الغربى مع ايرين
وفلاديمير علشان كانوا عايزين يتفرجوا على مكان.
: هم مش
سافروا مصر يظبطوا حالهم؟ : ايرين كلمتنى وقالت انها مش حتستنى لبكرة الصبح وحتيجى
على طيارة الصبح على الاقصر ..
: كلمتك
امتى؟ : انت كنت نايمة.
رديت عليها ووجهت كلامى لعم على وسالم : يعنى حتبقى هنا على الضهر .. يعنى
بعد ساعة كده ولا حاجة : انا طالعة الغرفة استريح شويه : يا بنتى احنا لسه صاحيين استنى
اقولك.
وانا بقعدها
بالعافية رن الموبايل فقلت : بس بقى استنى دى باين عليها ايرين .. الو ايوه طيب تمام
حنطلع بالعربية ولا على رجلينا؟ بالعربية ok عشر دقائق ونكون برة : مين؟ ايرين؟ : لا ده سعيد بيقول ان ايرين جت
لوحدها وحنروح ناخدها ونطلع من بره بره على المكان : ماشى انا جاهز عموما : وانت يا عم على؟ : انا تمام : طب بتضحك ليه؟ : ما فيش : طيب انا عايزة اروح معاكم : بس المكان ده ما ينفعش ستات تروحه : ليه هى ست زفته .. سورى اقصد ايرين
مش ست ولا إيه؟ : لا طبعا دى
خواجإيه يعنى عادى : بس انا زهقانة وعايزة اروح! : المسافة طويلة وحتتعبى! : معلش بس انا عايزة اروح : خلاص براحتك يلا بينا.
طلعنا على
العربية ركبنا مع سعيد مشى بينا عشر دقائق ووقف فقلت : يلا بينا يا شباب؟ : على فين؟ تعالوا بس .. نزلنا على
سلالم وركبنا المركب
لاقيتها مركب
شراعية كبيرة جدا وقاعد فيها ثلاث شباب ربابة وطبلة وناى واتنين مراكبية واتنين
ايس بوكس وجوزة وكله فى التمام.
: هو احنا
رايحين فين؟ : حنروح
الاقصر نجيب ايرين : بالمركب؟ : اه اسرع بكتير : ماشى.
انبسط لما
شفت المنظر ده فسألت سعيد عن العازفين فقال انهم من قصر الثقافة ولما سالته عايز
منى كام حلف ولا ماليم ده الحاج نسيم هو اللى دفع وانا اتفاهم معاه بقى فقلت له
ماشى .. ورحت جنب ندا وسألت الشباب يعرفوا إيه يعزفوه من الفلكولور فبدأوا يعزفوا
متقال وبصيت على ندا لاقيتها مبوزة ...
: مالك يا
بنتى؟ : مالى؟ رايح تستقبلها بفرقة؟ على
اساس انها الملكة زبيدة؟ : هى مين دى؟ : ايرين الشملوله.
: ااااه انت
.. يا بنتى انا كنت بضحك معك انا طالع رحلة معاك وعامل كل ده علشانك بس حبيت اغيظك
شويه.
وتحولت ندا فجأة
الى كلب مسعور وبتحاول باستماتة انها تعضنى وكل من حولنا بيضحكوا وكأنهم كانوا
عارفين.
ابتسمت ندا
وانتعشت بعد ان عضتنى وقامت فتحت ايس بوكس واخدت منها واحد ID شربتها على
مرة واحدة وهمست للفرقة بكليمات بسيطة فهزوا راوسهم وعزفوا اغنية فريق وسط البلد
يا ابو جلابية وبدأ عازف الربابه : يا بو جلابية عمة وجفطان بتوع زمان وايام ردية .. عدى
الهوان لساك انسان .. عدى الهوان لساك انسان مانتاش اغنية .. وقامت ندا واحتضنت
الشراع وقالت وهى تنظر لى : تعملى افندى من البندر مش حستغرب من ده المنظر .. : تعملى افندى من البندر مش حستغرب من
ده المنظر .. لو غلطوا انت الانسان قلبك مليان خير وامان ما يهمش ليه مانتاش لابس
نفس العمة والجفطان ... وهاتك يا تسقيف من الحاضرين وانا دموعى محشورة فى عينى.
ظاطت الدنيا
والبيرة اتوزعت وسعيد عامل مفاجأة وجايب رنجة وبطارخ وبصل اخضر وملانة وكرات وجبنة
قديمة وعيش محمص يعنى كل المزات حتى الخيار المخلل فتعجبت من انه امتى حضر كل ده
فسألته : إيه يا عم سعيد؟ انت ساحر ولا إيه؟ : ليه يا باشا؟ امتى يا بنى حضرت
الكلام ده؟
فضحك وقال : لا يا باشا ماهو اصل ابا الحج نسيم
كان مجهز الرحلة دى لحضراتكوا وانا كنت جاى اجول لحضراتكم لاقيت حضرتك بطلبها منى
فقلت اعملها مفاجأة لحضراتكم : يعنى انا فاجأت الجماعة و انت فاجأتنى ههههههه .. تمام
... ضحكنا كلنا ورجعنا للشرب والاكل والاغانى والمزاج عال العال.
هديت الدنيا
شوية وكل واحد فينا سرح مع خياله من شدة اللذة من سحر المنظر والجو الجميل والنيل
اللى محرومين منه فى القاهرة .. صحيح احنا ليه ما بنركبش مراكب النيل فى القاهرة؟ علشان
صعوبة ركن العربية على الكورنيش؟ ولا علشان اسعار المراكب غالية؟ ولا علشان ما
بقاش فيه نفس لاى حاجة نفرح بيها؟ النفس بس لاكل العيش! فى القاهرة تحس انك ترس
صغير جدا راكب فى مجموعة تروس كبيرة جوة ساعة اكل العيش والطلبات والمتطلبات
والاسعار .. وانت كومك ترس صغير لو حاولت تقف فمتوثانية علشان تلقط نفسك او تبص
حواليك وتقيم انت فين من اللى حواليك .. او تدور على ازاى تبسط مراتك واولادك
تلاقى التروس الكبيرة بتضغط عليك جامد وما يبقاش قدامك غير يا اما تفضل تقاوم
الضغط وتحاول تصمد وتنكسر فى الاخر اما بالمرض او الفشل الاقتصادى او ترجع تلف فى
ساعة الحوج والعوز والطلبات اللانهائية وتحقق اقل القليل من اللى نفسك فيه.
احنا فى عصر
التروس .. عصر الاحلام اللى بتحلمها و انت نايم وانت صاحى برضه لانها ما بتتحققش
اصلا .. عصر الطبقة الوسطى بقت زى نبات الرامبوتان .. مش موجودة فى مصر الا فيما
ندر!
سألت سالم واحنا
راجعين المغربية على القصر : قولى يا سالم هو فى كلية الشرطة ما بتشوفوش شكل زهرة
الخشخاش؟ : اه بنيفرجونا على كل المكيفات وأزاى
بتتعمل ليه؟ : اصل حصل لى
موقف غريب مرة انا وواحد صحبى فى لجنة : إيه كان معاك خشخاش ولا إيه؟ فضحكت
وقلت لا كان معى رامبوتم!
: إيه يا خويه؟ : رامبوتان يا عم سالم يا ابن الناس إيه
عمرك ما اكلته؟ : لا يا سيدى
عمرى ما اكلته ولا سمعت حتى عنه : علشان كده الثورة قامت : لا يا شيخ : ااااه والله .. ماهو لما واحد زى
حضرتك من اسرة متيسرة الحال ومحترمة ما تعرفش الرامبوتان تبقى مصر مش بخير : ليه يا عم هو فيه إيه؟ هو عيش ولا مياه
.. نبات فاكهة زيه زى ملايين الفواكه اللى ما نعرفش عنها حاجة إيه الغريب يعنى؟
لازم ابقى عارفه يعنى؟ : يا ابنى الموضوع مش الفاكهة الموضوع ان مصر كانت الموضة
بتنزل فيها فى نفس وقت نزولها فى اوربا يعنى اذا كوكو شانيل فى فرنسا نزل منتج
جديد مصر بينزلها المنتج يمكن قبل باقى اروبا .. فلما يصل بينا الحال ان الفاكهة
فى مصر بقت محصورة فى البرتقال و العنب والموز والبطيخ تبقى مصر مستواها نزل لان
الفقراء والطبقة الوسطى المنحولة ما يقدروش يشتروا الفاكهة الا لو كترت ورطرطت
علشان ينزل سعرها و يبقى فى مقدورهم دفع ثمنها .. فين القشطة و التفاح اللبنانى والامريكانى
وتفاح ان والتفاح الصغير اللى كانوا بيكسوه عسل ويغرسوا فيه عصاية وتمشى تاكله فى
الشارع مبسوط؟ وانواع المانجة الفونس و الصنارة والهندى والتيمور و.. عد انواع. : ما احنا كل سنة بناكل مانجة يا عم
فيه إيه؟ بناكل والله.
لما يبقى
كيلو المنجة المزروع فى مصر من خمسة جنيه لمائة جنيه والكيلوا ثلاث اربع منجيات
يبقى رب اسرة راجل ومراته وتلت عيال حيدى مين وما يديش مين؟ ده كمان لو امه او
حماته مش عايشة معاه او هو اللى عايش معهه؟ : استنى بس قولى إيه النوع اللى بمائة
جنيه ده؟ : المنجة الفص يا جعان .. قال ما احنا
بناكل منجة كل سنة قال .. المنجة الفص دى تحفة اللى زيك ما يعرفهاش علشان ما
بتدورش عليها ولو لاقيتها مش حتدفع فيها حتستخصر لان عندك دائما الاهم صح؟ : صح طبعا ادفع مبلغ زى ده فى منجة
ولا اجيب كيلو ونص لحمة؟ : شوفت المخلوع عمل فيك إيه؟ اللحمة!
عموما الرامبوتان
دى يا سيدى فاكهة استوائية بتيجى من ماليزيا عادتا وهى مدورة فى حجم الفراولة بس
نتغطية ياعداب عاملة زى الشعر ومن هنا حت التسمية طعمها حلو وحمضى شوية والبزرة
بتاعتها تحفة ومن هنا جت المشكلة! : ازاى؟ إيه اللى حصل؟ : اقول لك يا باشا .. كنت عند واحد
صحبى من علية القوم وعزم علينا برامبوتان كنت اعرفه بس ما اكلتوش قبل كده فعجبنى
طعمه بس عجبتنى البزرة اكتر فاحتفظت بواحدة فى جيبى.
واحنا
مروحين كان فيه لجنة كل يوم بتقف على الاوتوستراد بعد الساعة اتناشر واحنا كنا
جايين من المعادى رايحين مصر الجديدة مرورا بمدينة نصر ..
استوقفتنا
اللجنة وقفنا جالنا ظابط مباحث بكرش فظيع مع بتاع المرور وطلب الرخص من صحبى ومنى
البطاقة .. مد يده على التابلوه ومسك علبتين سجائر محطوطين وفتحهم بص فيهم فقاله
صاحبى : سعادتك بتدور على حاجة؟ : انت جى منين؟ من عند واحد صحبى فى
المعادى! : ااه وليه بقى فاتح علبتين؟ : يعنى صدفة : طيب ما معكش دفتر بفرة؟ :لا ! : يا راجل! : اللى انت عايز تلاقيه خلاص شربته
ممكن تدور فى دماغى بقى.
: يا
راجل! : طيب انزلوا لى شوية بقى.
نزلنا
ولاقيته بيمد ايده فى جيبى فقلت : ثانية واحد انا حطلع كل اللى فى جيوبى : طيب يا مؤدب اتفضل بس كل اللى فى
جيوبك اوعى تنسى حاجة!
طلعت فعلا
كل اللى فى جيبى علبة سجائر والمفاتيح والمحفظة و الفلوس وبزرة الرابوتان .. هو
شافها وفرح حس انه مسك قضية وحيطلع عين امنا طول الليل بقى قال : وده إيه ده بقى يا كابتن؟ خشخاش؟ : نعم؟ : إيه ده؟ هو سعادتك ما شوفتش فى
الكلية شكل بزرة الخشخاش؟
: لا والله
يا حبيبى ما شوفناهوش ممكن بقى تقولى إيه ده؟ : دى بزرة فاكهة اسمها رامبوتان : رامبو إيه؟ : تان .. رامبوتان فاكهة غالية من
اسيا تعرفها؟ : لا والله
ما بروحش هناك اصلى : ولا انا بروح برضه بس كنا عند واحد صاحبنا من علية
القوم هو بيروح هناك وجاب منها : والحبوب يبقى مين بقى؟ : الحبوب ده ممكن يضايقك على
فكرة : فعلاً؟ طب ما تقولنا مين الباشا المهم ده؟
: مش لازم
تعرف مين هو؟ : يا سلام!!
ليه بقى حسنى مبارك؟ : لا اقل بكتير بس يكدرك : اتكلم كويس يا روح امك لحسن والله ...
: بس بس بلاش
غلط انا محترمك بس علشان انت واقف فى البرد الساعة تلاتة الصبح بس حتكتر حتصلك
بتلتة ميم فى المديرية وحتزعل انت واللى فى الكمين ده : اااه انت مسنود! : وانت مش مسنود فخد بالك .. خد بالك!
ماشى يا
كبير اتفضل مع انى ممكن اخدك دلوقتى وبعدين اعتزر للتلاتة ميم بتاعك بس انا عايز
اروح لانى زهقت ... يلا اتوكلوا على الله. : سلام يا كبير : سلام يا سيدى.
سألتنى ندا وهى مبهورة : وانت تعرف تلتة ميم فعلا؟ : يعنى وقتها كنت اعرف!
فتدخل سالم
بعجرفة الظباط : ولغايت
دلوقتى يلا .. ما انا اعرف اللى اعلا من مساعد انا اعرف الباشا مدير الامن ومدير
مكتب الوزير.
: ماشى يا عم
السلطة .. كل ده وعم على مغفل شوية وسعيد سايق وندا نايمة فى حضنى مستكينة تماما
.. واضح ان الشمس والنيل دروخوها والبيرة كمان بوظتها مع الID.
من صباعه
الصغير ...
: مساء الخير
يا عم على : مساء الخير يا جلال .. ندا هانم
عاملة إيه دلوقتى؟ : نايمة اتلطشت من هوا النيل اظاهر وراحت فى نوم عميق!
: نوم
العافية ان شاء الله .. المهم انت جاهز؟ : انا دائما جاهز يا كبير ضحك وقال : النهارده او الليلة دى مهمة جدا
لينا كلنا : انا عارف الباب الليلة!
: طول عمرك
لماح بس عايز اامن معاك .. حقنا محفوظ صح؟ : طبعا يا عم على بس احنا عموما بامن
برضه بالناس بتاعتك : تقصد إيه؟ : يشوفوا.
: يشوفوا إيه؟
: يشوفوا كرماتك اتنين تلاته ملبوسين
نعالجهم علشان يعرفوا ان اى غدر حنعفرتلهم الدنيا .. فهمتنى؟ : طبعا فهمتك .. ماشى شوف انت عايز
تعمل إيه؟ : اكيد حد من اللى نزلوا قبل كدة
اتلبسوا! : يا حبيبى كل الطقم ملبوس وهواوى
نفسه معاه حد وهو اللى ممشيه وبيضحك عليه وحوريك الليلة كل حاجة : قدام الكل : قدام الكل.
: اهلا اهلا
يا حج نسيم انت فين يا راجل؟ : كان فيه مصلحة كدة مع الحاج ركابى كنا بنقديها فى
البندر .. انبسطوا فى النيل؟ : طبعا يا نسيم شكرا على الواجب ده فعلا كان جو عالى جدا
كان عايزك انت والحاج ركابى وسليمان وعبادة كانت حتبقى حفلة : ان شاء الله نعملها قريب .. ازى
مزاج عم على؟ : زى الفل
الحمد لله : ان شالله دايما هه حنعمل إيه الليله
دى؟ : كل خير ان شاء الله : بقولك إيه يا نسيم؟ : قول يا خوى! : عايز هواوى!
: ماهو جى
علشان نطلع بعد ساعتين وتكون الخوجاية جت كمان : لا انا عايزه قبل كدة هو وابنه
والحاج ركابى وسليمان : خير؟
: حقول لك
بعدين.: حالا اكلمهم ييجوا بس طمنى فى حاجة؟
: كله تمام بس عايزهم فى كلمتين .. ما فيش قلق خالص حضرهم بس يلا : حاضر ولو انى مش فاهم!
حضر ركابى
وراه هواوى وابنه وسليمان جاب معاه عبادة اللى حضر من مصر العصر وبعد التحيات
والسلمات دخل سعيد بالشاى والقهوة ولف لفتين بمنقد البخور اللى عطاه له عم على وقعد
وسطينا ينتظر الحدث كالاخرين فقلت : انا يا رجالة حدخل فى الموضوع على طول لاننا بقينا اهل
وكل الموجود اخوات واولاد عمومه : طبعاً طبعاً اتفضل : يا عم هواوى!
: نعم؟ : انت ضحكت علينا : إيه؟ كلام إيه ده يا حاج ركابى؟
انتم جايبنا داركم تهزجونا ولا إيه؟ : ما عاش اللى يعمل كدة يا عم هواوى بس انت ما
كنتش صادق معانا وجبتلنا واحد قلت انه الشيخ والحقيقة انك انت اللى بتقول للناس
تفحت فين .. صح؟
الكل سكت
وهواوى بص لولده وبص للرجالة وقال : الكلام ده مش صُح ... جولى إيه دليلك؟ : دليلى؟ انت مش عارف ان اللى بقوله
صح؟ فى نفس الوقت عم على مركز نظره على عم هواوى وبيقرأ ويعزم.
: إيه دليلك
قوله قدام الرجالة دلواااااااااااااقققققتى واتلوا لسانه واعرض صوته واتشنج وبقى
ينعر بصوت تانى فطلب عم على من عباس ابنه انه يكتفه وبعد تردد قام وكتفه فنعر
الصوت وقال : انت عايز إيه؟ قام عم على وقال : انت مين؟
الصوت : وانت مالك يا ابن الستين كلب؟ : خليك مؤدب لاحرقك : عايز إيه؟ : انت مين؟
: انا مارد : كداب : انا مارد : كداب المارد لا يتعامل مع البشر
المارد يتعامل مع الشياطين والجن بس .. انت مين؟
: انا ههش هش
هشتريش : وعايز من الحاج ده إيه؟ : عايز اعزبه واطلع عينه : ليه؟ : انا باعتنى له واحد قلبه محروق منه اسمه
...
: اخرس ولا
كلمة لحرقك ..
نظر عم على
لى وقال عايز ورقة وقلم فقلت ورق وقلم يا جماعة .. ورقة وقلم؟ الكل على رأسه الطير
فى حالة وجوم فقمت هززت سعيد وقلت : ورقة وقلم ففاق وقام جرى جبهم واعطاهم لى فاعطيتهم لعم
على وهو اعطاهم فى يد عم هواوى وقال ك اكتب الاسم ولا تنطق به .. فكتب هواوى
بعصبية اسم بشخبطة فقال عم على للصوت واكتب السبب ولو انى عارفه.
فكتب ثم قال
له عم على : يلا روح حج : لا :شوف عيالك : لا : ححقرقك : حموتهولك : ما تقدرش : حطلع من قلبه : لا حتطلع من صباعه الصغير فى ايده
الشمال : حطلع من عينه : حتطلع من مطرح ما انا قلت : لا .
بدأ عم على
القراءة وزادت تشنجات عم هواوى وصراخه وشخره ونخره وشوفنا عرق فى يد هواوى ماشى
فيه دم اسود وكأن فيه حد بيمشى فى العرق تحت الجلد لغاية ما وصل للاصبع الصغير من
اليد اليسرا مكان ما قال عم على وأتجمع.
اخرج عم على
من جيبه قطعة قماش ومخراز ونغز به الصباع فإذا
بالدم الاسود ينفجر من الاصبع فاسرع عم على وتلقاه على القماشة وسبت القماشة حتى
توقف النزيف فالقى القماشة على المنقد فاشتعلت والغريب انها ظلت مشتعلة حوالى
النصف ساعة.
قام عم
هواوى وقد استحم فى عرقه هو و ابنه وصلب طوله وقال : يا رجالة انا ما كنتش فى وعيى ولا
ايه؟ : الاف حمد الله على سلامتك يابا : ليه هو فيه ايه؟
فحكيت له
اللى حصل وسط تأكيدات الجميع.
فشعر عم
هواوى بالحرج وقال : انا بعتزر للجميع وحجك على يا جلال بيه و حجك على يا عم على
يا كبير .. كبير مجام وعزة ومكانة ومجام عالى : الله يعزك يا عم هواوى احنا اخوات
وانت كنت مكلوم ومريض وليس على المريض من حرج.
باب المقبرة
الملكية ...
شربنا السخن
والساقع واكلنا الفاكهة والنقل (كاجو والفستق والبندق و.....) وشربنا حجرين تفاح
ومعسل وجاء وقت المصارحة.
: جولى يا عم
على : اامر يا حاج هواوى! : انت جلت ان العيال كانت بتبحت غلط! : تمام : امال انت جولت ان جدامهم متر ونص ..
ازاى؟
ضحك عم على
وقال : امبارح انا قلت لجلال بيه انى عدلت
مسارهم بس ما قلناش علشان اللى كان معاك .. : الله يحرجه بجاز وسخ.
: ماهو اتحرق
يا حج : اللى كان معاك كان بيضللك ما بيدلكش
على الطريق الصح وانا قلت للعمال ما يفتحوش بقوهم بكلمة والا حيتلبسوا ولا حتى فى
البيت .. وضحك.
: يروحوا فين
انا ببيتهم فى المكان .. اكن بجى هم وصلوا صح؟ : ان شاء الله : وانا يا عم هواوى مارضتش اقول
الكلام ده للخوجاية لحسن تقلق : الله يكرمك ماهى مصلحة واحدة برضك .. الا صح هى رجعت
ولا إيه؟ : على وصول يا هواوى يا شيخ هواوى
وقاموا ضحكين كلهم فى نفس واحد الا هواوى القال : لا وحيات حضرت النبى ما تجيبوا سيرة
لحد يا رجالة عيب على الشيبة دى يتمألسوا عليها الصغار : ما عاش ولا كان يابا : اتلهى انت ما كنت بتضحك معاهم لسه
اهه : لا يابا ده بس ... : بس يا ولا احنا مع ابوك كبار بلاش
الكلام ده الماصخ ده .. يا جوم جهز العربيات خلينا نروح نشوف المكان : هوا يابا الحج : احنا مش حننتظر الخوجاية؟ : لا تيجى براحتها هى بجى .. انا حجوم
انتمشى لبره شوية لحسن اللوجمة جاعدة مش عايزة تنزل : يلا بينا كلنا : يلا.
ركبنا
العربيات واتجهنا على المكان وصلنا لاقينا العمال قاعدين برة منتظرنا فاول ما دخل
عم على سألأ العمال : فى حد انضرب؟ : لا خالص فى حد حس بصضاع؟ : لا كلنا تمام : اتخانقتوا مع بعض؟ لا النهاردة لا
الحمد لله النفوس صافية والبركة فيك يا شيخنا : الحمد لله .. طيب انتم بره ليه؟
: ما احنا
جيبنا المتر ونص وزيادة شويه يمكن : طيب كويس مين اخر واحد فيكم فى الحفر جوه؟ قام واحد وقال
انا : اسمك إيه: محسب : طب يلا انزل معى تحت : افضل : بسم الله الرحمن الرحيم ونزل عم على
وراه محسب واختفوا فى الحفرة.
بقينا جميعا
واقفين فى الظلام على ضوء الموبايلات واللمبات الزرقاء الموجودة معنا لمدة عشرون
دقيقة كانوا كما لو كانوا عشرون سنة واخيرا طلع محسب وطلب منى النزول لعم على
فنزلت بصعوبة وتلقفنى عم على عند المدخل .. حصننى واخذ بيدى حتى وقفت امام حائط
وحط النور عليه فأذا بى واقف امام باب المقبرة .. فارتعبت وارتجفت من هول جلال
المكان والموقف .. انها المرة الاولى لى ان اقف وحيدا امام مدخل المقبرة الملكية
لاحد ملوك الفراعنة .. لها رهبة ولها جلالة.
تذكرت مع
الفارق الرهيب طبعا بموقفى يوم لمحت الكعبة المشرفة من احد الابواب وانا متجه لباب
السلام لقضاء مناسك العمرة .. كان اشد موقف جلل لى فى حياتى .. ان ترى رمز لله على
الارض او بيته الذى ظللت طوال فترة طفولتك وصباك وبداية شبابك تراه فى التلفزيون
وعلى النتائج الورقية وفى الصور وفجأة تلمحه امامك عن بعد فهذا شىء جلل والله لقط
انخطف قلبى من صدرى لحظتها وكانت رحلة العمرة من اسعد بل اسعد رحلات عمرى .. الله
الله الله على المنظر.
: يلا نطلع؟ : استنى شوية يا عم على دى اول مرة
ليه وبعدين دى حتبقى سبب سعدنا كلنا خلينا نفكر حنعمل إيه شويه؟ : انا طبعا متأكد انك لا طمعت ولا
حتغدر بحد بس الذهب سموه ذهب لانه بيذهب بالعقول فخد بالك من نفسك : ربنا يستر علينا جميعا .. يلا بينا
نطلع احسن.
وطلعنا
وجدنا ايرين واقفة مع سعيد والجاله فى اتظارنا فاخزتها انا ونزلت بعد ان حصنا عم
على لانه لا يمكنه ان يلمس انسانة فنزلت انا .. وسحفنا الى الداخل وعندما وصلنا
للبهو وقفنا نلتقط انفاسنا ثم ادخلتها ووضعتها امام الباب فنهارت من السعادة وحصلها هسترية .. بقت تبوس
فى الحيطان و فى الباب من السعادة وبعدين استعادت توازنها وقالت : الان ممكن اقول مبروك لنا كلنا ..
مبروك : مبروك ايرين .. مبروك.
أول الغيث لوكشة
..
فى صالون
القصر جلسنا كلنا انا وسالم وركابى ونسيم وسليمان وسعيد وعم على وايرين وعلم هواوى
وولده عباس وبعد المشروبات اجتزنا مرحلة الفرح وبدأت الكلام مع ايرين : دلوقتى انت شوفت الباب وقرأتى اللى
عليه وصورتيه وبعدين؟ طلعت اللاب توب واخرجت الشريحة من الكاميرا ووضعتها فيه نزلت
الصور وقالت : انا دلوقتى
بعت الصور للبروفيسور والرد بعد عشر دقائق .. فقال سالم : هو بيعمل إيه بقى بالصور؟ فابتسمت
وقلت لسالم
: لما الخبير
بيشوف الصور بيقرأ اللى على الباب فيعرف كل حاجة عن المقبرة واسم الملك المدفون
وعندهم حصر بالملوك اللى اكتشفت مقابرهم واللى ما حدش وصل ليهم فلو طلع الملك لم
يكتشف تبقى المقبرة صحيحة : طب ما شافت الباب : ايوه بس الباب يتقفل بعد ما تتنهب
المقبرة والنهب مش لازم يكون فى عصرنا .. الفراعنة من سبعة الاف سنة يعنى ممكن بعد
ما ادفن الملك بعشرين او خمسين سنة : طيب ولو لاقاها صح ان شاء الله؟
: فى الحالة
دى يا عم هواوى يبقى الكل حينبسط.
رسالة على الموبايل
قالت حرفين OK وانقلبت الدنيا .. اتصلت ارين بالموبايل بدميترى اللى كان ملطوع
برة البلد ومعه اربع تيران روس ومعاهم ثلاث ارباع مليون يورو والعقد اللى بيملكهم
الارض والبيت اللى عليه .. هو النظام كدة يشتروا الارض والبيت وبعد ما يخدوا
الامانة يقطعوا العقد ويمشوا.
بعد امضاء
عم هواوى و ابنه عباس شاهد على العقد دخلت ثلاث صناديق معدنية بكل منها ربع مليون
يورو واخد دمترى العقد واختفى واستأزنت ايرين فى الصعود لغرفتها
قام عم
هواوى وقال : يا رجال عندى كلمتين ممكن اقولهم
ولو فيهم غلط ردونى : اتفضل! : داوقتى المكان له التلت و الشيخ اللى يفتح له التلت والوسطاء
واللى صرف على المكان والعمالة وكل اللى حضر الموضوع داخلين فى التلت اللى فاضل
صح؟ : تمام .. رديت انا.
: طيب انا
واولاد عمامى صرفنا على المكان نبقى لينا فى التلت بتاع الوسطاء .. وانا واولادى
واخواتى اصحاب المكان نبقى لينا تلت والشيخ واللى معاه ليهم تلت .. وساد الصمت فقال
عم على : لو سمحتوا لى عندى راى قلت اتفضل يا
شيخ على قال : بالنسبة لى
انا ومعى جلال بيه وسالم بيه فى تلت الشيخ وانتم خدوا التلتين انتوا والناس
بتاعتكم ده بعد اذن جلال بيه وسالم بيه! ... صمت ثم قال ركابى : والله انك راجل صعيدى صح واجدع من
كل الناس اللى قابلناهم وميتين على القرش : يا حاج ده قاليلوا كتير اصلاً
والحمد لله على عطيته وبارك الله فيما رزق.
نظرت الى
سالم اشار بالموافقة فقلت : على بركة الله نقرأ الفاتحة وقرأنها ووضعنا يدنا جميعا
حتى سعيد واقسمنا على عدم الخيانة ثم جلسنا فى حالة من الشرود حتى جاء الشرب و
البيرة والمذات فانفرجت القعدة وبقت فل ثم وقف الحاج ركابى وقال : بما اننا اتفقنا على كل حاجة يبقى
نقسم العربون من اصله ولا إيه يا هواوى؟ : صح كدة والكل يبات مبسوط وربنا
يبارك : واحنا مكلفين نوصل فلوس حضراتكم
الحتة اللى تقولوا عليها : الله يخليك يا حاج ركابى بس ليه الاستعجال؟ فنظر لى
سالم بستغراب ! وقال عم نسيم : الكل يبات فرحان واحنا فى بعضينا نتراضة وانتم فى
بعضيكم تتراضوا برضك .. : قوم يا سعيد خد صندوق من دول وحطه فى الغرفة اللى بين
سالم بيه وعم على .. فقلت :لا بع اذن سالم دول حيباتوا عند عم على ... فهز سالم
راسه بالموافقة وابتسم عم على وقال : فى الحفظ و الصون فى اى حتة فى بيوت الناس دى .. فشكرة
ركابى ونسيم وبقينا نشرب وناكل حتى الثالثة صباحنا وطلعت وتركتهم سهرانين فى حالة
من الانسجام والسعادة ادامها الله علينا جميعا.
قسمة الحق
...
دخلت غرفتى
بتسحب علشان ما اصحيش ندا .. دماغى كنت تضرب تقلب مش مصدق اللى حصل ولا مصدق ان
الاحلام بتتحقق فى الدنيا دى او انه ممكن بحركة بسيطة او بجرة قلم تتغير حياتك ..
سبحانك يا ربى.
سحبت زجاجة ID من التلاجة
وقعدت على سور التراس افكر فى الحياة .. على بعد خطوتين من هنا فيه ثروة مستنيانى
.. ثروة حتغير حياة جلال .. الله واعلم للاحسن ولا للافضل! معقولة ..انا من كتر ما
انا خايف اكون بحلم لطشت نفسى قلمين علشان اتأكد من انى مش بحلم.
دموعى نازلة
ممتلخبطة هى نازلة لانى مش بحلم ولا علشان اتغابيت على نفسى وضربت نفسى جامد!
بص يا جلال
.. انت اول حاجة تشيل 20% بتاعت الخير .. ماهو الدفينة او اللى بيجيلك من حيث لا
تدرى ولا تعلم اسمع انك بتطلع منه 20% لله.
يعنى انا
بعتبره حق عباد الله فى مال الله اللى ارسله لك ودى لازم اطلعها قبل ما اطمع فيها
.. كلنا عارفين ان اول الواحد ما بيكون مفلس وتجيله فلوس بيقعد يصرف ولما تنقص
الفلوس وييجى بقى يطلع للخير يقول لنفسه طب ما كفاية النص .. لا انا حطلع النسبة
الاول علشان دى زى ما كون مديون بيها للخير فاحسن حاجة اطلعها وارتاح من الدين .. الدين
ااااه اخيرا حأخلص من الكلمة دى .. الديون هم بالليل ومزلة بالنهار.
احساس فظيع
انك تبقى مديون لكل الناس ومش عارف ترد على تليفونك ولو جتلك نمرة ما تعرفهاش تبقى
متردد انك ترد عليها لتطلع حد عايز منك فلوس خصوصا لما الفترة بتطول وبتكون خلصت
كل الحجج والحكاوى والحكايات اللى بتقعد تعتزر بيها للناس.
الدين ده
كلمة بتتكتب بس ليها نطقين .. تعرفها من الجمع ام ديون او اديان وشتان احساسك بكل
واحده منهم .. الدين ده الوجه الاخر للفقر اما الدين فوجهه الاخر الله وما اجمل من
انك تبقى مع الله لو انه هو يبقى معاك .. الله ده كبير بشكل لو انك ركزت فيه عقلك
حيكتشف انك تافه.
ايوه تافه
لانك كا تركيزك فى الدنيا والدنيويات بيت و عربية وشركة وفلوس و.... بينما الله
اللى خالقك مديك حاجة اكبر واوسع من انك تحبس نفسك فى الدنيا .. مديك الكون بكل
رحابته .. مديك السماوات .. مديك الجنات .. مديك الراحة فى كل حركة او كلمة فى
الدين ...
لما نكتشف
ان فى الصيام صيانة كاملة للجسم وفى الصلاة طهارة دائمة طهارة فى كل حاجة .. طهارة
فى التفكير واللسان والجسم والروح .. فى البوذية بيمارسوا اليوجا كنوع من الشعائر علشان تصفوا النفس والروح
وتفضل قاعد بجلسات معينة ومتصلب علشان توصل لده .. وانا مش بسخر من البوذية خالص
على فكرة بس بقول انه اسهل من كدة فى حاجة فى الاسلام اسمها رياضة .. الرياضة دى
هى الصيام عن الروح وما خرج منها ..
يعنى كل
الاكل الا البقول والنباتات ممنوع البقر والجاموس والجمال والطيور والسماك وما خرج
منها من لبن او بيض .... الخ.
على فكرة
فيه صيام فى الدين المسيحى من النوع ده.
شوف بقى لو
قدرت تعمل الرياضة دى ثلاث ايام فى الشهر جسمك حيبقى عامل ازاى وروحك كمان لان من
الرياضة ايضا انك تصون لسانك وجسمك وروحك عن الاغتياب والنميمة بتبقى حالة روحانية
جميلة زى اللى حصلت لى لما رحت العمرة اول مرة مع صديق لى.
حالتك بتبقى
معنويات مرتفعة وحب لكل الاشياء والناس بتلاقى نفسك متسامح وبتحب كل اللى ربنا
خلقه وكل اللى الانسان صنعه.
سلام دائم
ومصالح نفسك وراضى وقانع فتصل للسعادة.
انا اصلى
مقتنع تماما ان السعادة فى القناعة لانك لو قنعت بما قسم لك به ربك حتبقى مش حانق
او غاضب او حسود ولا حتى غيور الا الغيرة الصحية اللى فيها المنافسة الشريفة ..
انا كدة بعتقد والله واعلم.
طيب انا
لازم اعرف حيطلع لى كام من العربون ده علشان اعرف ال20% حتبقى كام؟ هو اليورو بكام
النهارده؟ بصيت فى الاهرام اللى على التربيزة اللى فى التراس لاقيته وصل 7.92 مصرى
يا نهار اسود الجنيه رايح فى دهية .. بس يا نهار ابيض علشان انا حغير مش حشترى.
طيب انا
حكلم سالم واتفق معاه انى حقسم النسب عم على 40% وهو30 % وانا 30% وده فير وعادل
جدا بالنسبة لى وتبقى قسمة الحق.
ولوحسبت
النسبة بتاعتى تطلع حوالى .. طب ما احسبها على الموبايل .. اه تطلع 83.333 الف
يورو نقول 83 الف يورو × 7.92 نقول 7.90 جنيه
تطلع الحسبة
!!! تطلع هههههههه تطلع 655,700.00 الف جنيه مصرى بالتمام والكمال يا
نهااااااااااااااااااااااااار فل ده دى
الطلعة بتاعت العربون بس.
طيب وال20%
تعمل كام؟ تعمل يا سيدى ... 131.140.00 جنيه لا انا حأقول 131,700 جنيه علشان
الرقم يبقى مقفول .. يبقى حيفضل كام؟
524000 الف
جنيه مصرى !!! الله الله الله.
مديرة
اعمالى الجديدة ...
جلال .. جلال
قوم يا حبيبى الفطار جاهز.
الكلمة دى
انا طول عمرى كنت نفسى اسمعها .. انا مش عارف اميز الصوت وكمان مش عايز افتح عنيه
علشان اعرف انا فين حتى!
مش عارف ..
خايف يطلع موضوع الفلوس بتاع امبارح حلم!
دى تبقى
حركة بايخة اوى ..
: جلال قوم
سالم على التليفون عايزك ومدت يدها حطت لى التليفون على ودنى.
: الو ! الو
! جلال : ايوه يا سالم : انت لسه نايم؟ انا ما نمتش من امبارح
: ليه؟ : ليه؟ انت مجنون؟ بقى يبقى معانا كل
الفلوس دى ...
: ايوة .... الفلوس
فتحت عنية لاقيت ندا واقفة لابسه قميص من بتوعى وطبعا عليها فستان على الركبة
وبتضحك على منظرى المزبهل ...
يا جلال انت
رحت فين .. اكتشفت انى تركت سالم على التليفون : ايوه يا سالم .. انت بتكلمنى على
الموبايل ليه؟ انت فين؟
: انا فى
المركز مشوار كده وجى على طول انا بس كنت بكلمك علشان تطمن على عم على والفلوس
علشان انا لازم انزل بالليل على مصر علشان بكرة اكون فى الادارة : طيب لما تيجى بس يلا سلام.
ندا ..
ندودة .. انت يا بت ؟ : ايوه .. صاحى مزاجك حلو والحمد لله خير؟ : إيه انت فين؟ : انا كنت فى البلكونة بنشر غيراتك يا
سى الحاج جلال.
: إيه العسل
ده؟ إيه اللى انت لبساه ده؟ : قميصك! : واخد بالى بس ليه؟ انت فعلا كنت
بتغسلى ولا إيه؟ : لا انا بس
كنت خايفة امبارح وانت سايبنى طول الليل لوحدى فلبست قميصك علشان اطمن نفسى : يا حبيبتى ... طيب ليه ما خدتيش
واحد من الجُداد؟
: علشان تبقى
رحتك فيه يا حبيبى.
قالتها
واترمت فى حضنى فشلتها وخرجت على التراس قعدتها على الكرسى وقعدت قدامها وقلت لها : اتمنى امنية! : أتمنى اعيش معاك طول عمرى.
: ماشى ..
حاجة تانية؟ : ما فيش
حاجة فى راسى هو ده اللى فكرت فيه! : حاجة نعملها سوا .. : نعمل رحلة المركب تانى بس نكون
لوحدنا.
: يا بت حاجة
اكبر من كدة : يا جلال ما
عنديش اكبر من مشاعرى وحبى لك وسعادتنا مع بعض ....
انا عايزة
ابقى سعيدة وسعادتى معاك ..
علشان كدة
قلت لك عايزة اعيش معاك انما اى حاجه تانية مش فارقة عندى : غلبتينى! : طب ليه الدموع ظهرت فى عنيك؟
: لانى متعزب
عزاب ما تتصوريهوش .. انا ما كنتش مصدق ان الواحد ممكن يكون بيحب مراته ومرتاح
معاها ويحب واحدة تانية ..
كنت دايما
بقول ده عيل ابن وسخة انانى وعينه فارغة .. بس دلوقتى اهه ربنا حطنى فى الموقف
اللى كنت بنتقده ..
والمشكله
انى مش شايف انها نزوة او ازمة منتصف العمر !!
: ماهو
الواحد فى ازمة منتصف العمر او النزوة ما بيبقاش عارف! : لا انا عارف لانى حاسس يالمشاعر
تجاهك وما فيهاش اى رغبة جنسية يعنى مش عايز اوصلك علشان رغبة لا انا عايزك تبقى
موجودة فى حياتى وعلشان كدة حاسس انى انانى وابن ...
: لو سمحت
اوعى تشتم حبيبى .. انا حبيبى غالى على وما اسمحش حد يجيب سرته الا بالخير.
: طيب يلا
نفطر علشان فى كلمتين عايز اقولهم لك مهمين : طب قول : لا بعد الفطار : مش حعرف اكل .. قول : طيب يا سيتى .. امبارح وصلنا للباب : باب إيه؟ : باب المقبرة يا نفرتيتى !!! إيه انت
نسيتى احنا هنا بنعمل إيه؟ : انا فصلت يا جلال .. مبروك يا حبيبى مبروك الف مبروك.
قامت ارتمت
فى حضنى وقعدت على رجلى وقالت : علشان كدة عمال تقولى اطلبى حاجة؟ : ايوه : طيب انا حاطلب : اتفضلى !
: عايزة .. عايزاك
انت ممكن؟ : ندا ابوس ايدك بلاش تزنقينى خلينا
ننبسط شوية وبلاش نفكر فى السكة دى وعلى فكرة انا بفكر ننزل مصر بالليل النهارده : ليه؟ حصل حاجة؟ : ومالك كشرتى كده؟ ما احنا حنرجع بعد
يومين على طول : متأكد؟
: ايوة يا
بنتى انت فى إيه؟ يومين ولازم ارجع الشغل هنا لسه ماخلصش كل الحكاية انى قبضت
قرشين من العربون زى حلى بقك كده ....
لا لا لا
ليه بقى الدموع هو انا رايح مش راجع ولا ايه؟ : انا خايفة الحلم يخلص على ابواب
القاهرة وترجع لحياتك واعيش انا الوحدة و..
: بس اعقلى
انا خلاص عينتك مديرة اعمالى ومديرة الاعمال فى مواقف كتير بتكون اهم من الزوجة : خلاص سيبنى هنا مش عايزة اروح مصر : ازاى يعنى ارجع انا وسايب مراتى؟
احنا فى الصعيد يا بنتى !
اقولك حوديك
اسوان على اساس رايحة لاقاربك هناك تطلى عليهم يومين ويلا بقى نفطر وبعد الفطار ابقى حضرى هدومنا
علشان اروح اوصلك بعربية سالم اسوان وارجع اخده وننزل على مصر : طب ما اخد القطر! : بس يا بت ما عنديش نسوان تسافر فى
الجطر وحديها.
: ماشى يا سى
جلال .. خاضر يابا الحاج : ايوه كده ابتسمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق